الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قرقاش: قوات "التحالف" باقية في اليمن بأعين مفتوحة

قرقاش: قوات "التحالف" باقية في اليمن بأعين مفتوحة
24 يوليو 2019 00:11

أبوظبي (الاتحاد)

أكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أمس، أن الإمارات وبقية دول التحالف العربي باقية في اليمن وتقوم بإعادة نشر القوات بنفس الطريقة التي بدأت بها بأعين مفتوحة، مشدداً في مقال رأي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» بالقول: «سنعمل بشكل مختلف وحضورنا العسكري باقٍ، وبما يتوافق مع القانون الدولي. سنواصل تقديم المشورة ومساعدة القوات اليمنية المحلية»، ومطالباً «الحوثيين» بالاستفادة من الفرصة السانحة والتوصل إلى تسوية سياسية بدعم الوساطة الأممية.
وشدد قرقاش على أن قوات التحالف ستواصل العمل مع الشركاء الدوليين لتأمين عبور الممرات المائية البحرية، مع استمرار دعم برامج المساعدات الإنسانية في اليمن. وطالب المجتمع الدولي بردع «الحوثيين» عن عرقلة المساعدات. وقال «إن التدخل لدعم الشرعية حرم إيران من ممر بحري استراتيجي آخر في المنطقة، وأمّن حماية حرية الملاحة بين آسيا والبحر المتوسط عبر مضيق باب المندب، والبحر الأحمر وقناة السويس». وقال: «لن يكون هناك سلام سهل، لكن الوقت الآن لمضاعفة التركيز على العملية السياسية».
وقال قرقاش: «بينما تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بتخفيض وإعادة انتشار قواتها في اليمن، فإننا نقوم بذلك بالطريقة ذاتها التي بدأنا بها.. بأعين مفتوحة. وقد أدركنا التحديات حينئذ، وندركها اليوم. ولم يكن هناك نصر سهل ولن يكون هناك سلام سهل. والآن، هو وقت مضاعفة التركيز على العملية السياسية. وعلى الأطراف اليمنية، وخصوصاً الحوثيين، أن ينظروا إلى هذه الخطوة كما هي: إجراء لبناء الثقة من أجل خلق زخم جديد لإنهاء الصراع. وعلى المجتمع الدولي أن يقتنص الفرصة. وعليه أن يردع أي طرف عن استغلال أو تقويض هذه الفرصة، وأن يمنع الحوثيين من عرقلة وصول المساعدات، وأن يُسرّع التوصل إلى تسوية سياسية من قبل الأطراف كافة، وأن يدعم جهود الوساطة الراسخة بقيادة الأمم المتحدة».
وأضاف: «في هذه الأثناء، لن يكون هناك فراغ أمني. وقد تحمّل جيش الحكومة اليمنية العبء الأكبر في استعادة السيطرة على أجزاء شاسعة من الدولة. وهذه الوحدات المحلية ستبقى في مكانها تحت قيادة يمنية، وبدعم مستمر من التحالف. وفي الحقيقة، لقد كانت هذه القوات اليمنية نفسها هي التي أنهت هيمنة الحوثيين على اليمن. وبدعم من التحالف، حاربت ببسالة ونجحت في استعادة عدن، ثاني أكبر المدن اليمنية، إلى جانب معظم الخطوط الساحلية على طول البحر الأحمر وبحر العرب». وتابع: «إن ضغط القوات اليمنية على الحديدة، مع الضغط العسكري المحكم بصورة متعمدة، كان حاسماً في إقناع الحوثيين بإعادة الانخراط في المحادثات. ومع أن اتفاقية ستوكهولم بوساطة الأمم المتحدة، وتطبيقها لاحقاً، كانا غير مثاليين، لكن نزع فتيل التصعيد أنقذ حياة الناس، وحسّن الوضع الإنساني، وقدم فرصة لعملية سياسية موسّعة».
وأشار قرقاش إلى أن تدخل التحالف حقق أهدافاً أخرى مهمة أيضاً. فقد حرم إيران من ممر بحري استراتيجي آخر في المنطقة، وقد تمت حماية حرية الملاحة بين آسيا والبحر المتوسط عبر مضيق باب المندب، والبحر الأحمر وقناة السويس. ولا يرغب العالم في رؤية تهديد ملاحة السفن العالمية في مضيق هرمز وحوله تتكرر في الجانب الآخر من شبه الجزيرة العربية. وأكد أنه من دون تدخل التحالف، كانت إيران تمضي أيضاً على طريق استنساخ نموذجها المزعزع للاستقرار والمدمر للحرب بالوكالة في اليمن، على غرار حزب الله اللبناني، لافتاً إلى أنه بتدريب وتجهيز وتشجيع من إيران، حصل الحوثيون على بعض من أكثر الأسلحة تطوراً امتلكتها يوماً قوة لا تمثل دولة، من طائرات من دون طيار مسلحة، وصواريخ باليستية، وعبوات ناسفة يتم التحكم فيها عن بعد. وقال: «كانت إيران متأهبة للاستفادة الكاملة من سيطرة الحوثيين على اليمن بأسره».
وأوضح قرقاش: «قمنا أيضاً بتحييد تهديد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وهو أحد أخطر الأفرع التابعة للتنظيم الإرهابي»، لافتاً إلى أن وحدات الجيش اليمني فككت الخلافة الناشئة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في مدينة المكلا الشاطئية وحولها. وأثنى محلل استخباراتي غربي على هذه الخطوة «باعتبارها حلاً مثالياً للتعامل مع المنظمات الإرهابية التي تسيطر على أراضٍ». وشدد قرقاش قائلاً: «فقط لتوضيح الأمر، فإن الإمارات وبقية التحالف لا تغادر اليمن، وسنعمل بشكل مختلف، وحضورنا العسكري باق وبما يتوافق مع القانون الدولي، سنواصل تقديم المشورة ومساعدة القوات اليمنية المحلية». وأوضح أن قوات التحالف ستردّ على أية هجمات يتم شنّها ضد التحالف وضد دول الجوار، مع استمرار التعاون مع الشركاء الدوليين لتأمين عبور الممرات المائية الحيوية.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية: «تبرّعنا بأكثر من 5.5 مليار دولار لمساعدة اليمن منذ عام 2015، وسيتواصل دعمنا لبرامج المساعدات الإنسانية واسعة النطاق ولمنظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى العاملة هناك». وقد أخبر مارتن جريفيث، المبعوث الخاص للأمم المتحدة، مجلس الأمن الأسبوع الماضي قائلاً: «علينا أن نفكر الآن سوياً في الوقائع والفرص التي تحدد الاحتمالات المتاحة أمامنا حالياً للقيام بخطوة على طريق السلام». وأضاف «إن خطوات التحالف الأخيرة تُحسن هذه الاحتمالات»، لافتاً إلى أن القوة العسكرية وحدها لن تحل الصراعات العويصة في اليمن والتحالفات المتغيرة باستمرار، لكنها هيأت الظروف لإنعاش عملية السلام.
ودعا قرقاش العالم إلى النظر عن كثب إلى ما تغير في اليمن. فالحكومة الشرعية استعادت السيطرة على أجزاء شاسعة من الدولة. وتحسنت ظروف المعيشة في هذه الأجزاء. والحوار السياسي قد استؤنف. وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في أضعف مراحله منذ سنوات، وتم صدّ العدوان الإيراني. واستطرد: «لسنا غافلين عن ثمن هذا التقدم والصعوبات التي لا تزال محدقة، وبالطبع، لم ينته العمل على تأمين اليمن وإصلاحه، ولا يزال السلام الحقيقي للشعب اليمني لم يتحقق». واختتم قرقاش مقاله قائلاً: «إن الوعد بتحقيق هدف السلام الآن في المتناول أكثر منه أثناء أربع سنوات من الحرب، ونأمل أن تكون أعين الحوثيين مفتوحة أيضاً على هذه الفرصة المحورية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©