الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«اليوان».. عملاق في سوق المال

«اليوان».. عملاق في سوق المال
21 يوليو 2019 03:37

حسونة الطيب (أبوظبي)

لا غرو في قوة العملة الصينية «اليوان»، خاصة أن البنوك الأربعة التي تتربع على رأس القائمة العالمية، من الصين، التي حققت أصولها نمواً 13.8 تريليون دولار في العام الفائت فقط، وهذا النمو الذي لا يشير لوضع الصين العالمي الجديد فحسب، بل لبروزها مرة أخرى كقوة اقتصادية عظمى.
وبحسب قائمة «ستاندرد أند بورز جلوبال ماركت انتلجانس» لأكبر البنوك في العالم من حيث الأصول للعام 2018، هيمنت البنوك الصينية، إذ جاء بنك الصين الصناعي والتجاري في المركز الأول بأصول بلغت 4 تريليونات دولار، وحل بنك التعمير الصيني، في المركز الثاني بأصول 3.4 تريليون، والبنك الزراعي الصيني في المركز الثالث، بأصول 3.24 تريليون، في حين حل بنك الصين في المركز الخامس في القائمة.
ويقف وراء هذا النمو بعض التوجهات الرئيسة مثل، تحويل دفة الاقتصاد الصيني، نحو الاستهلاك والخدمات، وبما أن الواردات، تلعب دوراً أكبر في الوقت الراهن، فمن المتوقع أن يكون للصين تأثيراً أكبر على العملة المستخدمة، مع تفضيل واضح لعملتها «اليوان».
ومن بين العوامل الأخرى، بروز ما يُطلق عليه الاقتصاد الجديد، الذي تتزعمه شركات التقنية الكبيرة، بما فيها تلك التي تتطلع للريادة العالمية في مجال التقنية. لكن ورغم احتلال الصين لمركز مهم في التجارة العالمية، حيث تشكل 27% من ناتج القيمة المضافة للتصنيع العالمي، إلا أن وتيرة اعتماد اليوان كعملة تسوية عالمية، لا تزال بطيئة نسبياً.
ويعكس وضع اليوان اليوم وبطرق عدة، التجربة التي خاضها «الين» مؤخراً، بصرف النظر عن اختلاف النتائج، وعلى سبيل المثال، ورغم أهمية الاقتصاد الياباني في فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، مصحوبة بالجهود التي بذلتها اليابان لجعل «الين» عملة عالمية، إلا أنه لم يفلح أبداً في أن يصبح عملة ذات سيطرة مثل الدولار الأميركي.
ولاحظت جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك «سويفت»، استمرار زيادة اعتماد اليوان بين المؤسسات المالية العالمية، حيث ارتفع عدد البنوك التي تستخدم العملة كوسيلة للدفع على مدى الثلاث سنوات الماضية.
ومع أن لغة المندرين اللغة الرسمية والرئيسة في الصين، هي أكثر اللغات استخداماً في العالم، نسبة إلى المتحدثين بها، لكن لا يزال الطريق طويلاً أمام «اليوان»، ليتحول لأداة دفع بقوة الدولار أو الين.
بلغت حصة اليوان في نظام الدفع العالمي في أبريل من العام الجاري، نسبة قدرها 1.88%، لكن بدأ الوضع في التغيير التدريجي، وشكلت إضافة اليوان لصندوق النقد الدولي ولسلة حقوق السحب الخاصة في 2016، خطوة كبيرة، وقامت منذ ذلك الوقت، العديد من البنوك بإضافة اليوان لمزيج عملاتها الاحتياطية.
وساعدت الزيادة في استخدام اليوان في التجارة، في جعل العملة أكثر انتشاراً حول العالم، خاصة في مجال الأعمال التي ترتبط بعمليات تصدير وتوريد المنتجات الصينية، ما ساعد هذه السلع في الحد من المخاطر المتعلقة بأسعار الصرف، كما أن زيادة توفر تمويل اليوان في الخارج، والذي يقلل من تكلفة الاقتراض، أدى أيضاً إلى زيادة الطلب على العملة وقبولها.

فرص مثمرة
ولا يجرؤ أحد على اتهام الصين في سعيها نحو توسيع رقعة قوتها الاقتصادية في المحفل العالمي، بالقصر في نظرها، عندما تقوم بإطلاق مبادرات مثل، منطقة الخليج العظمى، التي تهدف لتوحيد هونج كونج ومكاو وجوانزو وشينزين وزوهاي وجيانيجمن وفوشان وزونجشان ودونجوان وزهاوكينج، في مركز اقتصادي وتجاري واحد، قادر على منافسة سيلكون فالي بحلول 2035. ومن ثم جاءت مبادرة الحزام والطريق، التي وصفها الرئيس الصيني شي جين بينج، بمشروع القرن.
وتم تصميمها لتحسين الطرق التجارية بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، ولتطوير بنية تحتية جديدة وتسهيل الاتفاقيات التجارية الثنائية، بجانب زيادة التأثير الاستراتيجي للصين على الصعيد العالمي.

السنوات المقبلة
وما إذا كانت هذه المبادرات ستؤتي ثمارها أم لا، هذا ما ستكشف عنه السنوات المقبلة، بيد أن تأثيرها مؤكد، وأعلنت الإدارة العامة للجمارك الصينية، عن بلوغ الصادرات والواردات الصينية لبلدان داخل مبادرة الحزام والطريق، نحو 16.8 تريليون يوان (2.44 تريليون دولار) في الثلاثة فصول الأولى من 2018، بزيادة قدرها 13.2%، بالمقارنة مع 2017.
وتوفر مبادرة الحزام والطريق بالفعل، فرصاً للبنوك الصينية والأجنبية في البلدان التي تقع ضمن هذه المبادرة، بالإضافة لمساهمتها في نشر اليوان على النطاق العالمي. وارتفع عدد البنوك الصينية التي ترتبط بجمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك في البلدان التي تشملها مبادرة الحزام والطريق، بنسبة وصلت إلى 31% في الفترة بين 2014 إلى 2018.

اليوان اليوم
ورغم النمو المتسارع الذي يحققه الاقتصاد الصيني، الذي في طريقه لاعتلاء الصدارة العالمية على حساب أميركا بحلول العام المقبل، إلا أن ذلك لم يمهد الطريق أمام نمو مشابه لاستخدام اليوان كعملة دفع عالمية.

المرتبة السادسة
احتل اليوان المرتبة السادسة في 2016، بحصة قدرها 1.82% من عمليات الدفع العالمية، ليحل خلف الدولار الكندي والين الياباني والجنيه الإسترليني واليورو والدولار الأميركي، على التوالي، ولم يتغير هذا الوضع كثيراً على مدى العامين الماضيين، سوى النجاح في تخطي الدولار الكندي في المرتبة الخامسة.
وتبذل الصين جهوداً مقدرة، في سبيل نشر اليوان على النطاق العالمي وذلك لعدد من الأسباب، ومن بين هذه الأسباب، تمثل العملة المعترف بها دولياً، ختماً ضمنياً للموافقة على أسواق ومؤسسات وسياسات البلد، وشكلت إضافة صندوق النقد الدولي اليوان، لسلة حقوق السحب الخاصة في 2016، خطوة هامة للعملة.
وقرار إضافة اليوان، لعملات السلة الأربع، الدولار الأميركي والين الياباني والجنيه الإسترليني واليورو، كان بمثابة الحدث الهام، سواء للصين أو لصندوق النقد، بجانب الاعتراف بما تحرزه الصين من تقدم مستمر في عمليات الإصلاح الاقتصادي.
كما أن استخدام اليوان، كآلية تجارية، يسهل في انسيابية الصادرات والواردات، بجانب تقليل مخاطر أسعار الصرف، ويمكِّن ذلك أيضاً، من تقليل تكلفة الاقتراض، من خلال الحصول على مصادر خارجية لعمليات التمويل باليوان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©