الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«فَير أوبزرفر»: أردوغان حوّل تركيا إلى أكثر الدول إثارة للفوضى

«فَير أوبزرفر»: أردوغان حوّل تركيا إلى أكثر الدول إثارة للفوضى
21 يوليو 2019 03:31

دينا محمود (لندن)

أكدت مصادر إعلاميةٌ أميركيةٌ أن الدور المشبوه الذي يضطلع به النظام التركي في الوقت الراهن على الساحة الإقليمية، يرمي إلى بث الفرقة والفوضى في العالم العربي، خاصةً في ظل محاولات أنقرة المستميتة لتحويل نفسها إلى أحد الأركان الرئيسية للمشهد السياسي والأمني في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت المصادر إن هذه المحاولات بدأت مع وصول رجب طيب أردوغان إلى السلطة عام 2003 كرئيسٍ للوزراء ومن ثم رئيساً للجمهورية قبل نحو خمس سنوات، وذلك بعدما كانت تركيا تنأى بنفسها - منذ إعلان الجمهورية فيها عام 1923 وحتى مطلع القرن الراهن - عن التورط في شؤون العالم العربي وقضاياه.
وأشارت المصادر - في تقريرٍ تحليليٍ مطولٍ نشره موقع «فَير أوبزرفر» الأميركي - إلى أن أردوغان عَمِلَ على استغلال الدين لإكساب بلاده نفوذاً بين الشعوب العربية، كما سعى لتعميق الاستقطاب الآخذ في التصاعد في الشرق الأوسط.
وأبرز التقرير أسلوب «الصيد في الماء العكر» الذي اتبعه نظام أردوغان للاستفادة من الأزمة القطرية. وقال إنه عندما قررت الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب في يونيو 2017 قطع العلاقات مع النظام القطري وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية معه، سارعت أنقرة إلى تقديم دعمٍ سخيٍ لحكام الدوحة، بدلاً من بذل أي جهود على طريق رأب الصدع.
وقال موقع «فَير أوبزرفر» في تقريره إن هذا الدعم التركي المثير للجدل «سمم» العلاقات بين نظام أردوغان وغالبية دول منطقة الخليج، ودفع هذه البُلدان إلى أن ترى أن السلطات الحاكمة حالياً في أنقرة، تمثل «تهديداً جديداً» يحاول إحياء ماضي الدولة العثمانية.
وبدلاً من تبديد هذه المخاوف المشروعة، انهال حكام تركيا بالاتهامات على الدول العربية الرافضة لتوجهاتهم، بزعم أنها ضالعةٌ في دعم محاولة الانقلاب التي شهدتها أنقرة منتصف عام 2016، التي استغلها النظام الحاكم هناك، في العصف بمعارضيه والزج بعشرات الآلاف منهم في السجون، وفصل عددٍ مماثلٍ من وظائفهم.
من جهةٍ أخرى، لفت «فَير أوبزرفر» الانتباه إلى استغلال النظام التركي بشكلٍ مستمر للصراع الدموي الراهن في ليبيا، من أجل تعزيز مصالحه الإقليمية، عبر الانحياز لأطرافٍ بعينها في الأزمة، مُتمثلة في حكومة فايز السراج، التي تؤازرها الميليشيات المتشددة المتمركزة في طرابلس.
وألمح التقرير إلى أن ما يقدمه نظام أردوغان من دعمٍ عسكريٍ هائلٍ لحكومة السراج والمسلحين المتشددين المتحالفين معها، سيصب في صالح التنظيمات المتطرفة، وعلى رأسها جماعة «الإخوان» الإرهابية، وشدد الموقع في نهاية تقريره على أن تركيا بسياستها الحالية وبحكم كونها الحليف الإقليمي الأقرب لقطر وبالنظر إلى دعمها المفضوح لجماعة «الإخوان» الإرهابية، ستظل «عاملاً مثيراً للانقسامات» في شبه الجزيرة العربية، وخاصة بين دول الخليج التي يقاطع الجانب الأكبر منها النظام الحاكم في الدوحة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©