الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المؤتمر العام لـ «الكُتّاب العرب» في أبوظبي

المؤتمر العام لـ «الكُتّاب العرب» في أبوظبي
20 يناير 2019 02:21

أحمد السعداوي (أبوظبي)

افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، أمس، فعاليات المؤتمر العام السابع والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب في أبوظبي، بحضور 17 وفداً يمثلون 17 اتحاداً وجمعية ورابطة وأسرة ومجلس كُتّاب عرب.
بدأت فعاليات الافتتاح بعرض مقتطفات من أقوال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عن التسامح وأهميته في توثيق العلاقات بين الأفراد، ونشر ثقافة السلام والمحبة داخل المجتمعات وبين مختلف شعوب العالم، خاصة أن المؤتمر يشهد ندوة كبرى بعنوان «الثقافة وبناء الهوية بين الأنا والآخر».
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، في كلمته الافتتاحية، الدور الريادي للاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب، وحيا حرص الأدباء والكُتّاب العرب على توفير كل سبل العزة والقوة للأمة العربية وتحقيق الوحدة والتآلف. وسعيهم إلى أن يكون الاتحاد مجالاً فعالاً لمناقشة الأمور المهمة في العمل العربي المشترك والخروج بقرارات وتوصيات مناسبة تجد طريقها الصحيح إلى التطبيق والتنفيذ.
وقال معاليه: «أعبر لكم عن تقديري لاختياركم (ثقافة التسامح وبناء الهوية بين الأنا والآخر) موضوعاً للندوة الكبرى التي ينظمها المؤتمر، وكما تعلمون، فإن صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، قد وَجّه بأن يكون هذا العام، هو (عام التسامح) في الإمارات، وكما استمعنا معاً الآن في الحديث المسجل لمؤسس الدولة المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فإن التسامح والتعايش السلمي في الإمارات هو الحياة في سلام مع الآخرين، واحترام معتقداتهم وثقافاتهم، وهو الإدراك الواعي، بأن التعددية والتنوع، في خصائص السكان، هما مصدر قوة للمجتمعات البشرية. إن المغفور له الوالد الشيخ زايد، كان يقول لنا دائماً، إن الالتقاء بين البشر، والاحترام المتبادل بينهم، والعمل المشترك والنافع معهم، يؤدي دائماً، إلى تحقيق الخير والرخاء للجميع. كان يقول لنا، إن التسامح والتعايش مع الآخرين، هو تعبير عن الثقة بالنفس، والاعتزاز بالثقافة والهوية. كان يقول لنا، إن القضاء على الفقر والجهل والمرض، وإتاحة الفرصة أمام الجميع، دونما تفرقة أو تمييز، هي كلها نتائج إيجابية، لمجتمع متسامح، منفتح على ثقافات وإنجازات الآخرين. كان، يؤكد لنا، أن التشدد، والتطرف، والمغالاة، هي ظواهر بغيضة، تنشأ نتيجة الفقر، والفشل، والتشاؤم، بينما التسامح والتعايش، هي ظواهر محمودة، تحقق الثقة والأمل في المستقبل. كان يقول لنا دائماً، إن رسالتنا إلى العالم، هي أننا في الإمارات، بل وفي الأمة العربية كلها، حريصون كل الحرص، على تحقيق التعايش، والتواصل، والتآلف، والحوار الهادف، بين الجميع، من أجل تحقيق السلام والاستقرار، في ربوع العالم كافة».

عام التسامح
وتابع: «مرحباً بكم جميعاً، في إمارات التسامح، في عام التسامح الذي نفتخر فيه بأن شعب الإمارات العظيم، شعب مسالم ومتسامح، بالفطرة والطبيعة، يحظى، بحمد الله، بقادة حكماء ومخلصين، حريصين على تنمية النموذج الرائد، للتسامح والتعايش الذي أرساه مؤسس الدولة، رحمه الله، نرى ذلك بكل وضوح، في توجيهات وإنجازات، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفي أقوال وأعمال، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وفي توجيهات وأعمال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفي أعمال وأقوال أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات. إن القيادة الرشيدة في الإمارات، وما تحظى به الدولة، من شعب مخلص، ونظام قوي، ومؤسسات فاعلة، وتشريعات رشيدة، وتلاحم عميق بين الشعب وقادته، والتزام عميق، بتحقيق العدل، وسيادة القانون، وبأن جميع السكان، لديهم حق مطلق، في الحياة الكريمة، في أمانٍ واستقرارٍ وسلام، أقول إن ذلك كله، جعلنا بفضل الله وحمده، نعيش في دولة، تمثل نموذجاً حضارياً، وإنسانياً، وتنموياً رائعاً، على مستوى العالم كله. إنني آمل أن يكون، نموذج التسامح في الإمارات، أمامكم، وأنتم تبحثون في هذه الندوة، عن العلاقة بين التسامح والهوية، وما يترتب على تفعيل هذه العلاقة الحميدة، من سلامٍ، واستقرارٍ».
وحدد معاليه 4 نقاط تعكس وجهة نظره في موضوع «ثقافة التسامح وبناء الهوية» تتمثل في:
النقطة الأولى: أن نقطة البداية دائماً، تتمثل في تحديد مفهوم واضح للهوية، والاتفاق على أبعادها كافة، بما في ذلك، منظومة القيم والعادات، التاريخ، التراث العربي والإسلامي، الأصيل والمعاصر، عناصر الولاء والانتماء، التعددية في خصائص السكان، وعوامل التجانس الثقافي، الحرص على الارتباط بمسيرة العالم، إلى جانب الرموز الوطنية والقومية، والخصائص والصفات التي تمثل عنواناً ساطعاً، لأعمالهم وإنجازاتهم، وكيف أن ذلك كله، يسهم في تأصيل الهوية، والامتداد بها، إلى ساحات أرقى وأروع.
النقطة الثانية: إدراك أن الإحاطة بعناصر هذه الهوية، وتعميق مشاعر الاعتزاز بها، هي أمور ضرورية، لبناء قدراتنا التنافسية في العالم، والتعود على معاملة الآخرين، معاملة الند والنظير.
النقطة الثالثة: إن المناقشات والمداولات، حول الهوية، هي وسيلة مهمة للاطمئنان، إلى أصالة تاريخنا، وعراقة هويتنا. نحن العرب، أصحاب حضارة عريقة، تؤهلنا دائماً، للإسهام الفاعل والمؤثر، في مسيرة البشرية. ولا خوف بأي حال، على هذه الأمة الخالدة، طالما نتمسك بمبادئنا، وطالما نعرف قدراتنا وإمكاناتنا، ونحرص على تنميتها إلى أعلى مستوى، وطالما نعرف كيف نتعامل مع العالم، نأخذ منه ونعطيه.
النقطة الرابعة: هي أن وجودنا معاً اليوم، في هذه الندوة، حول التسامح والهوية، هو تعبير قوي، عن دور الأدب والفكر، في تشجيع التفاعل الناجح، بين أتباع الحضارات والثقافات، بل وبناء العلاقات بين الأمم والشعوب، على أساس التعاون والتعايش، والتخلص من الصور الذهنية النمطية، عن الآخرين.
وفي الختام، دعا معاليه أعضاء اتحاد الأدباء والكتاب العرب أن يتخذوا من أفكارهم ونتاجهم الأدبي أداةً لنشر ثقافة التسامح والتعايش في المجتمع والعالم. مؤكداً أن النجاح في هذا المسعى المهم، ينطلق أولاً وقبل كل شيء من تحقيق التقدم والأمن والاستقرار في الدول العربية كافة. ولنتذكر دائماً أن قدراتنا على التأثير الإيجابي في هذا العالم، ونجاحنا في الإسهام الفعال في مسيرته هما رهن بنجاحنا في الإفادة من الدروس الواقعية والتاريخية على حدٍ سواء: لا نغلق على أنفسنا الأبواب، بل إن علينا أن ننفتح، على كل ما هو نافع ومفيد، نقرأ عن تاريخ الشعوب، نتعلم اللغات الأجنبية، نتزود بثقافة الحوار، ونتفهم كيف يكون التواصل الإيجابي والنافع، مع الآخرين.

مرحلة جديدة
وقال حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات: نعود اليوم إلى أبوظبي في مطلع عام سمَّتهُ بلادي الإمارات عام التسامح، نعود إلى حيث انطلقنا قبل ثلاث سنين، وفي ذاكرة كل منا إضاءة وإضاءات، وها نحن نضع السنوات الثلاث الماضية في الركن الأقصى من الرأس والقلب، ماضين إلى مستقبل ينبني على الحاضر ويتجاوزه، ولم أكن وحدي أميناً. كنتم جميعاً أمناء أوفياء، وتحقق ما تحقق بعمل وإرادة وإصرار الجميع.
ولفت الصايغ إلى أن انعقاد المؤتمر «يأتي على أعتاب مرحلة جديدة من العمل العربي الثقافي، تحقق أغراض نظامنا الأساس، وترقى، بتعاون الجميع، بالوسائل والأهداف، مع التذكير بأن تحديات المرحلة كبيرة، ولابد من عمل شاق جاد، نحو تحقيق أهم ما نصبو إليه، ومنه مأسَسة اتحادنا العام بشكل أكثر وأعمق، والعمل على تمكين شباب الكتاب والمضي في اتخاذ المواقف الواضحة من قضايا الأمة ومستجداتها، إيماناً بأن الكاتب ضمير أمته، فلا يسكت عن حق ولا يتأخر عن واجب»، مؤكداً أن الكتاب العرب يتمسكون بالمبادئ والقيم التي تربوا عليها في مدرسة أمتهم، قيم الخير والأخوة والصداقة، وقيم العطاء والتضحية والمساواة والحرية، مؤكدين أن القضية العربية المركزية الأولى هي فلسطين وفي صميمها القدس، وفي صميمها كل شبر محتل، مع رفض التطبيع مع الكيان المحتل وإدانة كل أشكاله، وكذلك تكريس الاشتغال الإبداعي والفكري لنصرة هذه القضية المقدسة التي أراد البعض اختصارها وتطويقها في ما هو منها الجزء، والجزء غير الكل. فلسطين ليست القدس على أهمية المدينة المقدسة، والقدس ليست المسجد الأقصى على أهمية هذا الرمز الجامع.
وشدَّد الصايغ على أن الكُتّاب العرب بعض أمتهم، وهم ضميرها الصاحي ولسانها المعبر، فلا صمت عن احتلال لأي أرض عربية من الخليج إلى المحيط، ومع تقوية الدولة الوطنية العربية، ووحدة التراب العربي وعدم تفتيته، وهذا أمر محوري في عقيدة الاتحاد العام وأعضائه.
أما الدكتور وجيه فانوس، الأمين العام لاتحاد الكُتَّاب اللبنانيين، نائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتَّاب العرب، فأوضح أن الشأن الثقافي، يحتاجُ في تعزيزِ فاعليَّتِه إلى جهدٍ جمعيٍّ تتكاتفُ في ساحات تَشَكُّلِهِ عطاءات الإبداع والرأيِ والجمال؛ وتتعاونُ جهودُ المؤسَّسات والأفراد، متسلِّحة بالوعي والتَّصميم وحِسّ المسؤوليَّة الثَّقافيَّة؛ وقال: «نحن أمام مرحلة جديدة واعدة، بكلِّ خير، من مراحل مسيرة اتحادِنا العام؛ ليس أقلّها السعي المنظّم والحثيثُ لإقرارِ «صندوقِ كرامةِ الكاتِبِ العربيٍّ»، بما يتيحُ لكثير من كُتَّابِنا ضمانَ الطَّبابة والاستشفاء، وتعزيز نشرِ الإبداع الأدبيِّ والفكريِّ لكُتَّابنا على مستوى العالم العربيِّ برمَّتِهِ إن لم يكن العالم أجمع؛ وكذلك تمتينِ عملِ الاتِّحادِ العام في ترجمة الأعمالِ العربيَّة لكُتَّابنا إلى اللُّغاتِ الأجنبيَّةِ، والعمل لإصدارِ البطاقةِ الاتحادية التي تتيح للكُتَّابِ العربِ اعتمادَها بمثابةِ جوازِ سَفَرٍ دبلوماسيٍّ، يُعَزِّزُ فاعليَّةَ وحدةَ العملِ الثَّقافيِّ العربيِّ».

جائزة القدس لـ «الحسن» و «بافيكن».. و«48» لـ «مهنا» و«شلبية»
تم في حفل الافتتاح تكريم الفائزين بجوائز الاتحاد العام وجائزة القدس وجائزة الـ48، حيث ذهبت جائزة القدس 2018 لكل من المفكر الإماراتي الدكتور يوسف الحسن، وأوليغ بافيكن السكرتير العام لاتحاد كتاب روسيا. أما جائزة عرب 1948 فمنحت مناصفة بين كل من سامي مهنا رئيس اتحاد كتاب الداخل الفلسطيني، والشاعر معين شلبيّة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©