الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التسامح والروح الرياضية.. .. وجهان لـ "وطن السعادة"

التسامح والروح الرياضية.. .. وجهان لـ "وطن السعادة"
20 يوليو 2019 00:17

رضا سليم (دبي)

التسامح والروح الرياضية، وجهان لعملة واحدة في «وطن السعادة»، الإمارات، وتثبت ملاعبنا كل يوم أن التحلي بالتسامح العنوان الأبرز لكل الرياضيين، ويمتد من اللاعبين واللاعبات إلى الجمهور، الذي يمثل عصب اللعبة وروحها.
وعندما نربط بين التسامح والروح الرياضية، نجد أن كليهما يصلان للهدف نفسه، فالتسامح يمثل قيمة أخلاقية تساعد على بناء المجتمع، ويعد من الصفات النبيلة التي تعزز الترابط بين أفراده، وتساعد على نشر المحبة بين الناس، حيث ينعكس أثره على حياة الفرد والمجتمع ويبرز من خلاله العديد من الدلالات التي تلامس قلوب البشر فينغرس فيها الاحترام والمودة، ويظهر هذا المفهوم في الكثير من المجالات منها: قبول الناس لبعضهم بعضاً وقدرتهم على التعايش فيما بينهم، ويعتبر الشخص المتسامح من أقوى الأشخاص في مجتمعه.

الروح الرياضية هي الوجه الآخر للتسامح وتتضمن الكثير من القيم والمبادئ المتداخلة منها، العدل، والاحترام، والالتزام باللعب النظيف، والسلوك الراقي في حالة الفوز أو الهزيمة، ولها فلسفتها ومبادئها المعروفة لدى الرياضيين والجمهور، وهناك 10 مبادئ أساسية في الروح الرياضية، هي: احترام حقوق وإنسانية المنافسين، والتعامل باحترام ومحبة قبل وأثناء وبعد النشاط الرياضي، وأن يكون الرياضي عادلاً، ويحترم القوانين ويتحمل المسؤولية عند مخالفتها، ويبتعد عن إيذاء الآخرين قولاً أو فعلاً، ويحافظ على الهدوء حتى في حالة استفزاز الخصم، ويتجنب حل النزاعات واختلاف الرأي بالقوة والعنف، ويتقبل قرارات الحكام وإن لم تكن لمصلحته، ويتجنب إهانة الآخرين، ويقوم بتهنئة الفائز بكل روح رياضية.
وتعتبر الدولة وجهة مفضلة للرياضيين من حول العالم، سواء للمشاركة في البطولات الرياضية أو حتى للزيارة وقضاء أوقاتهم، وذلك لما لمسوه من احترام الخصوصية، وتبادل احترام بين الجميع، كما أن العديد منهم اختار أرض الدولة للإقامة الدائمة عقب اعتزاله المنافسات الرياضية، ومنهم من توجه لافتتاح مشاريع رياضية مثل الأكاديميات، وغيرها من المبادرات التي جاءت لما لمسوه هنا من تسامح وتشجيع للآخر. وهناك الكثير من المبادرات التي تصب في نفس الاتجاه منها مبادرة القيادة العامة لشرطة دبي ،حيث أطلقت حملة «التزامكم سعادة»، للتوعية بالتزامات الجمهور الرياضي، التي ينص عليها الفصلان الرابع والخامس من القانون الاتحادي رقم (8) لسنة 2014، بشأن أمن المنشآت والفعاليات الرياضية، وهي المبادرة التي تسهم بصورة مباشرة في التواصل مع الجمهور، وتوعيته بفقرات القانون ولوائحه، ونشر الرسائل الإيجابية في التعامل مع الجمهور، كما تشكل مشاركة نجوم الفرق في هذه الحملة عنصر دعم لها، كونهم من المؤثرين في الجمهور والأجيال الرياضية المقبلة.
وتنص عقوبة الفصل الرابع على أن يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر، ولا تزيد على ثلاثة أشهر، أو بالغرامة المالية التي لا تقل عن 5000 درهم، ولا تزيد على 30 ألف درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من ارتكب الأفعال الآتية: الدخول إلى أرضية الملعب أو نطاق الفعاليات، وحمل أو حيازة مواد ممنوعة أو خطرة، ومخالفة حمل السلاح، أو اقتناؤه داخل المنشأة الرياضية، والجلوس في غير الأماكن المُخصصة للمشجعين. فيما ينص الفصل الخامس، على أنه يُعاقب بالحبس وبالغرامة التي لا تقل عن 10 آلاف درهم، ولا تتجاوز 30 ألفاً، أو بإحدى العقوبتين، كل من ارتكب الأفعال الآتية: التحريض أو الشروع أو ارتكاب أي أعمال عنف، إلقاء مواد أو وسائل من أي نوع باتجاه المتفرج الآخر، أو باتجاه المنطقة المحيطة بالملعب أو الملعب ذاته، والتلفظ بألفاظ بذيئة أو كتابتها بغرض النيل من الطبيعة العنصرية، واستغلال الملاعب لأغراض سياسية.
وتتعامل الحملة مع الجمهور باعتباره اللاعب 12 في كرة القدم، وكذلك هو لاعب أساسي في جميع الرياضات الأخرى، وأن التشجيع الملتزم سبب رئيس في تألق اللاعبين، وتقديم أفضل عروضهم الرياضية، وهذا ينعكس مرة أخرى على استمتاع الجمهور بحضور المنافسات والتفاعل معها، فتعود فائدة الالتزام بالتشجيع على المشجعين أنفسهم، وتعكس الوجه الحضاري لوطننا وشعبنا.
في الوقت الذي يدعم القانون الاتحادي رقم 8 لسنة 2014 في شأن أمن المنشآت والفعاليات الرياضية الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ،حفظه الله، التسامح والروح الرياضية تحت مظلة الالتزام، خاصة أن أحكامه تسري على كافة المنشآت والفعاليات الرياضية المقامة في الدولة محلية كانت أو دولية، ويهدف القانون إلى حفظ الأمن في المنشآت والفعاليات الرياضية خاصة ما يتعلق منها بإرساء قواعد الحماية للجمهور الرياضي داخل المنشآت وأثناء الفعاليات الرياضية، وضبط أفعال الجمهور الرياضي والارتقاء بسلوكياته.
ولعل التزام الجمهور بالقوانين التي وضعتها الدولة في كل الملاعب والصالات لتؤكد روح التسامح للجميع ليس فقط على مستوى المواطنين، بل في تناغم وتفاعل 200 جنسية تعيش على أرض الإمارات.

كأس آسيا.. تعايش بين الحضارات
شهدت نهائيات كأس آسيا لكرة القدم، «الإمارات 2019»، وهي الحدث الأكبر على مستوى قارة آسيا، والتي أقيمت في 8 ملاعب في أبوظبي ودبي والعين والشارقة، ملتقى لمختلف الجنسيات الذين اجتمعوا في دولة الإمارات «دار التسامح» على المحبة والخير ليقدموا للعالم نموذجاً متفرداً في التعايش والتلاقي بين ثقافات وحضارات العالم أجمع في ظل مشاركة 24 منتخباً من القارة الصفراء.
ولعل من المشاهد التي شهدتها البطولة باستاد مدينة زايد الرياضية في أبوظبي، تجمع نحو 43 ألف مشجع لمنتخبي الإمارات والهند جنباً إلى جنب في المدرجات.

الأولمبياد الخاص.. رسالة الإنسانية
ضربت الإمارات قيادة وشعباً، أبهى وأروع الأمثلة في التآخي والإنسانية والتسامح، حينما استضافت الأولمبياد الخاص العالمي في مارس الماضي، وجعلت منه بحسن الاستعداد والاستضافة والنقل والمتابعة، الحدث الأهم والأضخم الذي تابعه العالم، عبر 166 قناة فضائية وشارك فيه 7500 متنافس من أكثر من 190 دولة تنافسوا في 24 مسابقة، ويسجل التاريخ للإمارات كونها نبراس التسامح والتآخي الإنساني وفخر العرب باستضافة الإنسانية على أرض التسامح في الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية «أبوظبي 2019»، والتي تمثل جزءاً من رؤية الإمارات 2021 التي تدعم اندماج أصحاب الهمم في المجتمع لممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي.

«اليوم الرياضي».. «الإمارات تجمعنا»
شهدت النسخة الرابعة لليوم الرياضي الوطني، مبادرة «الإمارات تجمعنا»، وهو شعار طبقه المواطنون والمقيمون من 200 جنسية في أرجاء مدن الدولة، وهي المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، عام 2015، بهدف تخصيص يوم رياضي لفئات وشرائح المجتمع كافة، تمارس فيه الأنشطة الرياضية.

أول منتخب للاجئين في «تسامح الجودو»
تشهد النسخة الحادية عشرة من بطولة «التسامح» جراند سلام أبوظبي للجودو 2019 التي تقام خلال الفترة من 24-26 أكتوبر المقبل في أبوظبي، مشاركة أول منتخب للاجئين في العالم، وتأتي المشاركة تحت مظلة العلم الأولمبي كأول مشاركة لذلك التكوين الجديد، وسط مشاركة أكثر من 30 دولة، وتمثل بطولة التسامح المقبلة واحدة من محطات حصد النقاط المؤهلة إلى أولمبياد طوكيو 2020.
وأشاد الاتحاد الدولي للعبة بالخطوة الرائدة من اللجنة المنظمة للبطولة واتحاد الإمارات للمصارعة والجودو خاصة أنها تمثل ترجمة لاستراتيجية الاتحاد الدولي للجودو، وهو ما يرسخ مكانة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح.

أعلام 42 دولة في ملاعب «دورينا»
شهد دوري الخليج العربي في الموسم المنتهي، مبادرة تمثلت في عرض أعلام 42 دولة يشارك أبناؤها في مسابقات المحترفين بمختلف فئاتهم: أجانب، مقيمون، مواليد الدولة، أبناء المواطنات، بالإضافة إلى مجسم «عام التسامح». جاء ذلك في مباراة الأسبوع التي جمعت الجزيرة وشباب الأهلي على استاد محمد بن زايد بالعاصمة أبوظبي، إذ شارك في حمل الأعلام متطوعون من برنامج تكاتف التطوعي التابع لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب.
كما حرصت لجنة دوري المحترفين على تجسيد التسامح في ملاعب دورينا من خلال دعوة أطفال من مختلف الجنسيات ليرافقوا اللاعبين في مباراة الأسبوع، بالتعاون مع مصرف أبوظبي الإسلامي الشريك الرسمي للجنة دوري المحترفين.
وشهدت جميع ملاعب دورينا رسائل عن التسامح في الشاشات الإلكترونية المحيطة بالملعب والشاشات الكبرى، وجاء تنظيم هذه المبادرة ضمن سلسلة مبادرات لجنة دوري المحترفين المجتمعية التي تهدف إلى تقديم رسائل إلى المجتمع عبر كرة القدم، وإشراك اللاعبين في هذه الفعاليات ليكونوا عناصر فعالة في المجتمع.

تشجيع بروح رياضية
أطلقت القيادة العامة لشرطة عجمان مبادرة «شجع بروح رياضية»، وتهدف المبادرة إلى تعزيز التشجيع المثالي في الملعب من جانبي الجماهير والابتعاد عن الشغب، وتم تطبيق المبادرة في المباريات التي يستضيفها نادي عجمان في الدوري وربطت القيادة العامة لشرطة عجمان الكاميرات الموجودة في ملعب راشد بن سعيد بغرفة العمليات بالقيادة لضبط المخالفات التي تحدث في المدرجات والملعب طوال المباراة، وتأمين اللقاءات بالأسلوب الأمثل.
ورغم أن المبادرة أطلقت منذ عدة سنوات إلا أنها ما زالت قائمة وساعدت على نشر الروح الرياضية بين الجمهور في مدرجات البرتقالي.

محاور لتعزيز التسامح
تعميق الانفتاح على الثقافات والشعوب
ترسيخ مكانة الدولة عاصمة عالمية للتسامح
إطلاق مجموعة من المبادرات المجتمعية والثقافية
تشريعات تعزز التسامح الثقافي والديني والاجتماعي
تقبل الآخر من خلال مبادرات إعلامية هادفة

مبادئ للروح الرياضية
الاحترام المتبادل للمنافس والحكم والجمهور
العدل والالتزام بمبدأ المساواة
السلوك الحضاري في حالة الفوز والخسارة
اللعب النظيف وعدم تضليل الحكم
تقبل الخسارة من المنافس والتعامل بعيداً عن العصبية

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©