السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات والصين.. شراكة لمستقبل العالم

الإمارات والصين.. شراكة لمستقبل العالم
19 يوليو 2019 01:43

أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)

ترتبط الإمارات بعلاقات وطيدة مع جمهورية الصين الشعبية، أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ سبعينيات القرن الماضي على أسس التفاهم والاحترام والثقة بين البلدين، بخطاب أرسله إلى شو إن لاي رئيس مجلس الدولة الصيني يبلغه فيها قيام الاتحاد عام 1971، ورد «شو إن لاي» ببرقية تهنئة إلى الشيخ زايد يؤكد فيها اعتراف الصين بدولة الإمارات، ثم تعززت بإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1984، وزيارة الرئيس يانج شونج كون كأول رئيس صيني يزور الإمارات عام 1989.ومثلت زيارة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، للصين عام 1990 محطة انطلاق للعلاقات بين البلدين، التي شهدت زيارات متبادلة على أعلى المستويات بعد هذه الزيارة التاريخية، ومنها زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عام 2008، وزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لجمهورية الصين الشعبية عام 2009، والزيارة الثانية عام 2012، والثالثة عام 2015، وأخيراً الزيارة المقررة لسموه الأسبوع المقبل، ويلاقي خلالها الرئيس الصيني وكبار المسؤولين.


وفي يوليو من العام الماضي، استقبلت الإمارات الرئيس الصيني شي جين بينغ، وتم خلالها توقيع 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم دفعت العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى مزيد من القوة والمتانة، وفتحت آفاقاً جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات.
وسجل التاريخ تقدم العلاقات بين البلدين، بعد هذه الزيارات على مستوى القادة، بفعل القوى التي يمتلكها البلدان ودورهما المتنامي على الساحتين الإقليمية والعالمية، والناجمة عن القوة السياسية والاقتصادية التي تتمتع بها الإمارات، وموقعها الإقليمي والعالمي الذي اكتسبته خلال الـ 44 عاماً الماضية، منذ قيام الاتحاد على يد المغفور له الشيخ زايد، والإنجازات التي حققتها خلال هذه الفترة، حتى باتت تحتل الكثير من المواقع الأولى على الصعيدين الإقليمي والعالمي في المؤشرات الاقتصادية والتنافسية على الصعيد العالمي.وتحتضن الإمارات أكثر من 200 ألف صيني يقيمون ويعملون، من بينهم مئات من المستثمرين، ويبلغ عدد الشركات الصينية في الإمارات 4000 شركة، كما زاد حجم التبادل التجاري بين البلدين 50 مليار دولار أميركي، ما وضع الإمارات، على مدار خمس سنوات متتالية، في المرتبة الثانية باعتبارها أكبر شريك تجاري للصين في العالم.

صادرات وتأشيرات
الإمارات تعد منفذاً لنحو 60% من الصادرات الصينية إلى منطقة الشرق الأوسط، وباتت الدولة الأولى في مبادرة الحزام والطريق التي تحصل على إعفاء متبادل لتأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر العادية في عام 2017، بخلاف مؤشرات أخرى تدل على التقارب بين الصين والإمارات، حيث زيادة أعداد السائحين الصينيين والتي زادت بمعدلات كبيرة، حتى وصل عددهم إلى أكثر من مليون و100 ألف سائح صيني يزورون الإمارات سنوياً.

تعاون ثقافي
لم تقتصر العلاقات «الإماراتية - الصينية» على المناحي السياسية والاقتصادية والدبلوماسية فقط، بل شملت التبادل الثقافي والإعلامي، لدورها المهم والمؤثر في زيادة التفاهم المتبادل بين البلدين، ووقع الجانبان اتفاقية التعاون الإعلامي في عام 2001 بين كل من وكالة أنباء الإمارات (وام)، ووكالة أنباء «شينخوا» الصينية، وأسهمت في تعرف كل من الجانبين على الآخر، والتعمق في ثقافة البلدين، وتفعيل التواصل الإعلامي والثقافي والتعليمي بين البلدين.

زيارات تاريخية تعزز العلاقات
شهدت العلاقات بين البلدين تطوراً مهماً في السنوات الأخيرة، نتيجة لعدد من الزيارات الرسمية التي قام بها عدد من كبار القادة والمسؤولين في البلدين، والتي بدأت بزيارة رسمية قام بها الرئيس الصيني «يانج شونج» إلى دولة الإمارات خلال شهر ديسمبر عام 1989، فيما قام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بزيارة تاريخية إلى الصين خلال شهر مايو عام 1990.
وخلال عام 2008، قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بزيارة هامة إلى الصين التقى خلالها مع كبار المسؤولين الصينيين، وعقد عدة اجتماعات هامة، تزامناً مع الفعاليات الاقتصادية في مدينتي بكين وشنغهاي. وفي عامي 2009 و2012 قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بزيارتين للصين بدعوة من نائب الرئيس الصيني شي جينبينج، ثم قام بزيارة ثالثة في 13 ديسمبر عام 2015.

بنك الاستثمار
الإمارات أصبحت العضو المؤسس لبنك الاستثمار في البنية التحتية الآسيوية، في عام 2015، وأتي البنك في إطار مبادرة الحزام والطريق لتمويل مشروعات البنية التحتية في البلدان الآسيوية النامية، ويغطي نقص الاستثمارات في البنية التحتية بالدول الآسيوية، وتعزز هذه العضوية من الدور الاقتصادي لدولة الإمارات في الصين والأسواق الآسيوية.

الحزام والطريق
العلاقات المتميزة بين الإمارات والصين تتجسد في مبادرة «الحزام والطريق» التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013 وتحظى بدعم عالمي، حيث بلغ عدد الدول الموقعة على اتفاقات تعاون مع الصين في المبادرة 125 دولة بعد توقيع حكومة جامايكا في أبريل العام الجاري.
وتبرز أهمية الإمارات الاستراتيجية في مبادرة «الحزام والطريق» لعوامل عدة، أهمها دورها الإيجابي على مختلف الصعد، باعتبارها أحد أهم الشركاء للصين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بحكم الموقع الجغرافي والموارد الطبيعية والإمكانات اللوجيستية التي تمتلكها دولة الإمارات، الأمر الذي جعلها شريكاً محورياً ضمن المبادرة، وتشكل محطة أساسية، لاسيما في الشرق الأوسط، على الطريق الذي يربط أسواقاً تشكل قرابة 40% الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

ثاني أكبر اقتصاد
باتت الصين اليوم ثاني أكبر اقتصاد عالمي، ومرشحة خلال السنوات القادمة لأن تكون في المركز الأول، بسبب معدلات النمو القوية التي حققتها خلال السنوات الماضية، ومرشحة لتحقيقها في الفترة القادمة، بفعل قوتها المالية والسكانية وتجاربها المتراكمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©