الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عشاق النخيل يتوجون في "ليوا للرطب"

عشاق النخيل يتوجون في "ليوا للرطب"
19 يوليو 2019 01:45

إيهاب الرفاعي (الظفرة)

يواصل مهرجان ليوا للرطب فعالياته التراثية المتميزة وسط حضور جماهيري كبير، من داخل الدولة وخارجها، ومشاركات قوية من عشاق النخيل ومزارعي منطقة الظفرة، للمنافسة على اعتلاء منصات التتويج كأشهر منتجي الرطب والتمور في منطقة الظفرة.
كما شهدت منافسات الدباس التي انطلقت مساء أمس الأول قوة وندية بين المشاركين الذين حرصوا على تقديم افضل ما لديهم من منتجات متميزة، كما كشفت مسابقة أكبر عذج ارتفاع مستوى المشاركات بشكل كبير، مقارنة بالعام الماضي. وأوضح عبيد خلفان المزروعي، مدير المهرجان مدير إدارة التخطيط والمشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، أن المهرجان شهد إقبالاً كبيراً من الجمهور والزوار سواء من داخل الدولة وخارجها، مع انطلاق فعاليات اليوم الأول، حيث حرصت أغلب الأسر على زيارة المهرجان للاستمتاع بما يقدمه من برامج وأنشطة متنوعة وجاذبة، وتلامس اهتمام الجميع. وأوضح أن المهرجان يضم باقة متنوعة من الفعاليات والبرامج والأنشطة المختلفة التي تلبي احتياجات جميع الزوار من مختلف الجنسيات، فهو يعتبر مقصداً وملتقى للأسر والعائلات لقضاء أوقات ترفيهية وثقافية وسط أجواء مشبعة بتراث الماضي وعراقة الحاضر. وأكد المزروعي أن الإقبال الكبير والأعداد المتزايدة للزوار والمشاركين والمهتمين بزراعة النخيل تعكس نجاح المهرجان في تحقيق أهدافه، ويعكس مدى المجهود الذي بذلته اللجنة المنظمة لتجسيد توجيهات القيادة الرشيدة على أرض الواقع، وأن هذا النجاح ما كان ليتحقق لولا الدعم اللامحدود الذي توليه القيادة الرشيدة لمختلف المشاريع التراثية على مستوى الدولة.

أكبر عذج
وعلى صعيد المسابقات، شهدت منافسات أكبر عذج ارتفاع وزن المشاركات عن الدورة الماضية من مهرجان ليوا للرطب، حيث حصد «حمد عيسى حبيب المزروعي» المركز الأول بوزن بلغ 103 كيلو جرامات، و900 جرام، محققاً بذلك زيادة مقدارها 6 كيلو جرامات و800 جرام، مقارنة مع ذات المركز في العام الماضي، الأمر الذي يعكس مدى الاهتمام المتزايد من أصحاب المزارع من أجل رفع جودة إنتاج مزارعهم.
وشهد التتويج عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، ومبارك علي القصيلي المنصوري، مدير مزاينة الرطب، وسط حضور كبير من المزارعين وعشاق شجرة النخيل ومنتجاتها.

منتجات تنافسية في الأسواق
وحققت بقية المراكز زيادات واضحة، حيث سجل المركز الثاني فوز «موزة محمد عفصان المزروعي» بعذج يزن 103 كيلوجرامات و200 جرام، والمركز الثالث، ورثة عبدالله حاذة عبدالله المرر بوزن 102 كيلو و700 جرام، وفي المركز الرابع، محمد سلطان بتال المرر بوزن 102 كيلو و300 جرام.
وأوضح المنصوري، أن مشاركات هذا العام شهدت زيادة في الوزن، مقارنة بالعام الماضي رغم الظروف الجوية الصعبة التي شهدتها المنطقة، من رياح وارتفاع في درجات الحرارة، والتي تؤثر على إنتاج المزرعة ووزن العذج بالتأكيد، مؤكداً أن المزارع تتحدى العوامل الجوية وتنجح في تحقيق وزن أفضل من العام الماضي.
وأفاد بأن ذلك يعكس مدى الاهتمام المتزايد من أصحاب المزارع الراغبين في خوض منافسات مهرجان ليوا للرطب، وأنهم يحرصون على توفير كافة الوسائل اللازمة لتجويد الإنتاج وتوفير منتجات ذات جودة عالية يمكن لها أن تنافس في المهرجان بقوة، ومن جهة أخرى تكون منتجات تنافسية في الأسواق المحلية والخارجية.
وأكد القصيلي أن المهرجان نجح خلال السنوات الماضية في أن يرسخ مكانته وسط عشاق التراث والمهتمين بزراعة النخيل ومنتجاتها من تمور ورطب وغيرها، مشيراً إلى أن ارتفاع عدد المشاركات يعكس مدى النجاح الكبير، ويحقق أهداف المهرجان في دعم وتشجيع زراعة النخيل، حيث إن هذا النجاح يؤكد مدى المتابعة المستمرة من قبل القائمين على لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، والدعم الكبير الذي يقدمه كل من الرعاة والداعمين، والعمل الدؤوب من قبل إدارة المهرجان.

السوق الشعبي
تحول السوق الشعبي المقام ضمن فعاليات مهرجان ليوا للرطب إلى ساحة تجمع عشاق التراث من مختلف دول العالم للاستمتاع بما يقدمه السوق من معروضات تراثية ومشغولات يدوية أبدعتها إماراتيات يجلسن داخل السوق يستعرضن ما لديهن من منتجات تم عرضها في لوحة تراثية بديعة تكشف التراث الإماراتي الأصيل الذي تفوح منه رائحة الماضي وعبق التاريخ بلمسات فنية وحضارية متميزة.
ويضم السوق الشعبي أكثر من 130 محلاً تحوي مجموعة متنوعة من المنتجات والمشغولات التراثية والقديمة، خصوصاً ما يخص منها المنتجات المصنوعة من النخيل، مثل السرود والمخرافة والجفير والحصير والمشب واليراب، وكلها منتجات قديمة تصنع من خوص النخيل بجانب الحلويات المصنوعة من التمر ودبس التمر وغيرها. ويحرص عدد كبير من عشاق التراث على التجول في أروقة السوق الشعبي واقتناء الهدايا التذكارية التي تربطهم بمهرجان ليوا، ومتابعة المصنوعات المستخرجة من منتجات النخيل بأنواعها المختلفة.
وأوضح عبدالله بطي القبيسي مدير إدارة الفعاليات والاتصال في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي أن معظم المنتجات المعروضة في السوق الشعبي تخص النخلة والتمر إلى جانب صناعات المرأة الإماراتية التراثية التي تستهدف تنمية هذه المشغولات وإتاحة الفرصة لزوار المهرجان في الاطلاع عليها، خصوصاً أن السوق الشعبي يهدف إلى المحافظة على روح التراث الإماراتي الأصيل ونشر ثقافته المتوارثة من جيل لآخر. وأضاف أن السوق يمثل واجهة حية تعكس التراث المحلي الغني بالحرف اليدوية المحلية المرتبطة بالنخيل والتمور أمام السائحين المهتمين بحضور المهرجان، والذين سيجدون أمامهم نموذجاً للواحة الغناء التي تتزين بسعف النخيل الذي تمت حياكته بحرفية عالية، إضافة إلى حلوى التمر، ومعها كل ما يرتبط بحياة الأسرة البدوية البسيطة من سدو وحياكة، وغيرها من المنتجات.

فوائد اقتصادية
وأشار إلى الفوائد الاقتصادية التي تعود بالنفع على الأسر المنتجة المشاركة في المهرجان والتي يأتي على رأسها فتح أسواق ومتعاملين جدد لتلك الأسر، لاسيما وأن كثيراً من تلك الأسر المشاركة واظبت على المشاركة في المهرجان لمدة 15 عاماً مضت وأضحى لها قاصدون من إمارات الدولة وخارجها كافة.
ولفت إلى أن الغرض من إقامة السوق الشعبي، واعتباره ركناً مهماً في مهرجان ليوا للرطب كونه يتيح الفرصة للتلاقي المباشر بين ملامح الحياة القديمة والصناعات اليدوية التي اعتمد عليها أهل الإمارات لفترات زمنية طويلة، وبين الأجيال الجديدة من أبناء الإمارات والسائحين من كل الجنسيات الذين أبدوا إعجابهم بهذا التنوع في معروضات السوق، وما يعكسه ذلك من قدرة الإنسان الإماراتي على استعمال المفردات البيئية البسيطة في صناعة أدوات وأساليب حياة ساعدته على تلبية كل احتياجاته، اعتماداً على المكونات الموجودة في البيئة المحيطة.
وبين أن المحافظة على الحرف التراثية وتوارثها جيلاً بعد الآخر هو الهدف الأسمى من وراء هذه المجهودات، كما نهدف لتحديث التراث الإماراتي ودمجه في المجتمع وإيجاد فرصة مناسبة له للمنافسة في الأسواق، عبر النساء اللاتي يمتلكن مهارات وحرف يدوية فريدة، مع التأكيد على أن المرأة هي ركن المجتمعات، ومن هذا المنطلق تسعى لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي في كل مهرجان تراثي على إبراز المرأة الإماراتية كامرأة فاعلة في المجتمع ومنتجة، إلى جانب إبراز دورها كأحد أهم رواة التاريخ والتراث، وذلك من خلال ما تنقله الجدات والأمهات المشاركات والعاملات في الحرف التراثية، وكأحد المحافظين على التراث، حيث يعرضن هذه الأعمال في أروقة المهرجان، ويعملن على تعريف جمهور السوق الشعبي على معروضاتهن.

ترسيخ مكانة المهرجان
أشاد عدد من زوار وجمهور مهرجان ليوا للرطب بالتنظيم الجيد وقوة الفعاليات المقدمة للجمهور والتي تلامس اهتمام عشاق التراث ومزارعي النخيل. وأكد محمد سهيل المزروعي، رئيس مجلس إدارة مصنع تمور ليوا، أن المهرجان نجح في ترسيخ مكانته بين عشاق التمور والنخيل بفضل ما يقدمه من فعاليات وبرامج متنوعة تلامس اهتمام الجميع، موضحاً أن هذه الفعاليات نجحت بالفعل في تشجيع أعداد كبيرة من مزارعي النخيل على الاهتمام بمنتجات مزارعهم وتجويد العمل بها حتى تمكنت من تحسين الإنتاج والارتقاء بمخرجات النخلة حتى أصبحت ذات مستوى عالي الجودة وقادر على المنافسة في الأسواق الخارجية.
وأشار عبدالله الهاملي إلى أن المهرجان قدم باقة متنوعة من الفعاليات المتميزة وأنه سعيد بوجوده في المهرجان الذي يحرص على زيارته كل عام وأنه رغم مشاركته في العام الماضي وعدم تمكنه من تحقيق مركز متقدم إلا أنه ينوي هذا العام المشاركة في مسابقة الخلاص بمنتجات متميزة، متمنياً أن يحرز فيها المركز الأول. ولفت عبدالله سالم زائر من السعودية بأنه يشاهد مهرجان ليوا للرطب لأول مرة وذلك بعد أن عرض عليه أحد أصدقائه من أبوظبي زيارة المهرجان وقرر الحضور بصحبته وأنه لم يكن يتخيل هذا المستوى من التميز، موضحاً أن النخلة والتمور من التراث الذي يهتم به أهل الخليج عموماً ويحرصون عليه. وأضاف سالم بأنه سعيد بهذا الاهتمام بالنخلة وأنه سيحرص على متابعة المهرجان في الدورات القادمة بعدما استفاد كثيراً من تجوله وسط منتجات ومعروضات المهرجان.

فارس المزروعي يشيد بمستوى الإقبال الجماهيري
أعرب معالي اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي القائد العام لشرطة أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية عن سعادته للإقبال الجماهيري الكبير الذي شهده مهرجان ليوا للرطب 2019 من مختلف الجنسيات، بجانب المشاركة الكبيرة للمتسابقين في فئات مسابقات الرطب المختلفة. وأكد لدى زيارته للمهرجان أن ذلك يعكس مدى نجاح المهرجان في الوصول إلى جميع الفئات والجنسيات بعدما تحول إلى احتفالية كرنفالية كبيرة تجذب إليها عشاق التراث والأصالة والمهتمين بزراعة النخيل بجانب الأسر والعائلات من مختلف الجنسيات.

شرطة أبوظبي تقدم خدمات شاملة للزائرين
أعدّت شرطة أبوظبي، بالتعاون مع الجهات المعنية، خدمات متكاملة للجمهور مع انطلاق المهرجان تركز على تقديم الدعم والمساعدة لزوار المهرجان والرد على استفساراتهم عند طلب المساعدة. وأكد العقيد حمدان سيف المنصوري مدير مديرية شرطة منطقة الظفرة، بقطاع الأمن الجنائي، حرص المديرية على المشاركة الفاعلة في مختلف الفعاليات التي تشهدها منطقة الظفرة، واهتمامها بالوصول إلى الجمهور في أماكن تواجده وإنجاز معاملاته المرورية والأمنية على وجه السرعة، وتوفير الوقت والجهد عليهم، وفقاً لأفضل الممارسات المتقدمة.

«الفوعة»: التمور الإماراتية في 45 دولة
قال المهندس ظافر عايض الأحبابي رئيس مجلس إدارة شركة الفوعة إن الفوعة تعتز بمشاركتها في المهرجان منذ انطلاقه لارتباطه المباشر بقطاع النخيل والتمور، حيث ساهمت الفوعة في تحقيق أهداف ورؤية الدولة الرامية للتنويع الاقتصادي من خلال تصدرها قائمة أكبر الشركات المنتجة والمصدرة للتمور على مستوى العالم، مؤكداً أن التمور المستلمة من أكثر من 18 ألف مزارع تعتبر إنتاجاً محلياً من مزارع المواطنين المنتشرة في مختلف أنحاء الدولة، ليتم تعبئة التمور وتصنيعها بمصانع الشركة، علماً بأن التمور الإماراتية الفاخرة تتواجد في أكثر من 45 دولة حول العالم، كما أن الشركة تملك أكبر مزرعة عضوية في العالم. وأكد مسلم عبيد بالخالص العامري الرئيس التنفيذي للشركة أن الفوعة تضع المزارعين ضمن أهم الأولويات فهم يعتبرون المحور الرئيس لنجاح قطاع النخيل والتمور، حيث تحرص الفوعة على الأخذ بيد المزارعين للارتقاء بجودة تمورهم من خلال التوعية بأهم العمليات الزراعية وأفضل الممارسات الصحيحة في مجال العناية بأشجار النخيل، بالإضافة إلى تشجيعهم على زراعة الأصناف ذات القيمة العالية والمرغوبة تجارياً. وعن جناح الفوعة قال محمد غانم القصيلي المنصوري نائب الرئيس التنفيذي للشركة إنها تحرص دائماً على طرح المنتجات التي تمتاز بالتنوع والابتكار بالإضافة إلى إرضاء أذواق المستهلكين التي تتماشى مع احتياجاتهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©