الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

"هوامش" مشروع لتشجيع القراءة والدفاع عن الكتاب الورقي

"هوامش" مشروع لتشجيع القراءة والدفاع عن الكتاب الورقي
19 يوليو 2019 01:40

محمود إسماعيل بدر (الاتحاد)

هناك «أزمة قراءة» وتراجع قيمتها الورقية في الوطن العربي، وهناك أزمة كتاب ونشر، بحيث أننا أصبحنا لا نستخدم حتى القلم في الكتابة إلا عابراً، وذلك بسبب ثورة المعلومات، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وظهور «الأدب الرقمي»، ونسأل: ما بين الكتاب الورقي والإلكتروني لمن يكون عرش القراءة؟ وسط هذا المناخ وفي مقهى ثقافي صغير في العاصمة الأردنية عمّان، يسمى (مقهى أرسطو) تنبهت مجموعة من ثمانية شباب جامعيين لخطورة الحالة، فقامت بتأسيس مشروع لافت يستحق المتابعة، وأطلقوا عليه اسم (هوامش)، ويحمل في ثنياته دعوة جادّة لإحياء هواية المطالعة وقراءة الكتب واقتنائها ومناقشتها تحت مظلة فكر متقدم طليعي يؤمن بأن الكتاب والقراءة «قوة ناعمة» لا يستهان بها في مواجهة «عولمة الثقافة» في مجالها السلبي، كونها تتدخل مباشرة في صياغة الفكر والقيم والهوية. وقد لقي هذا المشروع ترحيباً من «مؤسسة عبد الحميد شومان»، فقدمت للقائمين عليه المكان والدّعم المعنوي والإعلامي، وقد نجح مشروع «هوامش» في انطلاقته الأولى، بمناقشة 9 كتب، منها: «من النهضة إلى الرّدة» لجورج طرابيشي، و«خارج المكان» للمفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد، ورواية «طائفة الأنانيين» للكاتب المسرحي الفرنسي إريك إيمانويل شميث، وحلقة نقاشية تناولت رواية عبد الرحمن منيف «حين تركنا الجسر»، ورصد المشاركون فيها طريقة العرض، وكيفية إدارة الجلسة ونجاح المنظمين في اجتذاب الشباب.
وقد بدأت هذه الظاهرة تتوسع وتنتشر بين أبناء جيل الشباب في الأردن، وصار لها من يشجعها، بل إن أعداد التجمعات الشبابية لمناقشة الكتب الأدبية والنقدية تتزايد بشكل مضطرد.
عن كيفية اختيار الكتب ومناقشتها، تقول علا الشريف، أحد مؤسسي «هوامش» لـ«الاتحاد»: إن جيلنا يبحث في طيّات كتب فلسفة التنوير في أوروبا وكتب بواكير النهضة العربية في القرن 19، لإيجاد إجابة عن سؤال ملحّ، هو: كيف ننهض، وكيف نخرج من عنق الزجاجة، وبالتالي تحرير العقل والوعي الإنساني واللحاق بقطار المعرفة العالمي.
الجميل في «هوامش» أنّه مشروع ثقافي مستقل، ويشكل ساحة فكرية حرّة، لا تتبنّى فكراً ولا رأياً موجهاً، كما أن المشروع يؤسس لبناء ديمقراطية الحوار، واحترام الاختلاف في وجهات النظر، وتعميق القيم الرفيعة للمنجز الأدبي، كما أن التجربة غير الربحية الفريدة هذه، تكسر حدّة الروتين والملل والفراغ، الذي تعاني منه فئة عريضة من قطاع الشباب، وتتيح لهم الاقتراب من الثقافة الرصينة.
مشروع «هوامش» ربما لا يستطيع منافسة «أمازون» من حيث الحجم والضخامة والإمكانيات، ولا أيّاً من المواقع العربية التي تبيع الكتب (أونلاين)، لكنه على بساطته يشكل قفزة محسوبة في هواء فاسد، بمحاولته تقديم الكتب للقراء والشباب بطريقة مختلفة، في حين يؤكد المشرفون على المشروع أن عدد مرتادي المكان، وصل في غضون عام إلى نحو 10 آلاف شخص، ولعل هذا هو الرّهان الحقيقي للتحريض على القراءة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©