الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أبوظبي تتسلم لوحة "وجدان ماري مجدولين"

أبوظبي تتسلم لوحة "وجدان ماري مجدولين"
19 يوليو 2019 01:40

أبوظبي (وام)

تم في مقر السفارة البريطانية بأبوظبي، أمس، تقديم لوحة وجدان ماري مجدولين «القديسة مريم المجدلية» التي رسمها الفنان آري شيفر عام 1856، إلى الدكتور حامد بن محمد خليفة السويدي رئيس مؤسسة أبوظبي للفنون، كإعارة دائمة في إمارة أبوظبي.
قام بتقديم اللوحة -التي تعتبر من التشكيلة الخاصة لعائلة لوبين- باتريك مودي سفير المملكة المتحدة لدى الدولة، والممثل الرسمي لصاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة والكومنولث بالإنابة عن الحكومة البريطانية، وعائلة لوبين وشركة «فايف أيلاندز كابيتال لميتيد» في لندن.

قيمة ثقافية وتاريخية
وقال الدكتور حامد السويدي: «نحن فخورون بعلاقاتنا الطيبة مع عائلة لوبين وباستلام هذه الهدية القيمة ذات الطابع التاريخي، لرسام تشكيلي عرف بغزارة إبداعاته الفنية في عصره»، مشيراً إلى أن «تمثيل إمارة أبوظبي ودولة الإمارات هذه الشراكة الأدبية والثقافية ضرورية لبناء الجسور الثقافية بين الجانبين».
وأضاف: «تأتي هذه الروابط المتينة كخطوة أولية ليست فقط للتبادل الثقافي، ولكن لفتح المجال للعالم للاطلاع على الأدب الأوروبي العريق في دولة الإمارات». وأوضح أن «اختيار عائلة لوبين والحكومة البريطانية أبوظبي لاستلام هدية تاريخية ذات قيمة ثقافية دليل واقعي على تقاربنا الثقافي واحترام القيم الإنسانية المتبعة في بلدنا العزيز».

رمز للصداقة
من جانبه، قال باتريك مودي: «أنا سعيد بهذه الإعارة القيمة والفرصة التي تمنحها عائلة لوبين إلى إمارة أبوظبي»، منوهاً إلى أن «هذه المبادرة تدل على غنى تاريخنا الثقافي، بالإضافة إلى المستقبل المشرق للشركات البريطانية التي تتعامل مع دولة الإمارات». وقال نيكولاس لوبين الرئيس التنفيذي لشركة داكسابوينت: «تعتبر هذه المبادرة رمزاً للتقدير العميق والصداقة الدائمة بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة، نحن مسرورون وممتنون لتقديم لوحة وجدان ماري المجدلية كإعارة دائمة لإمارة أبوظبي».
وقال ريتشارد س. أوليفر، الرئيس لدى شركة أو بي إي: «نحن فخورون كشركة بريطانية ذات جذور عميقة ورائدة في مجال التكنولوجيا ومتواجدة في أسواق القارات الثلاث»، مشيراً إلى أن «دولة الإمارات تأتي في الصدارة إقليمياً في هذا المجال».

غزارة إبداعاته
يذكر أن الفنان التشكيلي آري شيفر عاش في الفترة ما بين 10 فبراير 1795، و15 يونيو 1858، وولد في مدينة دوردريخت في هولندا، وانتقل مع أشقائه وأمه الأرملة للعيش في باريس خلال فترة صباه وأصبح رساماً تشكيلياً لأعمال تعرف بطبيعتها الرومانسية، وكان عضواً في أكاديمية «صالون دي باريس» ذات النفوذ في عالم الفن.
وكان شيفر معروفاً بشكل عام بأعماله المستندة على الأدب الأوروبي، مثل لوحاته الفنية التي تستند على أعمال دانتي، وغوته، واللورد بايرون، بالإضافة إلى اللوحات التي تستند على الموضوعات الدينية، كما كان يعرف عنه غزارة إبداعاته في الأعمال الفنية للوحات لشخصيات مشهورة ومؤثرة خلال فترة حياته، فمن الناحية السياسية، كان لشيفر علاقات قوية مع الملك لويس فيليب الأول، بعد أن عمل كمدرس لأطفاله، مما سمح له بأن يعيش حياة الترف لسنوات عديدة حتى بداية عام 1848.

أشهر لوحاته
وكان الفنان التشكيلي شيفر يرسم في الأغلب مواضيع مستوحاه من الأدب الأوروبي، وتم حفظ نسختين من دانتي وبياتريس في صالة ولفرهامبتون للأعمال الفنية في المملكة المتحدة، ومتحف الفنون الجميلة في ولاية بوسطن في الولايات المتحدة، وحازت لوحته الفنية فرانشيسكا دا ريميني على إشادة واسعة في الوسط الفني، التي رسمت في عام 1836، والتي توضح مشهداً من جحيم دانتي أليغييري المعروف في الأدب. كان يعرف عن الفنان التشكيلي شيفر أيضاً إنجازاته الكبيرة من اللوحات، حيث رسم ما يقارب 500 لوحة فنية مستوحاة من ملحنين وأدباء مشهورين في تلك الفترة مثل: فريديريك شوبان، وفرانز ليزت، وماركيز دي لا فايت، وبيير جان دي برانغر، وألفونس دي لامارتين، وتشارلز ديكنز، ودوتشيس دي بروغلي، وتايليران، والملكة ماري إميلي. وتُعرض أعمال الفنان التشكيلي شيفر في معظم المعارض الفنية الكبرى في العالم، مثل متحف اللوفر في باريس، وناشيونال بورتريه غاليري لندن، وقصر فرساي، ومتحف أمستردام، ومتحف فيكتوريا وألبرت في لندن، متحف بوسطن للفنون الجميلة، متحف لوس أنجلوس كاونتي للفنون، مجموعة والاس في لندن، والمتحف الوطني للفنون الغربية في طوكيو، ومانشستر، ومتحف ريكسكسوم موزيوم نارودوف في وارسو، وجامعة ييل، وسميثسونيان وغيرها الكثير.
في العقد الأخير من حياته، رسم شيفر عدداً من اللوحات ذات الطابع الديني أبرزها «القديسين أوغسطين ومونيكا»، و«عودة الابن الضال» و«مارغريت آت ذا فاونتن»، وغيرها.
وتعتبر لوحة «وجدان ماري مجدلين» واحدة من أكثر هذه اللوحات شهرة في الوسط الفني، التي رُسمت عام 1856، والتي أُتي بها من التشكيلة الفنية الخاصة بعائلة لوبين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©