السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ترامب: أسقطنا طائرة إيرانية مسيرة في مضيق هرمز

ترامب: أسقطنا طائرة إيرانية مسيرة في مضيق هرمز
19 يوليو 2019 01:32

رشا العزاوي، وكالات (أبوظبي، عواصم)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن المدمرة الأميركية «يو أس أس بوكسر» أسقطت طائرة مسيرة إيرانية في مضيق هرمز، أمس، بعد أن اقتربت منها لمسافة 1000 ياردة بما شكل تهديدا للسفينة. داعياً الدول الأخرى لإدانة إيران وحماية سفنها.
يأتي ذلك فيما نددت الولايات المتحدة بشدة باحتجاز إيران ناقلة نفط وطاقمها في الخليج، مطالبةً النظام الإيراني بإطلاقها فوراً والكف عن تهديد أمن الملاحة الدولية. وأعلنت واشنطن أنها تعمل مع شركائها على إيجاد آلية لردع التهديدات الإيرانية للملاحة البحرية في مياه الخليج. جاء ذلك متزامناً مع إعلان الحرس الثوري الإيراني، أمس، احتجازه «ناقلة نفط أجنبية» وطاقمها، وهو الهجوم الأول الذي تعترف إيران بمسؤوليتها عن تنفيذه على ناقلة نفط، والسادس من نوعه في غضون شهرين، وتحمل الولايات المتحدة إيران مسؤولية الهجمات الست، فيما أشار مراقبون لـ«الاتحاد» أن التهديدات الإيرانية تدفع باتجاه توافق دولي لتغيير مقاييس حماية أمن الملاحة الدولية، وأن مدى فاعلية الآليات الدولية الرادعة لتلك التهديدات تعتمد على مشاركة دول الاتحاد الأوروبي فيها.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أمس، إن «الولايات المتحدة تندد بقوة بمضايقة وعرقلة السفن التابعة للحرس الثوري للمرور الآمن في مضيق هرمز وحوله». ويأتي التصريح بعد إعلان ميليشيا «الحرس الثوري الإيراني»، أمس، احتجازها «ناقلة نفط أجنبية» وطاقمها.
من جانبها أكدت بريطانيا، أمس، أن الناقلة المحتجزة لا ترفع علم بريطانيا. وأضاف المتحدث باسم الحكومة البريطانية «لا علم لدينا في الوقت الحالي بأي مصالح بريطانية في هذه الناقلة»، فيما قال مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» أمس، «إن أميركا لا تشكل تحالفاً عسكرياً ضد إيران وتريد جهداً بحرياً متعدد الجنسيات لردع أي هجمات تطال حركة الملاحة في الخليج»، مؤكدين أن الوزارة تلقت في الآونة الأخيرة إشارات من سفن عدة تطالب بالحماية خوفاً من هجمات.
وقالت مسؤولة كبيرة بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إن الولايات المتحدة لا تهدف بمبادرتها الأمنية الجديدة بالخليج لتشكيل تحالف عسكري ضد إيران لكنها ببساطة «تسلط الضوء» في المنطقة لردع أي هجمات على سفن تجارية.
وأوضحت كاثرين ويلبارجر التي قدمت إفادة لحلفاء واشنطن بحلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع بشأن المقترح الأميركي أن المبادرة ستركز أكثر على تعزيز إمكانات المراقبة.
وقالت ويلبارجر وهي واحدة من كبار مسؤولي البنتاجون «هذا ليس تحالفا ضد إيران... إن كنا سنواجه إيران عسكرياً فهذا ليس الكيان الذي سنستخدمه».
وأضافت «الهدف هو توسيع مجال الوعي البحري وإمكانات المراقبة بالمنطقة لإحباط أي عمل خبيث... فقط نسلط الضوء على أمر ما. هذا كل ما نطالب الناس به بكل صراحة».
كانت واشنطن قد اقترحت للمرة الأولى على حلفائها وشركائها شكلا من أشكال التحالف متعدد الجنسيات لتعزيز الأمن البحري بالخليج في يونيو بعدما اتهمت طهران بمهاجمة ناقلات نفط عند مضيق هرمز الحيوي.
وقالت ويلبارجر «لدينا دول عديدة ابدت اهتماما وتدرس إمكاناتها البحرية لمعرفة كيف ستؤدي واجباتها».
وأضافت أن الولايات المتحدة لن ترافق سفن الدول الأخرى، موضحة أن الدول هي التي ستحدد مدى حاجة سفنها للحراسات الأمنية.
وأوضحت أن الولايات المتحدة لا تطلب من الدول توفير حراسات أمنية مرافقة موضحة «نرغب في توفير إطار عمل لمشاركة المعلومات لذلك إذا احتاجت الدول حراسات لسفنها فبوسعنا مساعدتها في ذلك».
وعندما سئلت عن نوع المساعدات التي تتوقعها من الحلفاء، قالت المسؤولة الأميركية إن السفن الصغيرة السريعة ستكون مفيدة.
وبحث وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، أمس، أمن الملاحة البحرية في الخليج وسبل مواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار. وناقش الوزيران أيضاً التوترات المتصاعدة في المنطقة، كما ناقشا مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والإقليمية، بما في ذلك مواجهة أنشطة النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار.
من جهتها أكدت وزارة الخارجية البحرينية في بيان، استعداد المنامة لاستضافة اجتماع يعنى بأمن الملاحة البحرية والجوية خلال الفترة المقبلة، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية وبولندا، بمشاركة أكثر من 60 دولة. وقالت الوزارة إن الاجتماع أحد نتائج المؤتمر الدولي لدعم الأمن والسلام في الشرق الأوسط، الذي عُقد في وارسو فبراير الماضي. وقالت الخارجية البحرينية إن الاجتماع فرصة للتشاور وتبادل الرؤى بين العديد من دول العالم، للوصول إلى السبل الكفيلة لردع الخطر الإيراني وضمان حرية الملاحة في هذه المنطقة الاستراتيجية للعالم أجمع.
على صعيد آخر، بحث قائد القوات المشتركة للتحالف الفريق الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز وقائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال كينيث ماكينزي في الرياض، أمس، التهديدات الإيرانية للملاحة الدولية واعتداءات الميليشيات الحوثية على المملكة والتمويل الإيراني لها، وقال الفريق الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز «الاعتداءات الإيرانية ليست موجهة للمملكة فقط وإن كانت هي الهدف الرئيس، بل يتجاوز خطرها للإضرار بالمصالح الإقليمية والدولية كونها تهدد الممرات التجارية والمطارات التي يرتادها المدنيون من العديد من الدول». داعياً المجتمع الدولي لوضع حد لتلك لأعمال.
من جهته أوضح الجنرال ماكينزي أن هناك مشاورات مع المجتمع الدولي حول أهمية حق حرية الملاحة في الشرق الأوسط، وسيشمل ذلك المرور إلى مضيق هرمز وكذلك المرور من باب المندب، مشيراً إلى أن ذلك مسؤولية دولية وليس مسؤولية الولايات المتحدة فقط، مؤكداً استعداد الولايات المتحدة لتوفير الموارد لتمكين التدفق الحر للتجارة لاسيما أن حرية التنقل في المنطقة دون التعرض للاعتداء حق لجميع السفن. وأكد أن بلاده لا تسعى للحرب مع إيران بل تسعى لردع إيران عن ممارسة أنشطتها في زعزعة الاستقرار في المنطقة وتغيير سلوكها. وفي هذا الإطار قال مستشار الكونجرس الأميركي لشؤون الإرهاب الأستاذ وليد الفارس، في تصريح خاص لـ«الاتحاد» «إن النظام الإيراني عرض المنطقة لمخاطر كبيرة لا تهدد أمن الخليج ومحيطه فحسب بل الدول الإقليمية والولايات المتحدة». وأضاف «مما لا شك فيه أن أمن الملاحة الدولية بات جزءاً لا يتجزأ من حزمة مطالب الإيرانيين في أي مفاوضات أميركية إيرانية محتملة».
وتابع «ما يقرب موقف التحالف العربي والدول الخليجية من الموقف الأميركي نوع التعاون الممكن لإنهاء التهديدات الإيرانية، وتشكيل قواعد جديدة تغير مقاييس حماية أمن الملاحة الدولية، خصوصاً وأن القوانين التي يقرها مجلس الأمن في هذا الشأن لم تردع إيران من شن هجماتها الأخيرة كاستهداف طائرة مراقبة مسيرة أميركية كانت تحلق فوق المياه الإقليمية الدولية».
من جانبه قال كبير باحثي مجموعة الأمن القومي ماثيو براودسكي ومقرها واشنطن في تصريح لـ«الاتحاد»: «إن توقيت التهديدات الإيرانية حرج للولايات المتحدة بسبب الانتخابات، ما يمنع الإدارة الأميركية من اتخاذ أي خطوات منفردة تردع التصعيد الإيراني» وحمل براودسكي الدول الأوروبية مسؤولية تمادي طهران في تهديدها أمن الملاحة الدولية. وقال «إيران تعلم إن دراسة آليات رادعة لحماية الملاحة الدولية لن تتعدى كونها تحركاً دبلوماسياً ما لم تكن دول الاتحاد الأوروبي جزءاً فاعلاً في تلك الآليات»، مضيفاً «قد تشارك الدول الأوروبية في تحالف عسكري لحماية ممرات الملاحة إن لم يكن موجهاً ضد إيران».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©