الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مبانٍ «ثلاثية الأبعاد» في الشارقة

مبانٍ «ثلاثية الأبعاد» في الشارقة
18 يوليو 2019 03:21

ماجد الحاج (الشارقة)

بدأت إمارة الشارقة في استقطاب شركات عالمية متخصصة لإنشاء الأبنية بتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد ما يسهم في ايجاد بيئة معمارية مستدامة وبسرعة إنجاز للمباني بشكل عام حيث لا تتجاوز المدة الزمنية لإنشاء فيلا متوسطة 15 عشر يوماً، والمباني الكبيرة تستغرق شهراً كاملاً وبتكلفة أقل، حيث تشهد إمارة الشارقة، خلال الربع الثالث من العام الجاري، بناء أول منزل بهندسة معمارية تراثية على أرض مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، بتقنيات طباعة المباني «ثلاثية الأبعاد»، وذلك في خطوة تطمح الشارقة من خلالها ترسيخ مكانتها، كوجهة مفضلة لهذا النوع من تقنيات البناء والهندسة المعمارية المستقبلية. وسيتم استخدام هذه التقنية، والتي تعد من أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة المتعلقة بالبناء، بالتعاون مع شركة (Cybe) الهولندية التي تعتبر من أبرز الشركات التي تمتلك هذه التقنية في العالم.
ويأتي هذا المشروع كثمرة للتعاون بين القطاع الحكومي والخاص والأكاديمي على أرض المجمع، الذي يتم إنجازه بالكامل خلال الربع الأول من العام المقبل، حيث ستقوم شركة جينكو للمقاولات بتنفيذ العمل، وقد تم تحديد شركة (Cybe) كموفرة لهذه التقنية، إذ ستقوم بإنشاء المنزل في مدة زمنية لا تتجاوز الأسبوعين.

مبانٍ مستدامة
وقال حسين المحمودي، الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار: «بدأت الشارقة في استقطاب شركات عالمية متخصصة في إنشاء الأبنية بتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، ما يساهم في إيجاد بيئة معمارية مستدامة وبسرعة إنجاز للمباني»، مؤكداً أهمية إطلاق هذا المشروع الطموح والذي يترجم رؤية المجمع واستراتيجيته الاقتصادية بإدخال كافة أنواع التقنيات المستقبلية.
وتابع المحمود: «يتحتم علينا، كمركز تطبيقي واختباري لكافة العلوم والتقنيات المبتكرة، تكثيف الجهود للبحث عن كل جديد، سعياً لأن يصبح المجمع مركز تطوير إقليمي للبناء ثلاثي الأبعاد من خلال إيجاد بيئة مناسبة للبحث والتطوير»، موضحاً أن المشروع يمثل شراكة حقيقية بين القطاع الحكومي والخاص والأكاديمي.

الهدف الرئيس
وأضاف أن الهدف الرئيس من المشروع هو تقديم مثال للمنطقة والعالم، حول كيفية تكوين مجمع أبحاث وتكنولوجيا وابتكار ذكي لصالح المؤسسات التعليمية ومراكز البحوث والاقتصاد المحلي، يساهم في تطوير ودفع عجلة الاقتصاد الرقمي، من خلال مشاريع ذات جدوي اقتصادية ومردود استثماري للدولة.
وقال: «سيتم خلال إنشاء المنزل تدريب مجموعة من الطلبة الباحثين من كلية هندسة، الجامعة الأميركية في الشارقة، على هذه التقنية ليكون تنفيذ المشروع بمثابة تدريب عملي فعال، إذ تعمل الجامعة الأميركية، ممثلةً بكلية الهندسة، على تطوير هذه التقنية وتدريب الطلبة عليها، من خلال إجراء بحوث علمية تطبيقية يقوم بها الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية وعدد من الباحثين من الشركات المتخصصة، وفي مقدمتهم شركة الشرق الأوسط للتقنيات الهندسية (Meet) المتخصصة في تطوير وبناء المباني العصرية ذات التكلفة المنخفضة، والأسرع في الإنجاز والأكثر استدامة، من خلال الاختبار والتجريب، عبر المشاريع التي ستنفذ بمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار لتطوير هذه التكنولوجيا وتطبيقها في المنطقة».

مزايا عديدة
وأفاد المحمودي بأن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود التي يبذلها مجمع الشارقة، للتعريف بواحدة من أهم تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وهي الطباعة الثلاثية الأبعاد، من خلال خلق بيئة سباقة وداعمة للتجارب والأبحاث في مجال التقنيات المستقبلية للبناء، عبر إجراء التجارب العديدة لتطوير بعض تقنيات المباني الحديثة، ومنها تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد والتي تعد من أبرز طرق البناء المستقبلية المبتكرة التي يعول عليها للإسهام في صنع وحدات سكنية متكاملة من خلال نماذج رقمية المكونات، كما يتطلع، من خلال استخدام هذه التقنية مستقبلاً، إلى خفض تكاليف الجمع والنقل والبناء.
وذكر المحمودي، أن هذا المشروع يأتي في الوقت الذي تزداد فيه تكلفة البناء التقليدية يوماً بعد يوم، مشيراً إلى أن هذا النوع من البناء له العديد من المزايا، كسهولة الحصول على التصاميم المعقدة والتعديل عليها بشكل بسيط، مع إمكانية الحصول على أجزاء متنوعة الأحجام، بالإضافة لاستخدام معدات بشكل يقل كثيراً عن الطرق التقليدية، ما ينتج عنه الاختصار في مدة التنفيذ والتكلفة».
وقال المحمودي: «إن استقطاب شركات عالمية رائدة في هذه التقنيات للعمل في المجمع، يدل على مدى الثقة التي يوليها المستثمرون لاقتصاد الدولة بشكل عام، والشارقة علي وجه الخصوص، والفرص الكبيرة التي يوفرها من خلال التسهيلات والحوافز المقدمة للمستثمرين».
وأكد الدور المحوري الذي يلعبه المجمع في دعم الخطط الاستراتيجية للدولة، الرامية نحو جعلها نقطة جذب رئيسة وبوابة عالمية للمستثمرين العاملين في قطاع التكنولوجيا والابتكار، سواء أفراداً أو شركات، عبر حزمة من المحفزات الاستثمارية، وتقديم التسهيلات عبر خطط وسياسات استقطاب وضعت لجذب هذا النوع من الاستثمارات العالمية المباشرة، إذ يعمل المجمع على توفير مرافق متكاملة لخلق بيئة تدعم البحث والتجارب العملية، كما يوفر حوافز كبيرة للمستثمرين لتمكينهم من التكيف والمنافسة والقدرة على اختراق الأسواق العالمية، تشمل الإعفاءات الضريبية والجمارك والملكية الكاملة للمشروع، وغيرها من الحوافز.

آلية إنشاء مبانٍ «ثلاثية الأبعاد»
أوضح المهندس حيدر عماد الحيدري، المسؤول عن مشروع المنازل بتقنية «ثلاثية الأبعاد»، أن هذه التقنية تعد إحدى تقنيات التصنيع للمباني، حيث يتم تصنيع القطع عن طريق تقسيم التصاميم ثلاثية الأبعاد لها إلى طبقات صغيرة جداً باستخدام البرامج الحاسوبية، ومن ثم يتم تصنيعها باستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد عن طريق طباعة طبقة فوق الأخرى، حتى يتكون الشكل النهائي.
وأشار إلى أن الطابعات ثلاثية الأبعاد في العادة أسرع وأوفر وأسهل في الاستعمال من التكنولوجيات الأخرى للتصنيع، وتتيح الطابعات ثلاثية الأبعاد للمطورين القدرة على طباعة أجزاء متداخلة معقدة التركيب، كما يمكن صناعة أجزاء من مواد مختلفة وبمواصفات ميكانيكية وفيزيائية مختلفة ثم تركيبها مع بعضها البعض، حيث تنتج التكنولوجيات المتقدمة للطباعة ثلاثية الأبعاد نماذج تشابه كثيراً منظر وملمس ووظيفة النموذج الأولي للمنتج.
وأضاف: تقدم الطباعة ثلاثية الأبعاد عروضاً هائلة لتطبيقات الإنتاج، وتستخدم هذه التقنية في المجوهرات، الأحذية، التصميم الصناعي، العمارة، الهندسة، والإنشاءات، السيارات، الطائرات، طب الأسنان والصناعات الطبية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©