الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«فيس آب».. إقبال كبير وجدل كثير حول مصير صور المستخدمين

«فيس آب».. إقبال كبير وجدل كثير حول مصير صور المستخدمين
18 يوليو 2019 03:21

يوسف العربي (دبي)

تباينت آراء خبراء أمن المعلومات حول تحديد مستوى المخاطر الأمنية التي تحيق بمستخدمي تطبيق «فيس آب»، والذي شهد انتشاراً واسعاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي داخل الإمارات وفي باقي أنحاء العالم.
وفي الوقت الذي أكد فيه البعض أن التطبيق المشار متوافر على متجري «آبل ستور»، و«جوجل بلاي» ما يعني خضوعه لاختبارات متفحصة تضمن حصوله على الحد الأدنى من تصاريح النفاذ إلى البيانات، واللازمة للقيام بالمهمة التي صمم التطبيق من أجلها، ذهب آخرون إلى التحذير من استخدام التطبيق، لأنه يقوم بمعالجة الصور على خوادم التخزين الخاصة به، ما يثير مخاوف بشأن مصيرها.
ووفق سياسة الخصوصية لتطبيق «فيس آب» والتي تحدد آليات وأوجه استخدام بيانات المتعاملين، والتي يتوجب على المستخدم الموافقة عليها للشروع باستخدامه، يمنح المستخدم التطبيق الحق بالنفاذ إلى الصور المستخدمة بالإضافة إلى المعلومات التحليلية، والبيانات الوصفية، والتي تحدد كيف ومتى ومن قام باستخدام التطبيق وكيفية تنسيق المحتوى، فضلاً عن ملفات تعريف الارتباط والتقنيات المشابهة مثل الـ«بيكسلات» وإشارات الويب والتخزين المحلي لجمع معلومات حول كيفية استخدام التطبيق.
وأكدت سياسة الخصوصية لتطبيق «فيس آب» والمتوافرة على الموقع الرسمي للـتطبيق، أنه لن يتم تأجير أو بيع معلومات للمستخدم إلى جهات أخرى غير «فيس آب» أو مجموعة الشركات التي يكون «فيس آب» جزءاً منها دون موافقة المستخدم، كما تستخدم هذه البيانات بشكل مجمع من دون تحديد اسم بعينه.

اختبارات متفحصة
وقال الخبير التكنولوجي علي المويجعي، عضو مجلس إدارة رنبروك لاستشارات تكنولوجيا المعلومات لـ«الاتحاد»: إن التطبيقات المتوافرة على متجري «آبل ستور» و«جوجل بلاي» تخضع لاختبارات متفحصة، كما يجب على المستخدم أن يتأكد من جانبه أنه يحتاج التطبيق وأن التصريحات التي يوافق عليها عند تحميله، تمثل الحد الأدنى من حقوق النفاذ إلى البيانات وبالقدر الذي يمكنه من إنجاز المهمة التي صمم من أجلها.
وأضاف المويجعي أن استخدام التطبيقات - بشكل عام - يكتنفه مستويات متباينة من المخاطر المتعلقة بأمن وحماية بيانات المستخدم، لكن الدعوة إلى عدم استخدامها باتت غير عملية، بعد أن تحولت إلى جزء رئيس في حياتنا اليومية، لدورها في الترفيه وتوفير الوقت وتعزيز مستويات الرفاهية وتحسين جودة الحياة.
وأضاف أن تطبيق «فيس آب» متوافر على متجري «آبل» و«أندرويد» منذ عام 2017، وشأنه في ذلك شأن مئات الآلاف من التطبيقات التي تخضع للفحص. ولكنه قال: إن هذا الأمر لا يمنع أن معالجة الصور في هذا التطبيق تتم في خوادم تابعة له، ما يثير مخاوف أخرى تتعلق بإمكانية تعرض الشركة المطورة لأي عمليات اختراق تعرض بيانات المستخدمين وصورهم للخطر من خلال نشرها، أو إعادة استخدامها على نحو غير المشروع.
ويستخدم تطبيق «فيس آب» الشبكات العصبية لتعديل الصور الشخصية من خلال تغيير العمر الظاهر بالصورة، أو من إضافة ابتسامة، أو ارتداء نظارات مع الحفاظ على واقعية الصورة باستخدامه تقنيات الذكاء الاصطناعي.

غير مبررة
بدوره، أكد الخبير التكنولوجي المهندس أحمد الزبيدي، أن المخاوف المثارة حول العديد من التطبيقات بشأن أمن وخصوصية مستخدمي الهواتف المتحركة، تكون في الكثير من الأحيان غير مبررة، ولا تستند إلى دلائل تقنية تثبت إساءة الاستخدام.
وأوضح أنه من خلال عمله، فإن فترة اختبار أي تطبيق قبل ظهوره على المتجر الإلكتروني، قد تستغرق نحو 21 يوماً للتأكد من سلامته، مشيراً إلى أن هذه الاختبارات تركز على عدم اختراق التطبيق للبيانات التي لم يصرح له بها، لكن هذه الاختبارات لا تمنع مطور التطبيق من إساءة الاستخدام وهي مخالفة أخرى لها مسار قانوني مختلف.
وقال: إن المخاوف الأمنية المتعلقة باستخدام بيانات المتعاملين غالباً ما تتركز على التطبيقات المجانية، وبالنسبة لتطبيق «فيس آب» فإنه متاح بإصدارين، أحدهما مجاني، والثاني مقابل اشتراك شهري أو سنوي أو مدى الحياة.
وأوضح أن التطبيقات تطلب من المستخدم مجموعة من التصاريح عند طلب تحميل التطبيق، مضيفاً أن التصريح الذي يطلبه تطبيق «فيس آب» بالنفاذ إلى ملف الوسائط المتعددة منطقي ويتوافق مع المهمة التي يقوم بها.
وأكد أن التصاريح التي يمنحها المستخدم لمطور التطبيق قبل تحميل التطبيق الخاص بها على الهاتف المتحرك، مثل التصريح بالمرور إلى الكاميرا، أو خاصية تحديد الموقع، هو تصريح مشروط بتشغيل الخدمة، بمعنى أنه لا يمكن من الناحية التقنية أن يقوم التطبيق، وفق هذا التصريح المسبق، بتشغيل الكاميرا من دون علم مستخدم الجهاز.

معتز كوكش: ينبغي عدم الاندفاع خلف موضة التطبيقات المسلية
حذر خبير مكافحة الجرائم الإلكترونية الدكتور معتز كوكش من استخدام تطبيق «فيس آب»، لما يحمله من غموض حول مصير الصور التي يتم معالجتها.
وأوضح كوكش، في بيان، أنه وإن تم إزالة المنصة من الهاتف المتحرك للمستخدم، فإن سياسة الخصوصية التابعة للتطبيق لا تضمن للمستخدم خصوصية وسرية البيانات المهمة أو الصور التي سيتم معالجتها، بل إنها تذهب إلى أي جهة قد تشتري التطبيق.
وأشار كوكش إلى أنه لا تتم معالجة الصور على جهاز المستخدم، بل يتم رفعها على خوادم الشركة للمعالجة، ثم إرسال النتيجة للمستخدم.
وأضاف أن كثيراً من المستخدمين لا يعرفون ما يمكن أن تؤول إليه بياناتهم وصورهم الشخصية في العديد من التطبيقات الحديثة خاصة المرتبطة بالكاميرا أو استوديو الصور، بل يتعاملون معها بعفوية وينظرون للأمر من باب التسلية والترفيه، لكن سرعان ما قد يتفاجأ بعض مستخدميها بأمور قد لا تحمد عقباها.
وذكر أن هذا التطبيق ليس الأول من نوعه في إدراج مثل هذه الشروط، بل هناك الكثير من التطبيقات التي تطلب السماح باستخدام الصور والبيانات من دون الرجوع للمستخدم، وتجد المشترك على غفلة أو في عجلة من أمره يقبل الشروط دون قراءتها أو فهمها، ليكون ضحية التكنولوجيا.
ولفت إلى وجود العديد من الحالات التي أزعجت الكثير من الأسر والمجتمعات العربية تحديداً جراء تلك الاستخدامات الخاطئة للتطبيقات، خاصة ما يقع في متناول الأطفال أو المراهقين إن لم يكن الآباء والأمهات الراشدين في بعض الحالات.
ودعا المستخدمين إلى التريث وعدم الاندفاع خلف موضة التطبيقات المسلية تحديداً، بحجة مواكبة آخر مستجدات عصر الذكاء الاصطناعي من دون قراءة الشروط والأحكام المتعلقة بالخصوصية وفهمها أولاً، حفاظاً على خصوصية المستخدم موصياً بعدم منح تطبيق «فيس آب» صلاحية الوصول إلى مكتبة الصور أو معالجة أي صور خاصة عليه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©