الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء: البريكست أكبر من تيريزا ماي ولا يمكن لأحد تحمل تبعاته

خبراء: البريكست أكبر من تيريزا ماي ولا يمكن لأحد تحمل تبعاته
20 يناير 2019 00:13

قالت منال لطفي المتخصصة في الشؤون البريطانية، إن هزيمة تيريزا ماي كانت متوقعة منذ استقالة وزير الخارجية السابق بوريس جونسون ووزير البريكست السابق ديفيد ديفيز منذ الصيف الماضي بعد إطلاعهم على تفاصيل خطة تيريزا ماي، والتي كانت تسمى خطة «تشيكرز»، ورأوا أنها لن تناسب الجناح المتشدد في حزب المحافظين، وكانت بمثابة مؤشر على الصعوبات التي ستلاقيها ماي. واعتبرت لطفي في اتصال هاتفي من العاصمة البريطانية لندن أن تصويت الثلاثاء كان تأكيد على أن خطة ماي افتقرت إلى التوافق بين الأحزاب المختلفة، فماي لم تتواصل مع أي من الأحزاب الأخرى، ولم تتشاور مع أي من الطبقة السياسية حول الخطوط الحمراء التي وضعتها في ركن ضيق، ورأت أنه كان يجب على ماي الانحياز لطرف واحد من البداية، فإذا انحازت منذ البداية لمؤيدي البريكست الناعم، كان ممكن في هذه الحالة الحصول على دعم أكبر كثيراً من التي حصلت عليه لكنها سعت لجمع التناقضات والمستحيلات معاً، الجناح المتطرف المناوئ للاتحاد الأوروبي، ونيل رضا الجناح المؤيد للاتحاد الأوروبي وفشلت في الجمع بين النقيضين.
وأضافت أن جزءاً كبيراً من الأزمة يكمن في عدم معرفة أي فرد من مصوتي البريكست على كافة جوانب الأزمة، قبل تصويتهم عام 2016، فلم يذكر أي من مؤيدي حملة الخروج معضلة أيرلندا الشمالية، رغم أنها المعضلة الأكبر في طريق البريكست وهو السبب الرئيس لرفض الحزب الوحدوي الأيرلندي لخطة ماي للظروف المعقدة لشبه جزيرة أيرلندا والخوف على وضع الجزيرة ومستقبلها. وأكدت لطفى أن البريكست أكبر من أي رئيس وزراء، كما أن تيريزا ماي ارتكبت العديد من الأخطاء، من بينها وضع خطوط حمراء مع فريق صغير جداً من المستشارين المقربين والذين لا يمثلون جميع الأطراف، واعتقدت عندما خلفت ديفيد كاميرون أنها تأتي في توقيت تاريخي وصناعة إرث تاريخي شخصي لها ولكن غاب عنها أن البريكست يحتاج إلى توافق سياسي بين كافة الطوائف البريطانية، كما همشت الكثيرين من داخل حزبها وهذا ما جعلها تسقط في تصويت الثلاثاء.
واعتبرت لطفي أنه ليس هناك خيارات عدة أمام ماي فلديها حوالي عشرة أسابيع على الخروج والاتحاد الأوروبي لن يمنحها سوى تنازلات هامشية وستخفق مرة ثانية في التصويت القادم إذا ما قدمت نفس الخطة وستكون كارثة، والحل الوحيد أن تتجه داوننج ستريت إلى طلب الاتحاد الأوروبي بتجميد البريكست وتعطيل المادة 50 من معاهدة لشبونة لإتاحة الوقت لمزيد من المناقشات. وسيقوم الاتحاد الأوروبي بعمل حسابات ويمكنه الموافقة بين تمديد الوقت أو الرفض ولكن بشرط أن يدخل على الساحة معطيات جديدة تغير المعادلة، مثل استفتاء ثاني الذي يبدو الآن من أكثر الاحتمالات ترجيحا فالانتخابات المبكرة لن تحل المشكلة فسوف تأتي ببرلمان معلق وحكومة أقلية، وقد صار إدراك الشعب البريطاني أكبر بتفاصيل البريكست ومعضلاته من وحدة أيرلندا واحتمال إلغاء الجمعة الطيبة واندلاع حرب أهلية ربما يترتب عليها انقسام الاتحاد البريطاني واحتمال مطالبة الحزب القومي الإسكتلندي باستقلال اسكتلندا من الاتحاد البريطاني فأغلبية الشعب الاسكتلندي يريد البقاء في الاتحاد الأوروبي. وتوقعت أن تضيع إدارة تيريزا ماي المزيد من الوقت، فستأتي وتذهب دون جديد من بروكسل ولكنها قد تنجح في تعطيل المادة 50 وقد يصوت البرلمان بالموافقة، وبالتالي سوف يجد البرلمان نفسه مضطراً للتصويت بالموافقة على تجميد البريكست لحين البت في المفاوضات.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©