عدد اليوم
هناء الحمادي (أبوظبي)
مع حلول فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة، تنتشر الأفاعي بالمنازل والحدائق والبيوت المهجورة، خاصة القريبة من المناطق الصحراوية أو الجبلية، فالصيف هو الموعد المتوقع لخروجها من جحورها هرباً من الحرارة الشديدة والرطوبة للحصول على مخزونها من الأكل، كما أن بعض الأسمدة قد تحمل بداخلها بيوضاً صغيرة الحجم تعود لأنواع مختلفة من الزواحف أو الثعابين، ليكون هذا المكان البيئة المثالية الحاضنة لها، بحكم احتواء الأسمدة على بقايا النباتات وروث الحيوانات.
«الأفعى المقرنة»
للتعرف أكثر على كيفية التصدي لظهور الأفاعي في الصيف، يقول المهندس محمد المرزوقي مدير إدارة مشاريع مكافحة آفات الصحة العامة في مركز أبوظبي لإدارة النفايات «تدوير»: «الأفاعي من الفقاريات الزاحفة، تعيش لفترة تتراوح بين 15 و25 عاماً، في بيئات عدة على اليابسة والأشجار وبعضها في مياه الخليج، وبشكل عام تفضل الأماكن المتعددة المخابئ، مثل أوراق الأشجار المتساقطة الكثيفة، والفجوات ما بين الصخور، والأشجار المتقاربة، وغيرها، بحسب اختلاف النوع، والأفاعي بطبيعتها تلجأ للأماكن المهجورة، ذات النشاط الإنساني القليل، وتقوم باستشعار الفريسة من خلال استقبال غدد معينة في اللسان للمؤشرات الكيماوية والحرارية من الفريسة». ويتابع المرزوقي أن السام منها له أنياب خلفية الاتجاه وأنياب إضافية تحت منطقة العينين في بعض الأنواع، مع ألوان مميزة أحياناً، وقد يكون شكل الرأس الرمحي، دلالة على سمية الثعبان الموجود، ومن أمثلة ذلك «الأفعى المقرنة».
طرق المكافحة
ويقول المرزوقي: نقدم خدمة مجانية للجمهور لمكافحة الثعابين، مع توفير فرق طوارئ مخصصة، كما اعتمدت «تدوير» إجراءات عدة لمكافحة الأفاعي لتقليل المخاطر أو طردها من المكان (المكافحة المتكاملة للآفة - IPM)، وذلك عن طريق عنصر النظافة وتقليل المأوى، حيث إن الأفاعي بطبيعتها تلجأ للاختفاء داخل النفايات، وأكوام النباتات الجافة وسعف النخل والتجاويف الصخرية؛ لذا يتم تحديد بؤر التكاثر للقضاء عليها. وأشار المرزوقي، قائلاً: «يمكن مكافحة الأفاعي من خلال تقليل مصادر الغذاء، حيث تفضل الثعابين افتراس الحيوانات الصغيرة، مثل القوارض بأنواعها، وفراخ الطيور، من هنا تقوم تدوير بمكافحة القوارض في المناطق العامة والحدائق، عبر برنامج دوري للتخلص منها باعتبارها جاذباً أساسياً لتواجد الثعابين، وهناك طرق أخرى مثل «المكافحة الميكانيكية» عن طريق «التفتيش والقتل المباشر»، باستخدام أدوات التقاط خاصة Snakes Catchers، وهي عملية تحتاج للتدريب والمهارة والحذر في نفس الوقت، حيث تقدم تدوير التدريب المستمر للفنيين المختصين، واستخدام معدات الالتقاط المعتمدة عالمياً، مع ارتداء القفازات السميكة التي تقلل من فرص تعرض الإنسان للخطر.
وهناك أيضاً «المكافحة الكيماوية»، عن طريق عملية الطرد باستخدام مواد معينة ذات أثر طارد، موضحاً أن التنظيف الجيد وعدم تراكم النفايات ومواد البناء، أو قطع الأثاث المستعمل في المنزل، يشكل عامل وقاية من تلك الأفاعي.
تقليم الحشائش
هناك بعض أنواع الثعابين التي تعتمد في غذائها الأساسي على النباتات والمزروعات، وعن ذلك يقول المزارع خميس المنصوري: «غالباً ما تكون المزارع والحدائق مرتعاً لظهور الأفاعي والتي تعشق البيئة الفوضوية غير المرتبة والمظلمة وانتشار الحشائش الكثيفة، باعتبارها بيئة مناسبة للاختباء، لذلك ننصح بتقليم الحشائش باستمرار. كما تختبئ الثعابين في المنزل إذا توافر لها مصدر للغذاء من الحشرات والقوارض، مشدداً على ضرورة عمل إجراء وقائي للقضاء على تلك الزواحف في حال ظهورها.
