زهيرة زقطان تكتشف أبجدية التطريز الشعبي

محمد عريقات (عمان) تعد تجربة الفنانة الفلسطينية زهيرة زقطان الجديدة التي سمتها «ذهب السابقين» محاولة فردية لجمع ما أمكن من المكنونات الثقافية والاجتماعية والدينية والتراثية والعمرانية والأسطورية، التي كانت شرائع وقيم لمجتمع اكتمل فعلاً، لافتة إلى أن اللوحات التي أنجزتها لهذا المشروع تحمل الكثير من الإرث الحضاري مثل: الزخارف المحفورة على جدران المعابد وعلى ألواح الطين والنسيج وأصباغ الأرجوان، الأنوال الخشبية في البيوت، الحكم والأمثال، وطريقة العمارة، وأماكن العبادة، واكتشاف الأبجدية والتطريز الشعبي. كما تنحاز أعمال زقطان إلى انتصار للحق الفلسطيني على أرض فلسطين، تناهض الرواية الإسرائيلية الرامية إلى نهب هذا التراث وتزويره، عبر أعمال فنية دمجت بين التطريز، الذي هو مكون أساسي للهوية الثقافية الفلسطينية، والتراث الكنعاني برموزه المختلفة. وحول ذلك لفتت الفنانة، بمناسبة افتتاح معرضها القائم في منتدى الرواد الكبار في العاصمة الأردنية عمان، إلى أنها استقت جذور لوحاتها التطريزية من التراث الفلسطيني الكنعاني، إرث قادم من الجدة والأب والجيران من ذاكرة مهزومة ويتيمة تقيم حيث المكان الذي فرض عليها، مكان يكفي ليولد أسئلة، وأسئلة تدفع بدورها إلى البحث عن إجابات هي بداية أولى للتاريخ الفلسطيني، وجود العديد من الوثائق الكنعانية والمكتشفات الأثرية التي تقلب الكثير من المفاهيم المتعارف عليها، تلك الوثائق تبدأ من الهجرات العربية القادمة من الجزيرة العربية وسواحل عمان واليمن قبل 6 آلاف عام ق. م، ويتعزز وجود الكنعانيين فيها كأمة وشعب، ومع اكتشاف الكنعاني الأبجدية التي حمت هذا الموروث من الحضارة بالكتابة. ويذكر أن الفنانة الفلسطينية زهيرة زقطان حاصلة على بكالوريوس فلسفة وعلم نفس من جامعة بيروت العربية، عضو رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد الكتاب العرب واتحاد كتاب فلسطين، تكتب القصة القصيرة، حيث صدرت لها مجموعة قصصية هي «أوراق غزالة»، «النعمان» التي فازت بالجائزة الأولى للقصة القصيرة، ورواية «مضى زمن النرجس»، وأصدرت رزنامة في العام 2009 بمجموعة من لوحات ونصوص تتحدث عن تاريخ الكنعانيين والقدس خصوصاً بعنوان «داخل السور القديم».