السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حسن طلب يقرأ تاريخ الشعر في تحولاته الثورية

حسن طلب يقرأ تاريخ الشعر في تحولاته الثورية
2 مايو 2011 20:26
نظم المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، أمس الأول في مقره بالبطين في أبوظبي، محاضرة ثقافية للشاعر والباحث المصري الدكتور حسن طلب، تحت عنوان “بين ثورة الشعر وشعر الثورة”، وحضر المحاضرة مثقفون وشعراء ومهتمون بالشأن الثقافي. وفي تقديمها للمحاضر، قالت الإعلامية فوزية أحمد “إن مساهمات الشاعر حسن طلب النقدية إضافة نوعية للنقد المنهجي القائم على التحليل والكشف في إطار المعرفة الإنسانية، كونه شاعراً، ومن خلال بصيرته الشعرية والنقدية معاً يمكن الإجابة عن كثير من الأسئلة الملحة الآن، خاصة وهو يطرح آراءه حول علاقة الشعر بالثورة”. واستعرضت فوزية أحمد السيرة الإبداعية للدكتور حسن طلب كونه شاعراً له من الدواوين “سيرة البنفسج” و”أية جيم” و”لا نيل إلا النيل”، و”بستان السنابل”، هذا بالإضافة إلى دراساته الفلسفية من مثل “المقدس والجميل” و”أصل الفلسفة”، كونه أستاذاً للفلسفة في جامعة حلوان، وقد حاز جائزة كفافي اليونانية للشعر 1995 وجائزة السلطان قابوس للإبداع 2006. واستهل حسن طلب محاضرته بسؤال مهم عن العلاقة بين الثورة والشعر، وكأنه بذلك يكشف عن سؤالين أحدهما في النقد الأدبي والآخر في السياسة. وأكد طلب أن هذا السؤال يتعلق بكيفية النظر للشعر وتأصيله جمالياً أبعد مما هو سطحي في علاقته بالثورة من أجل اكتشاف تلك العلاقة الحميمية بينهما. ونوه بأن هذه العلاقة ثلاثية الأبعاد، البعد الما قبلي، والآني والما بعدي، حيث علاقة الشعر بالثورة وما قبلها وما بعد قيامها. وقال طلب “كثير من الشعارات التي يرددها الثائرون، لا ترضي ذائقتنا الجمالية وقد نسأل هل الشعر الثوري هو ذلك الشعر الذي يعبر عن طموحات الثورة ويصوغ أفكارها وما حولنا من أحداث؟”. ويجيب “إذا كانت العلاقة هكذا فإن ما سيبدو حقاً هو أن الشعر أصبح تابعاً للأحداث، وهنا ينزل الشعر إلى مكانة ليست له”. وتناول حسن طلب طبيعة ثورة الشعر من زاوية تاريخ الأدب في تراثنا العربي وابتداء بالاستشهاد بالشعر الجاهلي، بدءاً من أمرؤ القيس، مروراً بالعذريين والمتنبي والمعري واعتبر شعرهم ثورياً، وأن سبب ترسخه في ذاكرتنا العربية بسبب ما فيه من جماليات. واستشهد بآراء الأصمعي في اعتبار شعر حسان بن ثابت في العصر الجاهلي أكثر جمالية من شعره في الإسلام، واقترب حسن طلب من تحليله للعلاقة بين أدبية الأدب من جهة والأدب الثوري من جهة أخرى. وأضاف أن ليس كل شعر يتحدث عن الثورة هو شعر ثوري، واستشهد بديوانين مهمين للشاعر المصري أمل دنقل وهما “لا تصالح” و”أوراق الغرفة 8” واعتبر الديوان الأخير أقرب جمالياً للشعر من ديوان “لا تصالح” الذي امتلك حساً ثورياً. وتطرق الباحث إلى المشترك بين الشعر والفنون وعلاقتها بالسياسة من وجهة نظر الفيلسوف، وتعرض إلى مفاهيم “هربرت ريد” في علاقة الفن بالثورة والحرية. واعتبر حسن طلب انبثاق الشعر الحديث ثورة فنية على الشعر الكلاسيكي، حيث وقف من العروض والقافية موقفاً مضاداً كونها - بحسب رأيه - لا تتواءم مع طبيعة العصر الحديث. وأشار إلى أن قصيدة النثر هي ثورة أيضاً على فكرة الوزن بأي شكل من أشكاله. وناقش حسن طلب مصطلحين، هما أولاً فن الثورة باعتباره فناً يخدم الثورة، وثانياً الفن الثوري باعتباره فناً لحساب ذاته. وهذا بحد ذاته لا يختلف عن مفهوم الفن للفن والفن الغرضي. وتحدث حسن طلب عن مفاهيم الحركات الفنية الغربية وصلتها بالسياسة من مثل المستقبلية والدادائية والسريالية والوحشية باعتبارها حركات طليعية لحساب الفن. واستعان الباحث بمجموعة من المفاهيم النقدية في علاقة الشاعر بالشعر من جهة والمعتقدات من جهة أخرى، خاصة عند ت. س. اليوت صاحب “الأرض الخراب” و”مقتل في الكاتدرائية”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©