الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخوف من المرض

2 مايو 2011 20:13
أحيانا يداهمنا الخوف ويطوينا تحت جناحيه أياماً طويلة، يعبث بنا في كل وقت، وينجح في إبعاد النوم عن أعيننا، وذلك جراء ما نسمع، ففي كل يوم تصلنا أخبار طفل يعاني مرضاً معيناً، وآخر أصيب بحمى مفاجأة قد يكون سببها مرض خفي يظهر مع توالي الفحوص، وغيرهم الكثير ممن يلقي بهم المرض اللعين في فم الموت. وأمراض أخرى انتشرت بانتشار التمدن، وزيادة العصرنة في أنواع الأكل، والاعتماد على السريع منها، والابتعاد عن المواد الطبيعية، والخروج للارتواء من أشعة الشمس، فبات الجسد متهالكاً وسريع التأثر، ناهيك عن الأدوية التي تصرف للصغار بسبب أو من دونه، تتصدرها دائماً المضادات الحيوية، التي تساعد الجسم على المقاومة، وهذا يدفع الجسد لعدم المقاومة، بحيث تقل مناعته تلقائياً. عوامل كثيرة تجعل الجسد المتمدن ضعيف البنية، قليل المقاومة، وهشاً. هذا الحديث يعززه ما كشف عنه مؤتمر طبي أقيم قبل أسابيع في أبوظبي، وشارك فيه أكثر من 150 طبيباً من مختلف مستشفيات الدولة، حيث كشف أن 80% من سكان الإمارات يعانون آلام الظهر بدرجات مختلفة. كما أشارت إحدى الدراسات المحلية إلى أن 35 إلى 40 % من السكان في الإمارات، ممن تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، يعانون هشاشة العظام، وأرجع الأمر إلى نقص فيتامين «د»، الناتج عن عدم التعرض إلى أشعة الشمس، وهو عامل يؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام، كما أشير إلى أن زيادة الوزن والسمنة المفرطة تسببان، بنسبة كبيرة، آلام الظهر. هذه الأرقام تخيف كل من يعيش هو وأولاده في شقة مغلقة لا تدخلها الشمس، وحتى وإن دخلت فهي تدخل من وراء الزجاج، ولا يمكن الاستفادة من أشعتها مباشرة، فالشقق شيدت من دون مراعاة الصحة الإنسانية لسكانها، وانتشرت، خاصة في الآونة الأخيرة، بعد ارتفاع الإيجارات، حيث أصبحت مساحات الشقق تتقلص. وتكاد تنعدم فيها الشرفات والمتنفسات تماماً، فأصبح الصغار يعيشون في الظل، وقد يدفعون الثمن مستقبلاً من عظامهم، على الرغم من أن الوالدين يقضيان أوقاتهما في الاستشارات الطبية عن التغدية الملائمة، ويصرفان الغالي والنفيس من أجل صحة أولادهما، لكن تجد الأبناء غالباً يعانون أمراضاً مختلفة، في حين أن «الصغار»، من سكان البوادي والقرى والسكن المفتوح، أقل عرضة للمشاكل الصحية، لأنهم ينعمون بما تجود به الأرض، بعيداً عن الأدوية الكثيرة والوجبات السريعة. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©