كأس الأمم الأفريقية: "المحاربون".. قادمون

محمد الدمرداش (القاهرة)

بات منتخب الجزائر على بُعد خطوة واحدة من تحقيق الحلم التاريخي والفوز بلقب كأس أمم أفريقيا، للمرة الثانية في تاريخ «محاربي الصحراء»، بعدما عبر الفريق إلى نهائي البطولة المقامة في مصر، بإسقاط نيجيريا بهدفين مقابل هدف، ليضرب موعداً مع السنغال في النهائي المقرر له يوم الجمعة على استاد القاهرة الدولي.
ويمتلك المنتخب الجزائري أفضلية الفوز بلقب «الكان»، بعدما سبق وواجه نظيره السنغالي في إطار مباريات الدور الأول بالمجموعة الثالثة، وفاز «المحاربون» بهدف دون مقابل، وأمامهم فرصة لتكرار الفوز في النهائي وحصد لقب البطولة، للمرة الثانية في تاريخ المنتخب الجزائري، الذي يمتلك لقباً تاريخياً واحداً في عام 1990، بينما يبحث منتخب السنغال عن بطولته الأولى، حيث لم يسبق له الفوز باللقب من قبل طوال التاريخ.
وتأهل منتخب الجزائر للمرة الثالثة في تاريخه إلى نهائي كأس أفريقيا، بعدما سبق ووصل أول مرة عام 1980، ولكنه خسر أمام نيجيريا بثلاثية نظيفة ليفشل في الظفر باللقب، وكانت المرة الثانية عام 1990 في الجزائر، وفاز على نيجيريا كذلك بهدف نظيف وتوج بلقبه التاريخي الأول، قبل أن يصل للنهائي للمرة الثالثة في التاريخ بنسخة 2019 في مصر، على أمل الظفر باللقب الثاني.
وقررت وزارة الشباب والرياضة الجزائرية، ووزارة الدفاع في الجزائر، فتح خط طيران مباشر بين القاهرة ومطارات مدن الجزائر المختلفة، من أجل نقل أكبر عدد ممكن من الجماهير إلى العاصمة المصرية، لحضور المباراة النهائية على استاد القاهرة الدولي يوم الجمعة، ودعم المحاربين والعودة باللقب الثاني.
واستقبلت القاهرة في وقت سابق 20 طائرة مدنية جزائرية بجانب 6 طائرات عسكرية تابعة للقوات المسلحة، أقلت آلاف الجماهير التي حضرت مباراتي كوت ديفوار ونيجيريا في ربع النهائي ونصف النهائي، حيث سيتم تسيير عدة رحلات أخرى إلى القاهرة لدعم المنتخب في النهائي.
وفتحت حكومة الجزائر المجال أمام آلاف المشجعين للسفر إلى القاهرة، عبر ما يقرب من 20 رحلة جوية جديدة، ليصبح إجمالي عدد الرحلات التي وصلت القاهرة قرابة 46 رحلة، لدعم المنتخب والعودة باللقب الغالي.
وشهدت القاهرة، وللمرة الأولى منذ ما يقرب 10 سنوات، تلاحماً بين الجماهير المصرية والجزائرية، وحالة من التناغم الشديدة غير مسبوقة، خاصة بعد أحداث استاد أم درمان في السودان عام 2009 والمباراة الفاصلة، التي تأهل من خلالها الفريق الجزائري لنهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا.
واستقبل الجمهور المصري، نظيره الجزائري بحفاوة بالغة في كل أرجاء العاصمة، بجانب تواجد الآلاف من المصريين في مدرجات استاد القاهرة لدعم منتخب «المحاربين» والإقبال على تذاكر النهائي لدعم الفريق بهدف حصد اللقب القاري الغالي، على أمل أن يكون عربياً بعد غياب استمر 9 سنوات، منذ تتويج المنتخب المصري بلقب نسخة 2010 في أنجولا.

بلماضي: سنبذل قصارى جهدنا.. ولا أعد الشعب بالفوز
قال جمال بلماضي المدير الفني لمنتخب الجزائر، إنه كان يعلم جيداً مدى صعوبة المباراة وقوة المنتخب النيجيري، في ظل حالة الإجهاد الشديدة التي يعاني منها اللاعبون، بسبب ضغط المباريات في المرحلة الأخيرة وقوة المنافسين، وخاصة كوت ديفوار في ربع النهائي، والذي أرهق الفريق كثيراً.
وأوضح بلماضي أنه يعد الشعب الجزائري بأن يفعل اللاعبون كل شيء من أجل إسعادهم وتحقيق حلم العودة باللقب إلى أرض الجزائر، ولكنه لا يمكن أن يعدهم بحصد اللقب بالفعل، لأنه لا يمتلكه إلى الآن، مؤكداً أن الجميع لن يدخر نقطة عرق واحدة من أجل الفوز باللقب للمرة الثانية، والعودة به إلى الجزائر مرة أخرى.
وشدد المدرب على أن منتخبه قدم شوطاً مميزاً في البداية، وكان أكثر شراسة، ولكن الأداء تراجع كثيراً في الشوط الثاني بسبب الإجهاد، كما تعامل الفريق بشكل رائع مع ظروف المباراة، حتى تحقق الانتصار القاتل في النهاية، مشيداً بروح لاعبيه الرائعة ونجاحهم في التعامل مع اللقاء واستحقاق العبور إلى النهائي.
وقال بلماضي إنه درس الفريق النيجيري جيداً، وتأكد من اعتماده الكبير على سرعات أحمد موسى المهاجم الرائع، والذي نجح لاعبو الجزائر في إيقاف خطورته تماماً، واختفى في أغلب الفترات، موجهاً رسالة إلى القائمين على كرة القدم في الجزائر بأن المدرب الوطني الشاب لديه القدرة على تقديم كرة قدم مميزة، وصناعة التاريخ، وإسعاد الشعب بإنجازات لم تحقق من قبل.

محرز يخاطب الجماهير: المهمة صعبة ونعدكم باللقب
عبر النجم رياض محرز، قائد «محاربي الصحراء»، عن سعادته بقيادة منتخب بلاده لنهائي كأس أمم أفريقيا وإسقاط نيجيريا، بهدف قاتل في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي. وقال محرز: «مباراة نيجيريا كانت صعبة للغاية وأمام فريق قوي، والكل سعيد من أجل الشعب الجزائري ويعلم أن الجمهور يساند اللاعبين، ويتمنى أن ينجح في التتويج باللقب الغالي يوم الجمعة، ومنح اللقب الثاني»، مؤكداً أنها ستكون البطولة الأهم في مسيرته مع كرة القدم. وأضاف أن الفريق سجل 12 هدفاً في مبارياته بالبطولة ويقدم مستويات رائعة، وأن هناك خطوة واحدة من أجل حصد اللقب، مؤكداً أن لقاء السنغال في النهائي سيكون أصعب من مباراة المجموعات خاصة وأنه فريق قوي للغاية. وبتسجيل محرز لهدفه القاتل في شباك نيجيريا، يكون أكثر لاعب سجل مع المنتخب الجزائري في كأس أفريقيا برصيد 6 أهداف، كما أنه سجل الهدف رقم 100 في النسخة الحالية، وخاض اللاعب المباراة رقم 50 له مع منتخب محاربي الصحراء.

تحطيم «عقدة» الملعب التاريخي
نجح لاعبو منتخب الجزائر في تحطيم عقدة استاد القاهرة الدولي، والذي لم يسبق لمنتخبهم تحقيق أي فوز على أرضيته طوال التاريخ، ودائماً ما كانت ذكرياتهم سيئة على هذا الملعب، وحقق «محاربو الصحراء» أول فوز تاريخي على الاستاد.
وكانت الزيارة الأولى للمحاربين في 19 سبتمبر من عام 1969، وحقق منتخب مصر، الفوز على الجزائر، بهدف دون مقابل.
الزيارة الثانية كانت في 17 نوفمبر 1989، خلال تصفيات كأس العالم 1990، وحقق المنتخب المصري الفوز بهدف دون مقابل، سجله حسام حسن من كرة رأسية، وتأهل «الفراعنة» لكأس العالم للمرة الثانية في التاريخ.
الزيارة الثالثة كانت في 14 يوليو 1995، ضمن تصفيات كأس أمم أفريقيا 1996، وانتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي بهدف لمصر والجزائر.
الزيارة الرابعة، كانت في 11 مارس 2001، ضمن تصفيات كأس العالم 2002، وحقق منتخب مصر، الفوز على نظيره الجزائر بخمسة أهداف مقابل هدفين.
الزيارة الرابعة كانت في 14 نوفمبر 2009، خلال تصفيات كأس العالم 2010، وحقق منتخب «الفراعنة» الفوز بهدفين دون مقابل، لعمرو زكي وعماد متعب.
الزيارة الخامسة لمنتخب الجزائر لاستاد القاهرة كانت أمام نيجيريا أمس الأول، وحقق الفريق الفوز الأول له في التاريخ بالملعب.

روهر: أشعر بالحسرة.. والإجهاد سبب خسارتنا
عبر جيرونت روهر، المدير الفني لمنتخب نيجيريا، عن حسرته الشديدة بعد الفشل في التأهل للنهائي، والخسارة في توقيت قاتل، مشيراً إلى أن المباراة كانت بمثابة معركة كبيرة، وأن الفريق الجزائري حسم بطاقة التأهل، في حين سعى لاعبو نيجيريا إلى الذهاب للوقت الإضافي بسبب الإجهاد، ولكنهم فشلوا في الحفاظ على الشباك، وخسر الفريق بنفس طريقة فوز نيجيريا على جنوب أفريقيا في ربع النهائي عند الوقت القاتل. وتحدث المدرب عن أن الفريق الجزائري ضغط بصورة رائعة في وسط الملعب، وتسبب في مشاكل عديدة، مشيداً بالمهاجم الرائع بغداد بونجاح، والذي أجهد دفاعات نيجيريا بسبب تحركاته الرائعة خارج وداخل منطقة الجزاء، وكان سبباً في إرهاق اللاعبين.