الأحد 26 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تنطلق بالعرب إلى الفضاء.. بدء إجراءات تصنيع القمر العربي و6 أقمار محلية

تنطلق بالعرب إلى الفضاء.. بدء إجراءات تصنيع القمر العربي و6 أقمار محلية
15 يوليو 2019 02:01

أكد الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، وجود 3 عوامل لنجاح القطاع الفضائي في الدولة، تتمثل في وجود الرؤية الحكيمة لدى القيادة الرشيدة حول أهمية القطاع ودوره البارز على مستقبل البشرية، إضافة إلى وجود الخطط الاستراتيجية التي تستشرف المستقبل وتتعامل مع تحديات الحاضر وتتواءم مع خطة الدولة نحو تحقيق أعلى المؤشرات في ميادين التنافسية والمعرفة، إضافة إلى وجود فريق مؤهل من الكوادر الوطنية الذين يؤمنون بقدرتهم على تحقيق رؤية القيادة والسير قدماً لإنجاز الأهداف الاستراتيجية الموضوعة، وهو ما يمثل وصفة النجاح لكل دولة تطمح لأن تمتلك قطاعاً فضائياً متكاملاً.
ووصف الأحبابي العاملين في القطاع بأنهم «فريق الأحلام» لما يمتلكونه من قدرات فائقة وخبرة للتعامل مع أحدث أنواع التكنولوجيا وأكثرها تعقيداً بكل كفاءة واقتدار، حيث يصل عدد العاملين في الوكالة اليوم إلى نحو 60 شخصاً من المهندسين والخبراء، بينما يصل تعداد العاملين في القطاع أو الأمور المرتبطة به من شركات وغيرها إلى نحو 1500 شخص يشكلون ركيزة المستقبل، والنواة الأساسية التي تُبنى من خلالها الآفاق الواسعة للقطاع الفضائي المشرق.
وأشار الأحبابي في حوار لـ «الاتحاد» إلى أنه سيتم خلال الشهر المقبل إرسال فريق لبحث عملية إطلاق «مسبار الأمل»، وهو الأمر الذي كان حلماً قبل 5 سنوات، إلا أن الإمارات آمنت بحلم مشروعها الاستراتيجي في المريخ وقدرتها على ذلك، وهو ما جعل الإمارات لاستكشاف المريخ عنواناً بارزاً تكاتفت خلاله الجهات لأجل تحقيقه، حيث سيتم إطلاقه خلال العام المقبل ووصوله في عام 2021 بالتزامن مع احتفالات الدولة بمرور 50 عاماً على قيام الدولة.
وبين وجود عدد من المراكز البحثية في الدولة متخصصة في علوم وتقنيات الفضاء، وتشمل مركز محمد بن راشد للفضاء ومركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك ومركز الاستطلاع الفضائي، إضافة إلى مختبر الياه سات في جامعة خليفة، كما تعمل جامعة نيويورك أبوظبي على إنشاء مركز فضائي، مما يعكس مستوى الاهتمام بالأبحاث الفضائية والتقنيات الحديثة.
وأفاد أنه توجد اليوم 3 جامعات تقدم درجات تخصصية في الفضاء والعلوم المرتبطة به، عبر جامعة الشارقة التي تقدم ماجستير علوم وتقنيات قانون الفضاء، وجامعة الإمارات التي ستقدم خلال العام الجاري ماجستير وبكالوريوس في علوم الفضاء، إضافة إلى جامعة خليفة التي تستمر في تقديم ماجستير علوم الفضاء، بهدف رفد القطاع بالكوادر الوطنية المؤهلة من أصحاب الكفاءة والمعرفة.

مفهوم دبلوماسية الفضاء
وأوضح الأحبابي، أنه قبل 5 سنوات لم تكن هناك تشريعات لتنظيم الأنشطة الفضائية، ولذلك تمت الاستفادة من تجارب الآخرين وعقد الشراكات التي تبلغ الآن نحو 25 شراكة واتفاقية مع مختلف وكالات الفضاء العالمية والتي تقدم الاستفادة المتبادلة في التقنيات الفضائية وتدريب الكوادر الوطنية، كما تسهم في توطيد العلاقات المشتركة مع هذه الدول، بما ينعكس على مكانة الدولة الاستراتيجية، انطلاقاً من مفهوم دبلوماسية الفضاء والتي أصبح لها الثقل العالمي البارز.
وبين، أن الدولة نجحت في السنوات الماضية بإيجاد السياسة الوطنية لقطاع الفضاء والتي توضح للعالم أهمية الإنفاق على قطاع الفضاء وأسباب الانخراط فيه والأهداف الأساسية للدولة منه، حيث إن توجه الدول للمريخ لأجل الاستفادة من حلول الفضاء في معالجة مشكلات الأرض، وهو الأمر الذي يسهم في حل القضايا باختلاف أنواعها ورفع مستوى الكوادر لتكون قادرة على إيجاد الحلول المبتكرة وتحقيق الغايات الحقيقية من علوم الفضاء.
وأشار، إلى أن الإمارات تتميز بوجود استراتيجية واضحة المعالم تستمر حتى عام 2030، والتي انبثق عنها أيضاً وجود قانون الفضاء الذي ينظم مختلف الجوانب الفضائية ويستشرف التحديات المستقبلية ويعمل على جذب المستثمر من خلال حماية القطاع الخاص والشركات، حيث وصل القانون الآن إلى مرحلة الإصدار النهائي، بعد اعتماد مجلس الوزراء وإقرار المجلس الوطني الاتحادي لمشروع القانون في العام الجاري.
ولفت، إلى أن استراتيجية تعزيز الاستثمار في مجال الفضاء، تهدف إلى استقطاب الشركات وجلبها لأن تعمل في دولة الإمارات وستثمر فيها، من خلال ممارسة الأنشطة الفضائية والاستفادة من مقومات البيئة المناسبة في الدولة والتي تشمل وجود القوانين والتشريعات والرؤية الواضحة، حيث أعلنت شركتان عن توجهاتهما تجاه القطاع وهما كريبتو لابز وهاب 71، كما نتجه لأن نمنح مستقبلاً دوراً أكبر للاستثمار في الفضاء عبر دعوة الشركات العالمية لأن تنظم إلى الجانب الاستثماري النشط في القطاع بالدولة.

ابتعاث الطلبة للجامعات العالمية
وحول دور الوكالة في تأهيل العنصر البشري، أوضح الأحبابي أن تطوير العنصر البشري يعد من ضمن الأهداف الاستراتيجية للوكالة، حيث بدأت بابتعاث مجموعة من الطلبة إلى كبرى الجامعات العالمية، كما يوجد برنامج للرعاية داخل الدولة والذي سيتم افتتاح التسجيل له خلال العام الجاري عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للوكالة في الـ 21 من يوليو، كما يوجد برنامج لرعاية المواهب من صغار السن والذين نقيس مستوى تطورهم ونشركهم في مختلف الفعاليات، إضافة إلى المعسكرات الصيفية والشتوية والمسابقات العلمية والطلابية والدورات التدريبية في وكالات الفضاء العالمية وتطعيم المناهج بالموضوعات الفضائية.
وثمن الأحبابي جهود مركز محمد بن راشد للفضاء والكوادر الوطنية من العاملين في المركز، والذين يقدمون وجهاً مشرقاً للكوادر الإماراتية الملتزمة بتحقيق الرؤى والتطلعات، حيث يعد المركز اليوم صرحاً علمياً وعالمياً استطاع أن يقود بكل كفاءة واقتدار مجموعة من البرامج الاستراتيجية في برنامج الإمارات الفضائي ومن أبرزها برنامج الإمارات لرواد الفضاء.
وأكد مدير عام وكالة الإمارات للفضاء أن الدولة تكتسب حضوراً دولياً مرموقاً في أبرز المحافل، حيث وقعت 4 اتفاقيات رئيسية تشمل معاهدة الفضاء الخارجي واتفاقية المسؤولية الدولية عن الأضرار التي تحدثها الأجسام الفضائية واتفاقية تسجيل الأجسام المطلقة في الفضاء الخارجي، واتفاقية إنقاذ الملاحين الفضائيين وإعادة الملاحين الفضائيين، وهي الاتفاقيات التي تجعل الإمارات الدولة الوحيدة إقليمياً المتواجدة في هذه الاتفاقيات التي تنظم مجموعة من آليات العمل الفضائي.
وأشار، إلى أن الإمارات عضو في المجموعة العالمية لتنسيق أعمال استكشاف الفضاء، وهي المجموعة التي تشترط وجود مشروع فضائي للدولة المنضمة خارج الأرض، حيث تمكنت الدولة من التواجد ضمن 14 دولة فقط حول العالم، نظراً لوجود مشروع مسبار الأمل وطموح الإمارات لاستكشاف المريخ، حيث ترسم الدولة مستقبل البشرية من خلال المشاركة الفاعلة في بحث مستقبل الفضاء.
ولفت إلى أن الإيمان العالمي بدور الإمارات الاستراتيجي، انعكس من خلال فوز الإمارات ممثلة بمدير عام وكالة الإمارات للفضاء بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي في الملاحة الفضائية، كما تشارك الدولة في الدورة المقبلة من المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية بأكثر من 20 بحثاً علمياً رصيناً في علوم الفضاء، كما تستضيف الدولة في دبي فعاليات الدورة المقبلة، وهو الأمر الذي يجعل من الفضاء قطاعاً مستداماً.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تقدم الدعم أيضاً للدول العالمية، حيث شاركت وكالة الإمارات للفضاء خبراتها الاستراتيجية لوكالة الفضاء الاسترالية، كما تعد اليوم عضواً فاعلاً في كبرى وكالات الفضاء، وهو ما تجسد من خلال وكالة الإمارات للفضاء لتكون ضمن ورشة حوارية حول مستقبل الاستكشاف البشري للفضاء مع رؤساء وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوربية والوكالة اليابانية والكندية.
وأعرب الأحبابي عن تطلع وكالة الإمارات للفضاء لتحقيق المزيد من المنجزات خلال السنوات الخمس المقبلة، متوقعاً أن تشهد هذه السنوات المزيد من أعداد الكفاءات الوطنية من خريجي تخصصات علوم الفضاء، إضافة إلى مواصلة الدولة في مجال تصنيع الأقمار الصناعية والاستمرار في قيادة الحراك الفضائي العربي وتعزيز الجهود التي ترسخ من مكانة الدولة في الاستفادة من البيانات الفضائية.

إنجازات إقليمية وعالمية
وكشفت وكالة الإمارات للفضاء لـ «الاتحاد» أنه جرى وضع الآليات التنفيذية لبدء بناء وتطوير مشروع القمر الصناعي العربي 813، حيث سيجري تطويره في المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بجامعة الإمارات العربية المتحدة في مدينة العين بإمارة أبوظبي، بكفاءات وأيادي عربية، وبإشراف وكالة الإمارات للفضاء والمجموعة العربية للتعاون الفضائي. وستستغرق عملية تطوير القمر الصناعي ثلاثة أعوام، ولكل طرف من الأطراف مسؤوليات محددة خلال مختلف مراحل المشروع، بما يشمل الإطلاق والتشغيل وتبادل البيانات والمعلومات، وقد تم تأسيس لجنة توجيهية تضم أعضاءً من الوكالة والمركز الفرنسي لمتابعة مراحل تطوير وبناء المشروع، ليتم بناء نموذج مبتكر تساهم فيه البنية التحتية الإماراتية المتقدمة والكفاءات العربية الشابة.
وبينت الوكالة أنه سيبدأ فريق قريباً منها بوضع الخطة الأساسية لمشروع القمر الاصطناعي العربي 813 والاجتماع مع أعضاء المجموعة للبدء فيه، من خلال توزيع المساهمات في المشروع، تمهيداً لاختيار الفريق المشترك، حيث يهدف القمر إلى أن يكون وسيلة لجمع العلماء والمهندسين العرب وتقديم الخدمات للدول العربية.
وشددت الوكالة أنها مستمرة في تقديم الدعم لكافة الدول العربية، حيث أشرفت الدولة على تدريب مجموعة من الكوادر البحرينية وفي تأسيس وكالة البحرين للفضاء، إضافة إلى تقديم الدعم للأشقاء في المملكة العربية السعودية ومصر والجزائر والأردن والكويت، كما سيتم عقد المزيد من الاجتماعات خلال الفترة المقبلة لدعم هذه الدول لبناء أساس صلب لقطاع فضائي مستدام.
وبينت الوكالة وجود 5 أهداف استراتيجية للمجموعة العربية التي تم إطلاقها العام الجاري بمشاركة 11 دولة تشمل تنمية القدرات في تصميم وتجميع وفحص الأقمار على مستوى الوطن العربي، وبناء وتعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي بين الجامعات والمؤسسات العربية المعنية، وبناء القدرات في مجال تحليل واستخدام بيانات الاستشعار عن بعد لمعالجة التحديات البيئية والمناخية، إضافة إلى ربط مراكز الاستشعار عن بعد في تبادل المعلومات عبر إنشاء منصة افتراضية، وربط المحطات الأرضية لزيادة التواصل في إرسال واستقبال البيانات من القمر الاصطناعي.
وأعلنت الوكالة وجود مجموعة من الأقمار الاصطناعية في مرحلة التصنيع حالياً، وتشمل القمر «مزن سات» والذي سيتم إطلاقه في مطلع العام المقبل، كما يشهد مطلع العام المقبل إطلاق القمر ماي سات بجهود شركة الياه سات بالتعاون مع جامعة خليفة، وقمر آخر للملاحة بالتعاون بين الوكالة وجامعة الإمارات ممثلة بالمركز الوطني للعلوم وتكنولوجيا الفضاء والذي سيطلق العام المقبل، كما يشهد العام المقبل إطلاق قمر صناعي مصغر بالتعاون مع جامعة خليفة، وقمر دي ام سات من قبل مركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون مع بلدية دبي، إضافة إلى إطلاق قمر متعدد الأطياف بين الوكالة والمركز الوطني للعلوم وتكنولوجيا الفضاء، وهي تضاف لقمر عين الصقر للاستطلاع الفضائي والذي سيتم إطلاقه قبل نهاية العام الجاري.
ولفتت الوكالة إلى أنه من الإنجازات العالمية التي سجلتها الوكالة أنها تعد في المركز الأول عالمياً في نسبة الكوادر النسائية العاملة بقطاع الفضاء بنسبة تصل إلى 45%، وهو ما يبرهن على الدور الريادي الذي تضطلع به المرأة الإماراتية والتي تحقق المنجزات باستمرار نظراً للكفاءة والخبرة التي تمتلكها، إضافة إلى وجود الإرادة والرغبة الحقيقية لبنات الإمارات نحو تحقيق المنجزات في مختلف القطاعات والأصعدة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©