عدد اليوم
عمار يوسف (الرياض)
للعام الثالث على التوالي تسعى قطر لمنع مواطنيها والمقيمين على أراضيها من أداء فريضة الحج، خامس أركان الإسلام، في خطوة لإقحام هذه الفريضة السماوية في أزمتها السياسية مع السعودية بعد مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لها. ورغم إدراك «نظام الحمدين» حتمية فشل محاولات توظيف الحج ضمن أجندته المعادية للسعودية في العامين الماضيين، إلا أنها تواصل استنساخ التجربة الإيرانية الفاشلة، رغم إدراك طهران استحالة هذه الفرضية وتراجعها عن تسييس الحج واستمرار وصول حجاجها إلى المشاعر المقدسة واستقبالهم من الجانب السعودي أحسن استقبال رغم قطع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران.
ومع استمرار الدوحة في إطلاق حملاتها المشبوهة للإساءة للسعودية ومنع مواطنيها من أداء فريضة الحج للعام الثالث على التوالي ووضع العراقيل في طريق مكاتب الحج والعمرة في الدوحة لإفشال سفر من يرغب من مواطنيها إلى الحج، على أمل إلصاق تهمة التضييق بالسلطات السعودية، اعتبر مسؤولون ومراقبون سعوديون أن ما تقوم به الدوحة «مراهقة سياسية» لا طائل من ورائها، وأكدوا في تصريحات لـ «الاتحاد» أن كل ما تقوم به قطر لن ينهي أزمتها بل سيعمقها كما سيسبب لها حرجاً بالغاً داخلياً وعلى المستوى العربي والإسلامي والعالمي.
وفي هذا الإطار، قال عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور إبراهيم النحاس «قطر مصرة على تجريب المجرب الذي سبقته فيها إيران بعدة سنوات»، مشيراً إلى أن إيران أدركت عدم جدوى محاولاتها في تسييس الحج وأن هذه المحاولات تسبب لها الحرج بين الإيرانيين والعالم الإسلامي.
وأوضح ان وزارة الحج والعمرة السعودية كلما خصصت رابطاً إلكترونياً لتسجيل الحجاج القطريين تتم قرصنته وحجبه بواسطة النظام القطري، فتضطر إلى تخصيص رابط جديد لاستقبال الأشقاء القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج وتسهيل إجراءات قدومهم وتذليل كل العقبات التي تضعها حكومة بلادهم، مشيراً إلى أن قطر فعلت العام الماضي نفس ما تفعله حالياً وبرغم محاولاتها منع مواطنيها من الحج إلا أن التسهيلات السعودية لهم أدت إلى ارتفاع أعداد الحجاج القطريين إلى أكثر من النصف، حيث بلغ عددهم العام الماضي أكثر من 2400 حاج بعد أن كانت خلال السنوات الماضية في حدود 1200 حاج قطري فقط، وهو ما يؤكد فشل نظام الحمدين في تسييس الحج.
ومن جهته، اعتبر الباحث في العلاقات الدولية د. تركي بن عمر أن ما يقوم به نظام الحمدين من ترويج إعلامي ضد السعودية في موسم الحج وإصراره على منع الحجاج القطريين من الوصول إلى الأراضي المقدسة رغم كل الجهود التي تبذلها السعودية لاستقبالهم وتيسير إجراءاتهم هي «رعونة دبلوماسية» اعتادت السلطات القطرية على الاستمرار في انتهاجها مما سبب ضجراً في أوساط القطريين الذين سئموا من إقحام حكومتهم للحج في خصوماتها السياسية.
وأضاف أن لا أحد بمقدوره أن يزايد على السعودية في الحج الذي تعتبره المملكة خطاً أحمر بعيداً كل البعد عن خصوماتها السياسية، فالسعوديون يدركون أن الله سبحانه وتعالى قد خصهم من دون غيرهم من البشر باحتضان الحرمين الشريفين وخدمته وخدمة ضيوفه من الحجاج والمعتمرين من دون النظر إلى جنسية أو مذهب أو خصومة سياسية، فالسعوديون يبعدون الحج والعمرة عن السياسة.
وشدد على أن خدمة السعودية للحجاج والمعتمرين لا تحتاج إلى شهادات السعوديين ولا تحتاج إلى شركات إعلانية مدفوعة الثمن كما تفعل الدوحة، إذ يشهد عليها ملايين الحجاج من كافة بقاع العالم.
أما عضو مجلس الشورى السعودي السابق الدكتورة نورة بنت عبد العزيز الشمري فقد رأت أن نظام الحمدين يواصل للعام الثالث بث سمومه وأكاذيبه، معتقداً أن ممارسته قد تفيده في الخروج من عنق الزجاجة بعد مقاطعة المملكة له ويواصل مساعيه لتشويه صورة السعودية، والزعم بأن المملكة تمنع وصول حجاجه رغم أن السلطات المعنية استثنت الحجاج القطريين من حظر الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، والسماح لهم بالسفر مباشرة من الدوحة إلى مطارين في السعودية، على أي خطوط طيران عدا الخطوط الجوية القطرية.
وأوضحت أن وسائل الإعلام السعودية زارت مخيمات الحجاج القطريين والتي تقع بالقرب من منشأة الجمرات وطريق المشاة المظلل وطريق قطار المشاعر وشرحت كيف تمت تهيئتها بكل المتطلبات كالفرش ودورات المياه والصرف الصحي وشبكات المياه والكهرباء والإطفاء والإنذار المبكر عن الحرائق وتجهيز المطبخ الرئيس وتوفير ثلاجات حفظ الأطعمة وثلاجات مياه الشرب والمكيفات المركزية.
وأعربت الشمري عن ثقتها في أن الحجاج القطريين من مختلف دول العالم ومن داخل قطر سيصلون إلى الأراضي المقدسة كما حدث في الأعوام الماضية رغم الضجة الإعلامية التي يفتعلها نظام الحمدين، مشيرة إلى أن السعودية تعرف كيف تمنع الآخرين من تسييس الحج، وسوف تنشر أرقام الحجاج القطريين في نهاية الموسم.
