السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التمسك بالتراث.. واجب وطني وأمانة أخلاقية

التمسك بالتراث.. واجب وطني وأمانة أخلاقية
20 يناير 2019 02:28

في الوقت الذي تشهد فيه المجتمعات غزواً فكرياً وثقافياً، وأفكاراً مشبوهة بدعوى العولمة، بكل ما تحمله من وسائل تغيير وتشويه التقاليد العريقة للشعوب، وطمس هويتها وحضارتها وإرثها العريق، فإنه من الضرورة بمكان، التنبه لهذه الأخطار المحدقة، والعمل بوتيرة أكبر لأجل حفظ الموروث وتعزيز أركانه والتمسك بالعادات الأصيلة التي تمثل إرث الآباء والأجداد، ونقلها للأجيال المتعاقبة كواجب وطني وأمانة أخلاقية، لتبقى مفردات التراث العريق مصدر فخر واعتزاز لأبناء المنطقة، وحصناً منيعاً في وجه العولمة والفكر الظلامي والعادات الدخيلة.
ولا شكّ في أن مهمة حفظ الموروث تتطلب المزيد من الجهود للتأكيد على الخصوصية في زمن الفضاءات المفتوحة وتداخل الثقافات، ونرى أن تمسكنا بتراثنا العريق واعتزازنا به، السبيل الوحيد للحفاظ على خصوصية ثقافتنا وهويتنا الوطنية وعاداتنا الأصيلة.
ونحن في مهرجان سلطان بن زايد التراثي، نعمل بكل طاقتنا ونسخر الجهود والإمكانيات كافة، لنشر هذا الموروث وتعزيز أركانه وغرسه في نفوس الأبناء، وفتح نافذة على العالم لتعريف شعوبه بأصالة موروثنا وإبراز التاريخ العريق والوجه الحضاري لدولة الإمارات، التي استطاعت بفضل النهج الحكيم والرؤى الثاقبة للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن تمزج بين الماضي العريق والحاضر الزاهر، واستطاعت أن تحقق ريادة عالمية بمنجزاتها الحضارية في الوقت الذي حافظت فيه على إرث الآباء والأجداد وتمسكت بعاداتها الأصيلة، التي شكلت القاعدة والأساس للانطلاق نحو مستقبل أوسع أفقاً وأكثر إشراقاً، شعارها في ذلك المقولة الخالدة للوالد المؤسس، طيب الله ثراه: «من ليس له ماضٍ فليس له حاضر ولا مستقبل».
ونحن في المهرجان، وفي كل ما نعمل ونبذل، نسير على نهج الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ونستكمل مسيرته الخالدة، نستلهم من أفكاره وننهل من معينه، كما نعمل على تعزيز وترجمة الرؤى السديدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي سار على خُطى زايد، ومنح مفردات التراث كافة، رعاية كبيرة واهتماماً خاصاً من خلال توجيهات سموه، حفظه الله، بإقامة العديد من الفعاليات والمهرجانات الثقافية والتراثية التي تتصدر المشهد على مدار العام، وتعمل على ترسيخ موروثنا العريق ونشر ثقافته على المستوى العالمي.
لقد أبهرت دولة الإمارات، العالم، بما حققته من إنجازات علمية واقتصادية وثقافية، واستطاعت أن تعانق الفضاء في الوقت الذي تتمسك فيه بتراثها، فأبناء الإمارات الذين صنّعوا القمر الصناعي «خليفة سات» وحققوا هذا الإنجاز العالمي، وهذا السبق العربي، هم في الوقت نفسه حماة التراث، الحريصون على صونه وحفظه، فمهما بلغنا من أمجاد وحققنا من منجزات سنظل متمسكين بجذورنا وأصالتنا لأنها المعبّر الحقيقي عن خصوصية هويتنا وثقافتنا.
واليوم يسعدنا أن نعلن عن إطلاق الدورة الثالثة عشرة من مهرجان سلطان بن زايد التراثي في مدينة سويحان، وقد حققنا العديد من النجاحات والمنجزات، بعد أن أصبح المهرجان ملتقى سنوياً للاحتفاء بالموروث والثقافة والأدب، وجسراً للتواصل الثقافي والتراثي والأدبي والاجتماعي، وكلنا ثقة بأن المهرجان في دورته الجديدة سيحقق أهدافه كافة من خلال العديد من الفعاليات التراثية والثقافية والأدبية والفنية، وسوف يشكل فرصة مميزة للزوار والسياح والأجانب للاطلاع عن قرب على مفردات التراث ومكانته في المجتمع ومدى ارتباطه بحياة أبناء المنطقة قديماً وحديثاً.
ونتطلع في هذه الدورة إلى تحقيق المزيد من الريادة والتفرد والنجاح والوصول إلى آفاق أوسع، وقد وجهنا بتذليل كافة العقبات وتوفير الأجواء والأرضية والبيئة المناسبة لمشاركة فاعلة وزيارة مثمرة.
ونظراً لمكانة الإبل العربية الأصيلة وما تحظى به من اهتمام، فقد خصصنا الجزء الأكبر في هذا المهرجان للإبل الأصيلة، لأجل الحفاظ عليها والتشجيع على اقتناء الأجمل والأكثر أصالة منها، وقد وجهنا بضرورة تنوع الأشواط لكافة الفئات، وإتاحة الفرصة أمام جميع الملاك للمشاركة وتحقيق الفائدة والمساهمة في حفظ موروث الإبل ومواصلة الاهتمام بها والحرص على إنتاج أطيب سلالاتها لتحافظ على أصالتها وقيمتها التراثية.
ولأجل أن يكون المهرجان شاملاً يستهدف كافة الجنسيات والشرائح والأعمار، فقد أكدنا ضرورة تنويع الفعاليات والمسابقات، ليحقق جميع الزوار الفائدة ويكتسبوا معارف وثقافة جديدة.
وختاماً فإننا نتشرف بأن نرفع أسمى أيات الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على رعايته الكريمة ودعمه اللامحدود لهذا المهرجان والفعاليات التراثية كافة.
ونحن على ثقة بأن اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، وكافة اللجان الفرعية، على قدر كبير من تحمل المسؤولية والأمانة في التنظيم والمتابعة والتنفيذ، لإخراج المهرجان في أبهى حلة، ليواصل مسيرته ويؤدي رسالته السامية في إبراز الوجه المشرق لدولة الإمارات وتاريخها العريق ومستقبلها الزاهر، ونتمنى التوفيق لجميع المشاركين والزوار.


سلطان بن زايد آل نهيان
ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©