الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"بلومبرج": أميركا ترفض عرضاً قطرياً للتواصل مع طهران

"بلومبرج": أميركا ترفض عرضاً قطرياً للتواصل مع طهران
13 يوليو 2019 00:06

شادي صلاح الدين (لندن)

يرى كثير من المحللين السياسيين في العاصمة الأميركية واشنطن أن محاولات النظام القطري للإبقاء على علاقته الدقيقة مع الثلاثي، الولايات المتحدة، وإيران، وتركيا خطيرة جداً، وخاصة أن النظام مستمر فقط لأنه رغم أن العلاقة بين الدول الثلاث متوترة إلا أنها لن تصل إلى مرحلة المواجهة، ولكن إذا وصلت إلى هذه المرحلة فإن النظام القطري سيشهد «سقوطاً صعباً وطويلاً».
وذكرت وكالة «بلومبرج» الأميركية في مقال رأي أن قطر بمعزل عن جيرانها، تقوم بموازنة صداقاتها مع القوى المتنافسة الثلاث في الشرق الأوسط: الولايات المتحدة وتركيا وإيران، مشيرة إلى أن المقاطعة لم تغير سياسات قطر، لكنها جعلتها تعتمد أكثر على دعم القوى الإقليمية. وبينما تقدم كل من الولايات المتحدة وتركيا وإيران أشكالاً حاسمة من الدعم، تسعى قطر جاهدة أيضاً إلى أن تظهر أن لها فائدة مهمة في المقابل.
وقالت «بلومبرج»: تعتبر العلاقة الرئيسية لأمن قطر هي مع واشنطن. وتتركز هذه الشراكة في قاعدة العديد الجوية في قطر، والتي تستضيف 10 آلاف جندي أميركي.
ومنذ أن بدأت المقاطعة في صيف عام 2017، وافقت قطر على كل ما طلبته واشنطن تقريباً، بدءاً من اتفاقيات الحد من تمويل الإرهاب والاستسلام لنزاع الطيران المدني، والموافقة على عقود جديدة ضخمة للسلع العسكرية والتجارية الأميركية والخدمات ورفع مستوى القاعدة الجوية وتوسيعها. علاوة على ذلك، تحاول قطر تأطير علاقاتها الجيدة مع الجماعات الراديكالية حتى تظهر بأنها ذات فائدة للولايات المتحدة. وبتشجيع من إسرائيل، تم تزويد حماس بالمبالغ النقدية على أساس ربع سنوي للوفاء بكشوف الرواتب في غزة، واستضافت مؤخراً مفاوضات بين طالبان وأعضاء الحكومة الأفغانية.
وأضافت الصحيفة «خلال زيارته إلى واشنطن، عرض أمير قطر أن يكون جسراً للتقارب الأميركي الإيراني، لكن الولايات المتحدة لم تبد اهتماماً لأنها تريد تطبيق مزيد من العقوبات على إيران التي تعتبرها دولة مارقة».
وعلى صعيد آخر، أشارت بلومبرج إلى تصاعد حدة التوتر بين تركيا الحليف الثاني لقطر والولايات المتحدة بسبب عزم أنقرة على شراء منظومة صواريخ «إس 400»، مؤكدة أن الإصرار التركي على الصفقة ما هو إلا محاولة من جانب أنقرة لتقديم نفسها كقوة رئيسية في الشرق الأوسط.
وأكدت أن المفارقة هي أن قطر هي الشريك الرئيسي لتركيا في هذا الجهد، لأن البلدين هما المؤسسان لتحالف يدعم بشكل أساسي الجماعات المتطرفة، وخاصة جماعة الإخوان الإرهابية.
وأكدت بلومبرج أن واشنطن تفضل تجاهل هذا الجانب من جدول أعمال قطر الإقليمي، ولكن إذا استمرت تركيا في صعودها الإقليمي، فقد لا يستمر ذلك.
ومضى التقرير يؤكد أن التناقض أقوى مع الطرف الثالث الحليف لقطر، إيران، والتي يجب على قطر أن تحافظ على علاقات جيدة معها، وذلك بالنظر إلى أن معظم دخل الدوحة يأتي من حقل للغاز الطبيعي تشترك فيه مع إيران. ومنذ المقاطعة، اعتمدت الدوحة على حقوق الطيران في المجال الجوي الإيراني للحفاظ على استمرارية شركات الطيران الخاصة بها. لذا، وبينما تعمل قطر جاهدة لتزويد شركائها الأميركيين والأتراك والأصدقاء الإيرانيين بما يحتاجون إليه، وتمكنت من تحقيق التوازن بين هذه العلاقات الحساسة، لا يوجد الكثير الذي يمكن أن تقدمه أكثر منذ ذلك. وإذا حدث وأن تواجه اثنان من حلفائها الثلاثة، فقد تواجه قطر سقوطاً طويلاً وصعباً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©