الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«زايد».. أيادٍ بيضاء على موروث الهجن

«زايد».. أيادٍ بيضاء على موروث الهجن
20 يناير 2019 02:28

أبوظبي (الاتحاد)

ونحن نعيش اليوم أجواء احتفالية «مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2019»، نستذكر بكل الخير اهتمام وجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» في المحافظة على الموروث المتعلق بالهجن، والعادات والتقاليد الأصيلة التي تتصل بها. وجاء الاهتمام برياضات سباقات الهجن تعبيراً صادقاً عن الوفاء والاحترام للماضي وللتراث الذي تجسده الهجن العربية الأصيلة، وحرصاً على إحياء التراث الشعبي والمحافظة عليه من الاندثار، ومرت تلك الرياضات بمراحل عديدة اكتسبت من خلالها الكثير من الرعاية والاهتمام، وذلك من خلال إقامة مضامير السباقات وفق أحدث التصاميم والتقنيات التي تخدم هذه الرياضة التراثية المحببة لدى شعب الإمارات، وتوفير الرعاية الصحية لتقديم الخدمات الطبية لسلالات الهجن العربية الأصيلة وإكثارها، الأمر الذي جعل من هذه الرياضات قبلة الاهتمام، حتى أصبح لها نجوم ومهتمون وجمهور عريض، وبخاصة «المزاينة» التي يوليها مهرجان سلطان بن زايد التراثي، عناية ورعاية خاصة.

عادات وتقاليد
لقد اهتم الشيخ زايد، بكل ما يخص التراث والعادات والتقاليد البدوية الأصيلة وثقافة الصحراء، فقد كان يؤمن بأن الموروث الشعبي، هو «أمان ثقافي»، ويجب المحافظة عليه والعمل على استدامته، دون التّخلي عن العادات والتقاليد الأصيلة، التي تعكس جانب التمسك بالهوية الوطنية، مهما حققنا من تقدم ورفاهية ومظاهر حضارية على كافة المستويات.
لقد أخذ اهتمام الشيخ زايد بالإبل مظاهر وصوراً عديدة، باعتبارها جزءاً من تراث الدولة، وعملا مخلصاً على تطوير سلالات الهجن العربية الأصيلة، ومنحها عناية خاصة للحفاظ عليها، وأمر بإنشاء مختبر علمي متطور ومزود بأحدث التقنيات والوسائل العلمية في الهندسة الوراثية في مدينة العين، بهدف القيام بهذه المهمة، كما اهتم بسباقات الهجن العربية الأصيلة، والتي تعتبر إحدى الرياضات التراثية المميزة، والأكثر شعبية في الدولة وقدم لمالكي ومربي الإبل، دعماً سنوياً، لتمكينهم من الاستمرار في الحفاظ عليها.

أهم وسيلة نقل
أرسى الشيخ زايد قواعد الاهتمام بالرياضات التراثية، ومنها سباقات الهجن، التي تزدهر اليوم في كل إمارات الدولة، ومنها سباق الإبل التراثي في مهرجان سلطان بن زايد التراثي، وذلك بتسخير الإمكانيات اللازمة لتأخذ هذه الرياضات مكانتها اللائقة، ففي مجال سباقات الهجن، وجه بالحفاظ على الإبل لأهميتها القصوى في حياة المواطنين في السابق كأهم وسيلة نقل، ومصدر للغذاء، وكانت تمثل الارتباط بالماضي، كما وجّه المؤسسات ذات الصلة برعاية المهرجانات والسباقات التي تحظى في الإمارات باهتمام كبير، باعتبارها تراثاً عريقاً يربط الحاضر بالماضي.
وتعد الإمارات من أكثر الدول التي تهتم بموروثاتها الحضارية والثقافية، وتسعى جاهدة للحفاظ عليها وصونها، وتعريف الشعوب بمدى أهميتها لدى أبنائها، باعتبارها جزءاً من حياتهم، وخصوصية هويتهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم العربية الأصيلة، كما تحظى الإبل باهتمام القيادة الرشيدة من أجل تطوير سلالات الهجن العربية الأصيلة والعمل على علاجها والحفاظ عليها.
وتم خلال عام 1990، إنشاء مركز بيطري للهجن، أطلق عليه اسم «مركز الأبحاث البيطري» في منطقة الحيلية، بالقرب من مدينة سويحان، ويتألف من قسمين، أحدهما «لتوليد وتربية الجمال»، والآخر «للمختبرات البيطرية السريرية»، مزودين بكادر ميداني مسؤول عن علاج الإبل الموجودة لديه، وعن إدارة سباقات الهجن.

جوائز قيّمة
لقد أصبحت رياضة سباقات الهجن في ظل ما أرساه الشيخ زايد من اهتمام، رياضة تقليدية تمتاز بتنظيم جيد تجتذب عدداً كبيراً من الملاك والمضمرين ليس فقط داخل الدولة، بل في كل دول مجلس التعاون الخليجية، وبات لدى الدولة العديد من المهرجانات والسباقات التي تقام في سويحان والوثبة والمقام والعين والمرموم وغيرها من السباقات التي تطوف إمارات الدولة.
لا غرابة إذن أن يتمسك أبناء الإمارات اليوم بالهجن، الذي يعتبر ضمناً تمسكاً بالهوية والجذور، فهي حالياً ليس مصدر جاه فقط، وإنما استثمار قوي ودعامة من دعامات الاقتصاد الوطني، تضاف إلى أرقام الثروة الحيوانية في الإمارات، وهي قطاع اقتصادي متكامل، وهناك نشاطات اقتصادية كثيرة وكبيرة مرتبطة بها، فانتشار زراعة الجت «البرسيم» علفاً للحيوانات وأبرزها الهجن، وانتشار تجارة العلف بمختلف أنواعه، وصناعته، ثم العيادات البيطرية التي تخدم هذا الجانب، والعمال الذين يعملون في هذا القطاع ، وأيضاً ازدهار الأسواق المخصصة لبيع وشراء الإبل، وبخاصة جميلات النّوق للمشاركة بها في «مزاينات» مهرجانات الهجن، ومنها مهرجان سلطان بن زايد التراثي الذي يعيدنا إلى ذاكرة المجتمع القديم عند الآباء والأجداد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©