سوق مدينة جميرا.. أصالة الأسواق العربية القديمة تتحدى «المولات» العصرية

إلى الماضي وذكرياته الجميلة الأصيلة تصحبك «سوق مدينة جميرا» بكل ما فيها من تفاصيل بدءاً من تصميم البناء والممرات الضيقة المبنية حسب البناء المعماري القديم، وصولا إلى البضائع المعروضة وطريقة عرضها. رحلة ممتعة شيقة يقضيها الزائر لدى تجواله في هذه السوق القديمة الفاخرة في نفس الوقت. ففي ممرّاتها الضيّقة يوجد كلّ ما يشتهى من مشتريات تراثية أو عصرية راقية، فضلا عن المطاعم وصولاً إلى ساحة المسرح التي يفضي إليها السوق والمطلّة على بحيرة مائية تحيط بجميع جوانبه، يمكن للسائح السير فيها باستخدام العبرات المائية القديمة، والتنقل من وإلى فنادق «مجموعة جميرا» وسوقها التراثي الجميل. دهاليز ودكاكين وتشبه «سوق مدينة جميرا»، التي افتتحت عام 2004،في تفاصيلها الأسواق العربية القديمة في الأزمنة الماضية، حيث الجدران الحجرية والممرّات الضيّقة المحاكية للدهاليز، والدكاكين التي تعرض بضاعتها بطريقة تقليدية، ويبلغ عددها 72 محلاً تعرض مختلف المنتوجات من ملابس ومجوهرات وتحف مشغولات تراثية يدوية وأقمشة وعطور وألعاب أطفال وإكسسوارات، فضلاً عن الأكشاك الخشبية المحمّلة بالبضائع والمتناثرة في ممرات السوق، إلى جانب 21 مطعماً ومقهى تقدم نكهات عربية وعالمية. كما تتألق في السوق «البراجيل» والإضاءة المدروسة بعناية، والأقواس الخشبية المزخرفة والجسور الحجرية، وكذلك مسرح المدينة، الذي يستضيف بشكل دائم فعاليات منوعة لتسلية الزوار، الأمر الذي جعل من السوق مكانا مثالياً للسياح والزوار من خارج وداخل الدولة، ينافس بفخامته وأصالته المراكز التجارية العملاقة. وتجسد»سوق مدينة جميرا» بكل ما فيها، بحسب ميساء تركاوي، مدير الاتصالات المؤسسية لـ»مجموعة جميرا»، مدينة دبي القديمة، لتحكي قصة الحياة التي كانت سائدة هنالك آنذاك وهي حياة قائمة على التجارة البحرية وصيد الأسماك، كما شكلت فيها «العبرات» وسيلة تنقل وحيدة، فالممرات المائية ترمز إلى «خور دبي»، وميناء السلام يرمز إلى «ميناء دبي» الذي كانت تحط فيه البضائع من بلاد الشام والهند وبلاد فارس والصين، وهذا الأمر الذي يلحظه الزائر في التصميم الداخلي لميناء السلام، وفندق القصر، وهما فندقان تابعان لذات المجموعة. ولأن السوق تقع ضمن منطقة فنادق مهمة مثل «ميناء السلام» و»دار المصيف» و»القصر»، إضافة إلى «مركز المؤتمرات» و»تاليس سبا»، فهي تستقبل زواراً من مختلف الجنسيات، كما أن الجولات على العبرات في الممرات المائية لمدينة جميرا مقابل 50 درهماً للشخص الواحد تشكل عامل جذب إضافياً «لسوق مدينة جميرا».