الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزواج الإفتراض يكشف إضطرابات الشخصية

الزواج الإفتراض يكشف إضطرابات الشخصية
7 ديسمبر 2005

محمد صلاح الدين:
نسمع كثيرا عن أنواع وتصنيفات الشخصية، عن الشخصية النرجسية والوسواسية والفصامية والقهرية والهستيرية والبارانويدية والانعزالية والسيكوباتية والمزاجية والاعتمادية والسلبية العدوانية، فتختلط في أذهاننا التعريفات والصفات ويبدوا الأمر غامضا· وأفضل طريقة لفهم كل نوع من أنواع الشخصية هو التعرف على كيفية تصرف صاحب كل منها تجاه موقف واحد مشترك·
تجربة الزواج هي الموقف المشترك الذي يتعرض له أصحاب الشخصيات المختلفة، ومن تباين التصرفات نستطيع أن نتعرف على أهم ملامح كل نوع من أنواع الشخصية· والنموذج التطبيقي الذي لا يخلو من طرافة يقدمه لنا البروفيسور محمد غانم أستاذ الطب النفسي في كلية الطب جامعة عين شمس، من خلال موقف افتراضي ثابت هو قرار الزواج·
صاحب الشخصية البارانويدية عندما يفكر في الزواج تقفز إلى ذهنه الهواجس والأفكار السيئة، فهو يشك في سلوك الجميع وليس هناك من يأتمنها، لان كل الفتيات لهن ماض وعرفن رجالا قبله، ولذلك هو يفكر في الكثيرات ثم يستبعدهن لغلبة الشك عليه، ثم يختار عادة بنتا صغيرة في السن جدا يراقبها ونكاد نقول 'يربيها على يديه' حتى يطمئن أن ليس لها ماض· ورغم ذلك يتسلل الشك إلى نفسه، فهي صغيرة، وربما بعد فترة تبحث عمن هو في مثل سنها· إذن قرار الزواج يعذب صاحب الشخصية البارانويدية الشكاكة وقد تحرمه شكوكه من الارتباط أو قد تسبب له مشاكل هائلة بعد الزواج·
أما صاحب الشخصية الوسواسية فهو يتردد كثيرا في اختيار من تصلح لكي تكون شريكة حياته وأم أبنائه· فكل فتاة لها محاسنها لكنها لا تخلو من العيوب، وهكذا يأخذ في المقارنة بين الحسنات أو المميزات وبين العيوب، ثم يغلبه التردد فيفكر في غيرها وغيرها، ويستمر هكذا حتى يفوته قطار الزواج، اللهم إلا إذا إضطرته الظروف إلى اختيار محدد، كالوقوع تحت ضغط هائل من الأسرة مثلا أو التعرض لمشاكل بسبب كونه غير متزوج· ومعظم من يضربون عن الزواج من أصحاب الشخصية الوسواسية·
أما صاحب الشخصية الاعتمادية فأن تعامله مع قرار الزواج يكون مختلفا، فهو لا يستطيع الاختيار وحده، ولابد أن يتدخل الشخص الذي يعتمد عليه في القرار ويتخذه له، سواء كان هذا الشخص الذي يعتمد عليه هو أمه أو والده أو شقيقه أو أي شخص آخر· فقرار مصيري مثل الزواج لابد أن يضع الشخص المسؤول عنه معنويا بصمته عليه ويفرض عليه شروطه، وبالطبع من الممكن أن ينتهي كل شيء حين يقرر هذا الوصي المعنوي إنهاء الموضوع·
وصاحب الشخصية المزاجية يتعامل مع الموقف حسب حالته المزاجية والانفعالية أي أن مزاجه يؤثر على قراره وقراره لا يكون ثابتا طوال الوقت، فهو تارة يرى الفتاة المرشحة لكي تكون شريكة حياته أفضل من خلق الله من النساء، وتارة أخرى لا يجد فيها سوى العيوب ويندهش من كيفية إقدامه على اختيارها· تارة يخاف من حسد الناس لأنه سيتزوجها وهي المرغوبة من الجميع لصفاتها الرائعة، وتارة يعتقد انه أشقى الناس لأنه تورط في اختيارها·· وفي النهاية يتوقف القرار على الحالة المزاجية له عند اتخاذه·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©