عدد اليوم
محمد صلاح (رأس الخيمة)
على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة وانتهاء موسم الزراعة الصيفية في الإمارات إلا أن هناك بعض المزارع لا تزال تجود بالخضراوات الورقية التي تجد طريقها للأسواق المحلية في عدد من مناطق الدولة خاصة في إمارة رأس الخيمة ومنطقة العين.
وقال حمد العواني أحد المزارعين في رأس الخيمة: إن هطول الأمطار خلال الفترة الماضية أسهم في تقليل ملوحة المياه الجوفية التي تعتمد عليها المزارع في الزراعة، مشيراً إلى أن موسم الزراعة الصيفية انتهى في الإمارات حالياً مع ارتفاع درجات الحرارة التي تؤثر على درجة حرارة التربة.
وأوضح أن هناك بعض المزارع لا تزال تجود بالخضراوات الورقية في عدد من المناطق مثل منطقتي جبل جيس ومسافي في رأس الخيمة، حيث أسهمت كميات الأمطار الشديدة على جبل جيس في تحسين عملية الري بالنسبة لهذه المزارع كما أن درجات الحرارة المنخفضة في المنطقتين تعتبر عاملاً مهماً لاستمرار هذه المزارع في الإنتاج حتى الآن.
وأضاف: بعض المزارع التي لديها صوبات بتهوية جيدة لا تزال تنتج فعلياً وهذا الأسلوب على الرغم من تكلفته العالية خلال فصل الصيف إلا أنه يعد من الأساليب المبتكرة في الزراعة.
من ناحيته، أكد علي خميس المحرزي أحد المزارعين في مسافي أن علمية الزراعة غالباً ما تكون مرتبطة بعاملي الري والطقس وبصفة عامة هناك تحسن في المياه الجوفية خاصة بعد هطول كميات كبيرة من الأمطار خلال الفترة الماضية على معظم المناطق حيث أدى ذلك لتراجع ملوحة الآبار وصلاحيتها للزراعة، مشيراً إلى أن بعض المزارع في منطقة مسافي غنية بإنتاج الفواكه والخضراوات خاصة المانجو والرطب والذي بدأ موسم جنيه حالياً، لافتاً إلى أن منطقة مسافي من المناطق المهمة في الزارعة، حيث تكثر بها الأشجار المثمرة.
وأضاف: إن بعض المزارعين لجأ إلى البيوت البلاستيكية «الصوبات» والتي أسهمت في استمرار الموسم الزراعي لبعض المنتجات مثل الخيار وبعض المنتجات الورقية.
وقال طاهر خان مسؤول بإحدى المزارع في بجبل جيس: إن الموسم الزراعي لن ينتهى في موعده هذا العام نظراً لتوفر المياه في جبل جيس الذي شهد أمطاراً غزيرة لا تزال هناك كميات منها خلف بحيرة سد وادي البيح التي أسهمت في استمرار عملية التغذية للآبار الجوفية التي تعتمد عليها هذه المزارع في عمليات الري، مشيراً إلى أن هذا العام شهد انتعاشا للمنتجات الورقية مثل الكزبرة والبقدونس والبصل والفجل والخس والنعناع وغيرها، إلى جانب الطماطم والكوسا والملفوف وكانت هناك كميات كبيرة من هذه المنتجات تورد للسوق المحلي من مختلف مزارع الإمارة، ما أسهم هذا العام في عدم ارتفاع أسعار هذه المنتجات مقارنة بالمواسم السابقة خاصة خلال شهر رمضان.
وأوضح عبد الله الشحي من منطقة شعم وأحد المزارعين بأن موسم الزراعة في الإمارات ينتهي كل عام آخر شهر مايو ويبدأ المزارعون أوائل أكتوبر إعداد مزارعهم للمحاصيل الشتوية، لافتاً إلى أن بعض المزارع أدخلت طرقاً حديثة في الزراعة مثل استخدام الصوبات جيدة التهوية إلى جانب الصوبات العادية وقد نجح المزارعون في التغلب على حرارة الأجواء خلال هذه الفترة بمثل هذه التقنيات التي يمكن أن تمد الموسم الزراعي لمدة شهر آخر.
وأشار إلى أن المزارعين خاصة الذين لديهم مزارع نخيل بدؤوا موسم جني الرطب حالياً، مشيراً إلى أن هناك اهتماماً متزايداً بالزراعة في الإمارات بصفة عامة مع عودة الأمطار لسابق عهدها.
