الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فقدان الشهية العصبي خطر يهدد الباحثات عن الرشاقة

فقدان الشهية العصبي خطر يهدد الباحثات عن الرشاقة
28 ابريل 2011 22:01
يبحث الكثير منا عن القوام الرشيق والجسم المتناسق، لارتباط الرشاقة بالصحة، ولكن البعض قد يتحول لديه الأمر إلى ما يشبه الهوس، فيلاحق النحافة حتى الموت، خاصة الفتيات المراهقات اللاتي يبحثن عن بصيص الأمل في أن تكون أجسادهن مثل عارضات الأزياء، هذا ما يؤكده الدكتور سمير سامي أخصائي التغذية والسمنة وعضو الجمعية الطبية لعلاج وأبحاث السمنة. (أبوظبي) - يقول الدكتور سامي: «يعد مرض فقدان الشهية العصبي Anorexia هو أحد أكثر مشاكل اضطرابات الأكل التي تناولتها أبحاث السمنة والنحافة والتغذية العلاجية والطبية والأبحاث النفسية، فهذا المرض الذي يرتبط بجانب نفسي مهم يؤدي للوفاة خلال فترة وجيزة إذا لم يتم علاجه نفسياً واجتماعياً بشكل مناسب». هوس النحافة يتابع الدكتور: «يعتبر هذا المرض اضطراباً مزعجاً ومزمناً، وتشكل الفتيات في سن «المراهقة» نسبة كبيرة من ضحاياه، وربما قبل هذا السن أو ربما أكبر من ذلك أيضاً. ومرضاه عادة هم الناس المهووسون بالنحافة، فيعمدون إلى قمع مشاعر الجوع بهدف السيطرة على رغبتهم بتناول الطعام، ويقومون بذلك عن طريق الامتناع عن تناول الطعام لوحدهم أو إخفاء حصتهم من الطعام بحجة أنهم سيأكلون لاحقاً، ويبالغون - في مرحلة ما - فيصلون لمرحلة الاقياء الذاتي للتخلص من الطعام البسيط الذي تناولوه». معظم ضحايا هذا الاضطراب النفسي هن الفتيات، يتابع الدكتور: «تميل معظم الفتيات إلى اتباع حميات صارمة لتحقيق جسم «مثالي». متأثرات بالضغط الاجتماعي والحضاري عليهن بحسب ما يشاهدن في الإعلانات وأجهزة الإعلام. لكن يمكن أن تصاب شرائح أخرى من المجتمع باضطرابات التغذية مثل الرياضيين، والممثلين، والراقصين، وعارضات الأزياء، والشخصيات التلفزيونية التي أصبحت النحافة بالنسبة إليهم متطلباً للشهرة والاحتراف. وبالنسبة للشخص المصاب باضطراب التغذية يصبح همه الوحيد البقاء مسيطراً على وزنه وينسى كل شيء حوله وفي حياته». يذكر الدكتور طريقة تغلغل المرض في الجسد فيقول: «تحاول الفتاة عمل حمية غذائية - رغم نحفها الزائد - فيسبب الجوع الضرر والجفاف للأعضاء الحيوية مثل القلب والدماغ. كما يؤثر على العمليات الحيوية الأساسية في الجسم. حيث ينخفض معدل النبض، وضغط الدم، ونسبة المواد المغذية في الجسم، مثل فقدان الكالسيوم من العظام، الذي يصبح هشاً وعرضة للكسر. وقد يقود هذا الاختلال إلى الوفاة نتيجة اختلال بعض المواد المعدنية التي لها علاقة بعمل القلب». متعدد الأوجه الاضطرابات النفسية المرتبطة بالتغذية مختلفة، أبرزها مرض فقدان الشهية العصبي، ومرض الإفراط في تناول الطعام. يذكر الدكتور سامي هذا الفرق ويقول: «الأشخاص الذين يعانون «مرض فقدان الشهية العصبي» يجوعون أنفسهم، ويتحاشون الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية ويمارسون التمرينات الرياضية بشكل دائم. أما الأشخاص الذين يعانون من مشكلة أو مرض «الإفراط في تناول الطعام» فإنهم يتناولون كميات ضخمة من الطعام، ثم يتخلصون من هذا الطعام مباشرة بعد تناوله، أو يأخذون المسهلات أو مدرات البول لكي لا يزيد وزنهم. وعادة لا يفقدون النسبة نفسها من الوزن، كما هي الحال عند الأشخاص الذين يعانون مرض فقدان الشهية العصبي». يذكر الدكتور أسباب إصابة الأشخاص بمرض الشهية ويقول: «السبب الذي يجعل بعض الناس يصابون بمرض فقدان شهية العصبي متعدد الأوجه. قد يعتقد هؤلاء المرضى بأنهم سيكونون ناجحين أو أكثر سعادة إذا كانوا نحيفين. حيث غالباً ما يريدون كل شيء في حياتهم أن يكون مثالياً حسب رؤيتهم ووجهة نظرهم فقط. والأشخاص الذين يعانون هذا المرض هم عادة طلبة». مشاكل المرض لمرض فقدان الشهية العصبي أسباب ومشاكل عدة يذكر الدكتور سامي ذلك. ويقول: «البنات اللواتي يعانين مرض فقدان الشهية عادة يتوقف عندهن الحيض. كما أن الأشخاص الذين يعانون هذا المرض يكون لديهم جفاف في الجلد، وشعر الرأس يكون متقصفاً وضعيفاً. ويمكن أن يكون لديهم نمو شعر رفيع على جميع أنحاء أجسامهم، وقد يشعرون دائماً بالبرودة، أو يشعرون بالمرض أغلب الأحيان، كما أن النحافة الزائدة تؤثر على الجهاز المناعي. فيصبحون في أغلب الأحيان ذوي مزاج متعكر، ويجدون صعوبة في التركيز ويفكرون دائماً في الأكل». ويؤكد الدكتور: «ليس صحيحاً أن الناس الذين يعانون هذا المرض لا يعانون الجوع أبداً، وهذا خطأ. فهم في الحقيقة يعانون الجوع دائماً، وهذا الإحساس يعطيهم شعوراً بالتحكم في حياتهم وأجسامهم ويجعلهم يشعرون بأنهم يجيدون عمل ما يساعدهم على إنقاص الوزن». من جانب آخر يمكن الكشف عن المصاب بهذا المرض كما يقول الدكتور سامي: «إذا كان هناك نقص في الوزن بمعدل أقل من 20% من الوزن المطلوب، أو أن يكون الشخص وزنه أقل من 45 كيلو جراماً. وكذلك اختلال عمليات الأيض وهذه أيضاً من المضاعفات الخطيرة والتي قد تسبب الكثير من المشاكل الصحية». علاج المرض معالجة مرض فقدان الشهية العصبي أمر صعب، ويحتاج إلى دقة عالية وترتيب طبي شامل، تغذوي ونفسى، عن ذلك يوضح الدكتور: «أصحاب المشكلة يعتقدون بأن ليس لديهم مشكلة، وهذه أهم نقطة يجب التركيز عليها، وإفهامهم بخطورة المشكلة، حيث يمكن علاج المرض في المراحل المبكرة، (أقل من 6 أشهر من بداية المرض أو بعد فقدان قدر قليل من الوزن)، بنجاح من دون الحاجة لإدخال المرضى إلى المستشفى، ولكن حتى تكون المعالجة ناجحة، كما يؤكد الدكتور، يجب أن يكون لدى المرضى رغبة في التغيير وأن تكون لديه عائلة وأصدقاء يقومون بمساعدته، أما الأشخاص الذين يكون مرضهم أكثر خطورة فإنهم يحتاجون إلى العناية في المستشفى. وتتضمن المعالجة أكثر من تغيير عادات أكل الشخص، حيث يحتاج المريض إلى الإرشاد لمدة سنة أو أكثر في أغلب الأحيان حتى يستطيع العمل على تغيير المشاعر المسببة لمشاكل أكله. هذه المشاعر قد تكون متعلقة بمشاكل وزنه، وحتى يمكن مساعدة المريض يصف الدكتور المختص بمعالجة هذا المريض بتناول الأدوية التي تجعله أقل اكتئاباً مع الإرشاد والتوجيه والمتابعة المستمرة من قبل العائلة التي من واجبها أن تغمر المريض في هذه الفترة بالحب والأمان والطمأنينة والراحة»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©