"صحة دبي" تدخل الذكاء الاصطناعي في الأشعة الصدرية وفحص العيون

سامي عبد الرؤوف (دبي)

أخبار ذات صلة

حمدان بن محمد بن زايد: القيادة ترعى المواهب الشابة

أبوظبي تُهدي العالم أكبر قارب «ثلاثي الأبعاد»

أعلنت هيئة الصحة في دبي عن أنها بدأت فعلياً بتوظيف الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة، منها مجال فحص شبكية العين والأشعة الصدرية، وأثبتت النتائج التجريبية نجاح المشروعين، حيث بلغت دقة النتائج أكثر من 95%، مشيرة إلى أنه تم الانتهاء في وقت سابق من الربط الإلكتروني بين نظام «سلامة» والشركات التي ستقدم خدمات الذكاء الاصطناعي.
وكشفت الهيئة عن دراسة لإدخال تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في عمليات الأنف والأذن والحنجرة، وتحديداً لعمليات الرقبة والغدة الدرقية، لدقتها العالية مقارنة بالطرق التقليدية، وتقليل المواد المستخدمة، مؤكدة أنها مستمرة في تسخير هذه التكنولوجيا الواعدة لخدمة الإنسان، وتعزيز مكانة دولة الإمارات ودبي بصفتها مركزًا رائدًا على مستوى المنطقة والعالم في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد بحلول عام 2030.
وقال الدكتور محمد الرضا، مدير مكتب إدارة المشاريع في هيئة الصحة بدبي: «بدأنا بإدخال الذكاء الاصطناعي لفحص شبكية العين، عبر تصوير قاع العين، والاستفادة من بنك المعلومات والتفاصيل الخاصة كافة بالمريض».
وأضاف: «أصبح تحليل تلك البيانات، وتشخيص الحالة عن طريق الذكاء الاصطناعي، وأيضاً قراءة الصورة وتحليلها، وتقديم تقرير مباشرة عن الحالة، في وقت قياسي، وتم تفعيل ذلك في مركز دبي للسكري في المرحلة الأولى، ومتوقع تفعيله في المراكز والمستشفيات كافة التي تقدم خدمات فحص الشبكية في الفترة المقبلة».
وأشار الرضا، في تصريحات أمس، على هامش اختتام فعاليات مؤتمر الإمارات التاسع لأمراض الأنف والأذن والحنجرة والسمعيات واضطراب التواصل بدبي، إلى أن الهيئة فعلت فحوص الأشعة بتوظيف الذكاء الاصطناعي في إحدى مراكز اللياقة الطبية، ومتوقع تفعيلها في المراكز الأخرى في الفترة المقبلة، وقد تم إجراء أكثر من 5000 أشعة عبر توظيف الذكاء الاصطناعي، وبمقارنة النتائج فقد كانت أكثر دقة.
وذكر أن دقة القراءة للأشعة بلغت 95% بالذكاء الاصطناعي، وهي نتائج ثابتة، أما نتائج الأطباء فتكون أحياناً متغيرة ومتفاوتة، مشيراً إلى أن من خلال الذكاء الاصطناعي يمكن أن تحول نسبة 5% فقط من الأشعة إلى الأطباء، وهي النسبة التي يمكن أن تكون لديها مشاكل صحية، أما نسبة 95% من الأشعة، التي لا توجد لدى أصحابها مشاكل صحية، فيمكن اعتماد وعدم تضيع الوقت والجهد في عرضها على الأطباء، والاكتفاء بالذكاء الاصطناعي القيام بذلك.
ولفت مدير مكتب إدارة المشاريع في هيئة الصحة بدبي إلى أن حالات الأشعة التي أظهر الذكاء الاصطناعي أن لدى أصحابها مشاكل صحية، تم تحويلها إلى الأطباء، وتأكد أن نتائج الذكاء الاصطناعي صحيحة ودقيقة.
وأشار الرضا إلى أن بعض التخصصات الطبية بالإمكان إدخال الذكاء الاصطناعي، خاصة المجالات التي تعتمد على التكرار، ففي هذا المجالات، الذكاء الاصطناعي يجعلك لست في حاجة لرؤية الطبيب، على عكس ما يحدث في الوقت الراهن.
وأكد الرضا حرص الهيئة على توظيف أحدث التقنيات العالمية فائقة المستوى في خدماتها الصحية، لخدمة توجهات الدولة، وتعزيز مكانة دبي في مجال الذكاء الاصطناعي على الصعيد الدولي، وذلك عبر تنفيذ العديد من البرامج التطويرية المتصلة بالذكاء الاصطناعي وتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وغيرها من التقنيات الأحدث عالمياً، وذلك بشراكة مثمرة مع كبريات المؤسسات والشركات العالمية الرائدة في هذا المجال.
وشمل المؤتمر في يومه الثالث، والأخير أمس، حلقات نقاشية لمختلف التخصصات المتعلقة بالأنف والأذن والحنجرة، تتمحور حول السمعيات والتخاطب والاتزان واستخدام الليزر في جراحات الأنف والأذن والحنجرة. كما عقدت محاضرات عن أمراض وجراحات الأذن والأنف والجيوب الأنفية والشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم، وكذلك العمليات التجميلية والوظيفية المتعلقة بالأنف.
وتضمنت أعمال المؤتمر ورش عمل علمية متخصصة، تمحورت حول جراحات الأذن الدقيقة باستخدام الميكروسكوبيات، وتدريب الأطباء على رؤوس بشرية حقيقية تم جلبها خصيصاً من الولايات المتحدة الأميركية، وعلى استخدام المنظار في جراحات الجيوب الأنفية.
كما عقد المؤتمر ورشة عمل حول الجراحات التجميلية للأنف واضطرابات النوم والشخير.
وحظي المؤتمر بحضور عدد كبير من الأطباء والمختصين والمهتمين بهذا المجال، وباهتمام واسع من الجمعيات الإقليمية الرئيسة، ومن أبرزها «الجمعية الخليجية لأمراض الأذن والأنف والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة»، و«الجمعية العربية لأمراض الأذن والسمع»، و«الجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة»، وغيرها من جمعيات علم أمراض الأنف العربية، بوصفه أكبر مؤتمر متخصص بطب الأذن والأنف والحنجرة على مستوى المنطقة.