الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

"الأبيض" يضع خطة عبور قيرغيزستان

"الأبيض" يضع خطة عبور قيرغيزستان
19 يناير 2019 00:02

معتز الشامي (أبوظبي)

يؤدي منتخبنا الوطني الأول تدريباً قوياً مساء اليوم على ملعب جامعة نيويورك بأبوظبي، استعداداً للمواجهة المرتقبة بعد غدٍ أمام منتخب قيرغيزستان في دور الـ16، وهو المنافس الطموح، الباحث عن إنجاز تاريخي في مشاركته الأولى في كأس آسيا، والتي شهدت صعوده لهذه المرحلة من البطولة كإنجاز تاريخي، ويعتبر مران اليوم هو أساس وضع خطة العبور إلى دور الثمانية للبطولة.
وكان الجهاز الفني قد استغل ارتفاع المعنويات بين جميع اللاعبين، بعد حسم بطاقة التأهل في صدارة المجموعة إلى الدور التالي، وقرر الفصل بين المرحلتين الأولى والثانية براحة سلبية 24 ساعة حصل عليها اللاعبون الأسبوع الماضي عقب مباراة تايلاند، وخرجوا من المعسكر، وهو ما خفف الضغوط عن الجميع، وأعاد التركيز والهدوء لأروقة المنتخب الوطني.
وتشهد المرحلة الثانية من إعداد منتخبنا الوطني تحديد الجهاز الفني بقيادة الإيطالي زاكيروني 3 مبادئ أساسية يتم التركيز عليها بالفعل، الأولى تتعلق بضرورة تطوير الأداء لمواصلة الزحف نحو الوصول إلى نهائي البطولة، ولكن ستكون البداية بالتعامل مع كل مباراة بمفردها بحسب قوة المنافسة وقدراته البدنية والفنية والمطلوب في مواجهته، أما الثانية فستكون بإجراء بعض التغييرات الفنية والتكتيكية في تشكيل وطريقة لعب «الأبيض»، سواء من حيث تكليفات اللاعبين والمهام التي سيؤدون بها أو بالدفع بعناصر تشارك أساسياً للمرة الأولى، وادخار بعض «الأوراق الرابحة» للشوط الثاني أو بحسب مجريات المباراة المقبلة.
وثالث تلك المبادئ، التي يركز عليها الجهاز الفني هي كشف نقاط القوة والضعف في صفوف المنتخب المنافس في كل مباراة، وهو ما حدث مؤخراً، حيث ركز زاكيرواني على اجتماعات الفيديو، التي شهدت شرح تكتيك المنتخب القيرغيزستاني، ونقاط القوة والضعف في أدائه داخل الملعب، وخطورة لاعبيه وأدائهم الدفاعي المعتمد على الهجمات المرتدة، وهو ما يتطلب ضرورة امتلاك الكرة، والسعي للتسجيل المبكر عبر التسديد من خارج المنطقة، أو نقل الكرات المباشرة لعمق دفاع المنافس، باستغلال مهارات اللاعبين في الخط الأمامي، وسيكون خيار اللعب برأسي حربة، وهما أحمد خليل وعلي مبخوت، من الخيارات المتاحة في فكر الجهاز الفني للمنتخب، بالإضافة إلى استغلال إسماعيل مطر لفترة أطول خلال المباراة، سواء منذ البداية أو في الشوط الثاني.
وكانت المحاضرة التي جمعت زاكيروني بلاعبي المنتخب الوطني، أول من أمس، سبباً في تأجيل تدريبات المنتخب لمدة ساعة تقريباً، حيث كان يفترض أن يؤدي المنتخب تدريبه في السادسة مساء، فمحاضرة الفيديو باتت وسيلة يومية لتجهيز اللاعبين للتدريبات، وشرح الأساليب التي سيتم التركيز عليها داخل الملعب، وبعض تكتيكاته الخاصة بالتجهيز للمباراة.
ويسعى الجهاز الفني لاستغلال الأوراق الرابحة في قائمة المنتخب بحسب قوة المنافسات في مرحلة خروج المغلوب، لاسيما في ظل مطالب الجماهير بضرورة تقديم الأداء الجيد، بالإضافة إلى النتيجة الإيجابية، ولا يزال الجهاز الفني يهتم بأداء «الأبيض» من أجل الفوز فقط، وهو الأهم في البطولات المجمعة، وهو أيضاً المقدم على الأداء الجيد الذي لا يكون مفيداً في حال تحققت نتائج سلبية بالخسارة في المباريات.
ويستغل الجهاز الفني التدريب الأساسي، مساء اليوم، للاستقرار على التشكيلة الأساسية التي ستخوض المواجهة المرتقبة، والاستقرار على طريقة اللعب، والتي لن تشهد الكثير من التعديل، ولكنها ستكون أكثر جرأة هجومية، لاسيما في الشوط الأول، سعياً للبحث عن التسجيل المبكر وهز شباك المنتخب القيرغيزي، والحصول على الثقة اللازمة والدفعة المعنوية في مثل هذه المباريات، التي تحتاج إلى أن يؤديها المنتخب بروح المبادرة.
أما عن أهم الملامح التي يركز عليها الجهاز الفني في التدريبات مساء اليوم وغداً، قبل المواجهة المرتقبة، فستكون بضرورة أن يتحرك المهاجمون ولاعبو الوسط من دون كرة، في مناطق صنع الخطورة، ما يسهل مهمة علي مبخوت للانطلاق في عمق الدفاع القيرغيزي، ويسهل أيضاً مهمة القادمين من الخلف، لتشكيل الزيادة العددية أمام منطقة الـ18 للمنافس، بهدف استغلال قلة الخبرة الدفاعية التي ظهرت في أداء لاعبي المنتخب المنافس في البطولة، لاسيما من حيث ضعف التمركز، ومن ثم الانقضاض عليه وهز الشباك لضمان الفوز والصعود للمرحلة التالية من البطولة والدور ربع النهائي، وانتظار الفائز من مباراة أوزبكستان وأستراليا.
وأخضع الجهاز الفني لمنتخبنا مباريات منتخب قيرغيزستان للدراسة الكاملة، وبدأ زاكيروني «مذاكرة» المنافس، وحرص على إرسال عناصر من الجهاز لحضور المباراة الأخيرة للمنتخب القيرغيزي التي شهدت تأهله كثالث المجموعة الثالثة، كما سبق وحضر المدرب سليم عبد الرحمن، المدرب المساعد، مباراة منتخب قيرغيزستان أمام الصين، بالإضافة إلى متابعة بعض المباريات لمنتخبات البطولة قبل انطلاق كأس آسيا لتجهيز صورة كاملة عن نقاط القوة والضعف لتلك المنتخبات.
ويعتبر تأهل منتخب قيرغيزستان مفاجأة من مفاجآت البطولة، حيث إنها المشاركة الأولى لهذا المنتخب المغمور في تاريخ كأس آسيا، ولكنه نجح في ترك بصمته واللحاق بركب الفرق المتأهلة لدور الـ16.
ومن واقع تحليل الجهاز الفني لمنتخبنا لأداء الفريق القيرغيزي ولاعبيه، يحتاج المنتخب إلى أن يلعب بحذر شديد أمام منتخب يلعب على المرتدات وإغلاق المنطقة، كما يمتلك لاعبين مميزين في خط الوسط، فضلاً عن تمتع لاعبيه بالطول والقوة البدنية واللياقة التي تمكنهم من مجاراة منتخبات البطولة، وهو ما ظهر أمام منتخب كوريا الجنوبية، الذي خسر أمامه قيرغيزستان بصعوبة بالغة.
ويمتلك اللاعب لوكس فيتاليج، المهاجم ورأس الحربة القيرغيزي، إمكانات هائلة، لاسيما بعد قدرته على تسجيل «هاتريك» في مرمى الفلبين في المباراة التي شهدت تألق قيرغيزستان، بالإضافة إلى اللاعب روستموف، الذي يعتبر ورقة رابحة يتم الدفع بها في الشوط الثاني، ويجيد مدربه ألكساندر كريستينين، الروسي الأصل، استغلال قدرات لاعبيه في الانطلاقات من الأطراف وفي المرتدات، بالاعتماد على القدرات البدنية الهائلة التي يتمتعون بها.
وبرغم ذلك، يمكن اعتبار غياب التمركز الدفاعي الصحيح للاعبيه في العديد من المناسبات خلال المباريات الـ3، التي خاضها، من أبرز النقاط السلبية في الأداء القيرغيزي، خاصة من العمق، وهو ما سيركز عليه الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني من خلال التحضيرات الأخيرة التي تسبق المباراة، ويلعب المنتخب القيرغيزي بالاعتماد على المدرسة الروسية في التدريب، كما يتشابه إلى حد كبير مع منتخب روسيا، من حيث الاعتماد على القدرات البدنية للاعبيه.

تأهيل رباعي الدفاع
شهدت تدريبات منتخبنا الوطني التركيز على تأهيل لاعبي الخط الخلفي لمواجهة الهجمات المرتدة المتوقعة للمنتخب القيرغيزي، الذي يمتاز بسرعة الانطلاقات من العمق وعبر الأطراف، فضلاً عن القوة البدنية وطول القامة للاعبيه، ويعتبر إسماعيل أحمد قلب دفاع «الأبيض»، هو أهم العناصر التي سيكون لها دور مهم في الالتحامات والقوة البدنية في الكرات المشتركة مع مهاجمي منتخب قيرغيزستان، بالإضافة إلى خليفة مبارك، الذي يقدم مستويات جيدة في البطولة، لاسيما في الثلث الأخير من الخط الخلفي، وكل من بندر الأحبابي والحسن صالح، وكلاهما يقوم بدور كبير على طرفي الملعب، خاصة في التقدم للأمام لتقديم المساندة للاعبي الوسط عند امتلاك الكرة.

اجتماع فني لتقييم «المرحلة الأولى» بين الجنيبي والمدرب الإيطالي
شهدت الأيام القليلة الماضية اجتماعات فنية وإدارية بين زاكيروني والجهاز الفني ولجنة المنتخبات، تمثلت في عبد الله الجنيبي نائب رئيس اتحاد الكرة، رئيس لجنة المنتخبات، والمقيم بشكل دائم مع البعثة خلال البطولة، حيث تناول الاجتماع دراسة مشوار «الأبيض» في المرحلة الأولى من البطولة بحسب وجهة نظر الجهاز الفني، وتقييمه لأداء اللاعبين وأبرز العناصر التي ستكون حاضرة في المرحلة الثانية من مشوار البطولة، وبعض العناصر التي يحتاج المنتخب لتجهيزها خلال التدريبات لدور الـ16، وهو ما دار حوله النقاش، بالإضافة إلى شرح آلية التحضير للمرحلة الثانية من بالبطولة، وأهم النقاط التي سيتم التركيز عليها في الجوانب التكتيكية، للتدريبات والمباريات، بداية من مواجهة دور الـ16.
ويبذل الجنيبي جهوداً كبيرة بالوجود المستمر في أروقة البعثة، ويحرص على حضور الاجتماعات اليومية التي تعقد صباحاً بين أفراد الجهازين الفني والإداري واللاعبين، فضلاً عن الجلسات التي تعقد بشكل فردي لبعض العناصر لتحفيزهم لتقديم الأفضل والظهور بشكل مختلف، حيث شهدت بعض مباريات الدور الأول، غياب بعض عناصر المنتخب عن أدائهم المعروف، وهو ما ركز عليه أيضاً الجهاز الفني من خلال محاضراته باللاعبين، وطالب الجميع أن يقدم ضعف مجهوده المعروف عنه، من أجل تحقيق تطلعات الجماهير بالزحف خطوة وراء أخرى نحو نهائي البطولة، والمنافسة على اللقب، والذي لن ترضى الجماهير عنه بديلاً، حيث يعول زاكيروني على الحالة الإيجابية في أروقة المعسكر، والروح المعنوية العالية والمرتفعة التي تظهر على اللاعبين، سواء خلال المحاضرات اليومية أو في التدريبات التي يؤديها اللاعبون بجدية وتركيز شديدين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©