عدد اليوم
معتز الشامي (أبوظبي)
ساعات قليلة، ويقف منتخبنا الوطني في اختبار جديد أمام نظيره القيرغيزستاني، في مباراة دور الـ16 لكأس آسيا، والتي سيدخلها المنتخب بعد غدٍ بهدف الفوز ومواصلة الزحف نحو الأدوار النهائية للبطولة، التي ينافس على لقبها، وتكتسب المواجهة أهمية قصوى، لأنها تأتي في ظل رغبة لاعبي المنتخب بأن يواصلوا التحدي، ويحصلوا على الثقة بعد فترة انتقادات وجهها البعض لعدم ظهور الأداء بالشكل المطمئن في الدور الأول، برغم نجاح «الأبيض» في التأهل كمتصدر للمجموعة الأولى.
وخلال الأيام القليلة الماضية، ظهر أكثر من لاعب من صفوف المنتخب من العناصر الدولية، التي لم يتم استدعاؤها من قبل الإيطالي زاكيروني للمشاركة في كأس آسيا، لدعم زملائهم اللاعبين، كل على طريقته، فمنهم من زار غرفة الملابس عقب مباراة الإمارات وتايلاند، مثل حمدان الكمالي ومحمد برغش، ومنهم من يتواصل هاتفياً مع اللاعبين بشكل مستمر للشد من أزرهم، مثل محمد فوزي، وسعد سرور، وحبيب الفردان.
وكانت تلك الأسماء مرشحة لدخول تشكيلة المنتخب في البطولة، حيث استدعى زاكيروني خلال العام الماضي بعضاً منها لتجربته في مباريات ومعسكرات مختلفة، قبل أن يستقر على 23 لاعباً يخوضون النهائيات الآن، ويحملون آمال وتطلعات كل الشعب الإماراتي، بالإضافة إلى ملايين المقيمين على أرض زايد، ويتمنى أن يوفق المنتخب الوطني، ويحقق إنجازاً يسعد كل الإمارات.
ويحتاج منتخبنا أن يحصل على الثقة من المدرجات أولًا، التي رأى اللاعبون الحاليون والقدامى في أكثر من مناسبة، أن ذلك هو السبيل لاستعادة الثقة في نفوس اللاعبين، ودفع عناصر المنتخب لتقديم الأفضل في الأداء والمستوى المميز، وتحقيق النتائج الأكبر.
وكانت الجماهير قد حضرت بكثافة خلال المباريات الماضية، وقدمت دعماً هائلاً للمنتخب، غير أن ما مر من البطولة يعتبر أمراً مختلفاً تماماً، عما هو قادم، حيث يحتاج «الأبيض» لأكبر قدر من الجماهير القادرة على دفع الجميع للقتال في الملعب، عبر التشجيع المستمر ومؤازرة اللاعبين، خاصة أنه في كل مرحلة يدخلها المنتخب ترتفع الصعوبات الفنية، أمام منتخبات أكثر جاهزية فنية وبدنية من مباريات دور المجموعات التي تفوق فيها منتخبنا وحجز مقعده من خلالها في دور الـ16 متصدراً للترتيب.
وأكد لاعبو المنتخب الوطني الذين لم يتم استدعاؤهم لقائمة الفريق الحالي في كأس آسيا، على استمرار مساندتهم ودعمهم لزملائهم اللاعبين في قادم المباريات بشكل عام، والبداية بمواجهة دور الـ16 أمام منتخب قيرغيزستان القوي الذي استطاع أن يكون أحد أهم مفاجآت البطولة، نظراً لما يضمه بين صفوفه من لاعبين مجنسين يمتلكون القدرات الفنية، والرغبة في كتابة تاريخ جديد للكرة الأوزبكية في كأس آسيا التي يصعدون إليها للمرة الأولى.
ولفت اللاعبون إلى أن «الأبيض» يمتلك عناصر قادرة على مقارعة كبار آسيا، حيث إن غياب «عموري» وهو أفضل لاعبي القارة والدوري الإماراتي، لم يكن يؤثر كثيراً في ظل وجود لاعبين مميزين في نفس مركزه، وخاصة خلفان مبارك، الذي يحصل على الثقة في كل مباراة يدخلها، بالإضافة للمخضرم إسماعيل مطر، قائد الفريق في الملعب وخارجه، بخلاف أخطر ثنائي هجومي في القارة، علي مبخوت وأحمد خليل، ولكليهما 12 هدفاً آسيوياً في نسختي 2015 و2019، وهما مرشحان لتسجيل المزيد.
وعن المباراة المرتقبة ورأيه في أداء المنتخب وهو بعيد عن التشكيل، أكد محمد فوزي مدافع الجزيرة والمنتخب الوطني، أن زملاءه اللاعبين يقدمون جهداً كبيراً في البطولة، لاسيما في ظل التشكيك الذي سبقها من قبل البعض في قدرات اللاعبين، وقال: «هذا أمر يؤثر على نفسية اللاعبين، الفريق يحتاج لأن يشعر كل فرد فيه بأن الدعم والمساندة مستمرة مهما كانت الصعوبات، ومهما غابت صورة المنتخب والأداء الجمالي، لأن المهم هو الفوز وجمع النقاط في مرحلة المجموعات تحديداً».
وأضاف: «معدن رجال الأبيض يظهر وقت الشدائد، وكلنا ثقة في أن اللاعبين قادرون على أن يردوا داخل الملعب، خصوصاً أن البطولة على أرضنا ووسط جمهورنا، ويجب أن نقاتل على اللقب حتى الثانية الأخيرة في البطولة، دون استسلام، هي مهمة صعبة بالتأكيد، ولكنها ليست مستحيلة، بعزيمة رجال المنتخب وروحهم القتالية المتوقع أن يؤدوا بها في قادم المباريات، بداية من مواجهة قيرغيزستان في دور الـ16، التي يعتبر منتخبنا هو الأقرب لحسمها مع كامل الاحترام لمنتخب قيرغيزستان».
وطلب فوزي من جماهير المنتخب، الاستمرار في الوقوف خلف الفريق ومؤازرة اللاعبين خلال الوقت الحرج الذي يمر عليهم، لاسيما في ظل صعوبة المنافسة وقوة المباريات.
من جانبه، أكد حمدان الكمالي لاعب الوحدة، ثقته في زملائه اللاعبين للسير بعيداً في البطولة والتأهل للنهائي، مشيراً إلى أن المنتخب يعاني الكثير، نظراً للغيابات والإصابات في صفوف اللاعبين الأساسيين، وآخرهم من داخل التشكيلة الحالية نفسها وهو سيف راشد وإسماعيل أحمد، والأخير عاد لعافيته، وشفي تماماً ويواصل الأداء بقوة مع المنتخب منذ المباراة الثانية في البطولة.
وقال: «اللاعبون يقاتلون في كل مباراة، بعض الفرق تلعب بأسلوب دفاعي أمام الأبيض، لأنه صاحب الأرض والجمهور، وهذا أمر طبيعي، ولا أعتقد أن الأداء كان سيئاً رغم كل ما قيل، المهم هو أن يحصد الأبيض النقاط ويواصل بثقة للأدوار النهائية، وهذا ما يجب أن نركز عليه جميعاً، كما أن الفريق يرتفع مستواه من مباراة لأخرى، وهذا أمر يحدث مع أغلب الفرق المشاركة في البطولة، لذلك أثق أن زملائي اللاعبين سيعودون بصورة أفضل مما كانت، وسيستعيدون الأداء الجميل والنتيجة أيضاً».
أما سعد سرور مدافع نادي الإمارات الحالي والأهلي وبني ياس السابق، فأكد أن المرحلة الحالية تحتاج لنظرة إيجابية، وعدم تصيد الأخطاء للاعبين أو المنتخب ككل، مشيراً إلى أن المباريات الصعبة في البطولات الكبرى مثل كأس آسيا يكون المهم فيها هو الفوز وحصد النتائج الإيجابية في دور المجموعات وليس الأداء الجمالي، الذي لا يكفي وحده لأن يضعنا في الصدارة، وقال: «هناك منتخبات قدمت أداء جميلاً، ولم تتصدر مجموعتها مثل منتخب الصين، ما يعني أن هناك معايير أخرى أكثر من مجرد الأداء الجمالي والفني، ألا وهو معيار الفوز وعدم التعرض لهزيمة في دور المجموعات تفقد اللاعبين ثقتهم، خاصة أن أكثر من نصف تشكيلة المنتخب، من الوجوه الجديدة قليلة الخبرة، وبالتالي أي هزة بسبب النتيجة السلبية، قد تؤثر على الفريق بشكل كبير، وهو ما لم يحدث، حيث فاز منتخبنا وتعادل مرتين، وتأهل في الصدارة، وأراها نتيجة منطقية، صحيح أن الأداء لم يكن بالمستوى المنتظر، لكن ما أردناه قد تحقق، وأعتقد أن هناك ارتفاعاً تدريجياً في مستوى المنتخب بعد حصول اللاعبين على الثقة في أول 3 محطات، وننتظرهم في قادم المباريات بمستوى أفضل بالتأكيد».
