الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«ديفنس وورلد»: تركيا تورط الدوحة لتجنب العقوبات الأميركية

«ديفنس وورلد»: تركيا تورط الدوحة لتجنب العقوبات الأميركية
8 يوليو 2019 00:00

دينا محمود (لندن)

في الوقت الذي تتصاعد فيه الأزمة بين الولايات المتحدة وتركيا على خلفية إصرار أنقرة على إتمام صفقة شراء صواريخ «إس - 400» الروسية المتطورة للدفاع الجوي، يبحث نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نشر هذه المنظومة في قطر، في محاولةٍ لتفادي التعرض للعقوبات القاسية التي تهدد بفرضها عليه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقالت مصادر مقربة من الرئاسة التركية، إن أراضي الدويلة المعزولة تشكل أحد الخيارات التي يفاضل كبار أركان النظام الحاكم في أنقرة حالياً بينها، من أجل الخروج من المأزق المتفاقم في العلاقات مع الغرب بشكلٍ عامٍ ومع أميركا على نحوٍ خاص، لا سيما في ظل تصاعد المطالبات في أروقة الكونجرس، بتفعيل قانون «مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات» ضد نظام أردوغان.
ونسب موقع «ديفنس وورلد» الإخباري إلى هذه المصادر قولها إن «البحث جارٍ» في هذا الشأن من أجل «تجنب تفاقم التوترات الأميركية - التركية بسبب الصفقة»، وذلك في تخلٍ لافتٍ عن النبرة المتفائلة التي اصطبغت بها تصريحات أردوغان عقب لقائه الرئيس ترامب، على هامش قمة دول مجموعة العشرين التي عُقِدَتْ مؤخراً في اليابان.
فقد زعم الرئيس التركي بعد اللقاء أن نظامه لن يتعرض لأي عقوبات من جانب واشنطن، حتى إذا بدأ تسلم المنظومة الدفاعية الروسية، وهو ما قوبل على الفور تقريباً بتصريحاتٍ شديدة اللهجة من مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، أكدوا من خلالها أن «موقف الإدارة حيال مسألة حصول تركيا على الـ (إس - 400)، لم يتأثر على الإطلاق باجتماع ترامب - أردوغان، أو بإحجام الرئيس الأميركي عن التأكيد علناً عقب اللقاء على أن العقوبات ستُفرض لا محالة».
وشدد هؤلاء المسؤولون قبل أيام على أن «الولايات المتحدة أوضحت بجلاء وبشكلٍ ثابتٍ أن تركيا ستواجه عواقب حقيقيةً للغاية وسلبيةً بشدة، إذا واصلت جهودها للحصول على الصواريخ الروسية»، وهو ما بدا استجابةً من البيت الأبيض لمطالب المُشرّعين في الكونجرس من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وتؤكد المداولات الجارية سراً في أنقرة حول نشر الـ «إس - 400» في قطر، فشل رهان الرئيس التركي على أن علاقاته الشخصية بنظيره الأميركي، ستحمل ترامب على عدم الإصغاء للدعوات المتزايدة من جانب الساسة والمسؤولين العسكريين في واشنطن، لاتخاذ تدابير شديدة الصرامة ضد أنقرة، إذا ما تسلمت بالفعل الصواريخ التي اتفقت على شرائها من موسكو في أواخر عام 2018.
ولكن «ديفنس وورلد» أشار في تقريره إلى أن ما كشف عنه المسؤولون الأتراك بشأن إمكانية نقل الصواريخ الروسية الدفاعية بعد تسلمها الوشيك إلى الأراضي القطرية، يتناقض مع تصريحاتٍ أخرى صدرت خلال الأيام القليلة الماضية من أنقرة كذلك، وتحدث أصحابها عن أن أول بطاريتين من الـ «إس - 400» ستُنشران في العاصمة التركية نفسها، بينما ستُنصب بطارياتٌ أخرى منها في «موقعٍ مهمٍ من الوجهة الاستراتيجية» في الأقاليم الواقعة شرقي البلاد، وفي الجنوب الشرقي منها.
وأشار الموقع إلى أن تسارع وتضارب التصريحات الصادرة من أنقرة حول هذه الصفقة المثيرة للجدل، يتزامن مع توقعاتٍ بأن تشهد الساعات القليلة المقبلة تحميل أولى شحنات تلك الصواريخ المتطورة، على طائرتيْ نقل عسكريتيْن، بهدف إيصالها إلى تركيا خلال الأسبوع الجاري.
ومنذ الإعلان رسمياً عن اعتزام نظام أردوغان اقتناء تلك المنظومة الروسية قبل شهور، تعكف مصادر عسكريةٌ واستخباراتيةٌ بارزةٌ في الولايات المتحدة على التحذير من أن وصولها إلى تركيا سيشكل تهديداً جسيماً للمقاتلات الأميركية المتطورة من طراز «إف - 35» المعروف باسم «الشبح» من جهةٍ، ولقوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» من جهةٍ أخرى.
وتتزايد هذه المخاطر في ضوء عضوية تركيا في الحلف، واستضافتها كذلك قاعدة «أنجرليك» الجوية ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لـ «الناتو»، وعملياته في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.
وفي ظل التهديدات التي تواجه الأمن القومي الأميركي جراء الصفقة التي تبلغ قيمتها نحو 2.5 مليار دولار، شرعت الولايات المتحدة في اتخاذ إجراءاتٍ عقابيةٍ ضد النظام التركي، بدأت بقرارٍ أصدرته وزارة الدفاع «البنتاجون» بوقف استقبال المزيد من الطيارين الأتراك للتدريب على مقاتلات «الشبح» في القواعد العسكرية الأميركية، بعدما كان يُفترض أن تشهد الشهور المتبقية من العام الحالي تدريب 34 طياراً آخر منهم عليها.
كما تشمل هذه التدابير طرد القطاع العسكري التركي من المشاركة في برنامج تصنيع وتجميع أجزاء من مقاتلات «إف - 35»، وحرمان الأتراك كذلك من شراء أي من هذه الطائرات الحربية المتطورة، بخلاف ما كان مُتفقاً عليه من قبل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©