الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كاتب بريطاني: تركيا تعاني في ظل حكم أردوغان

كاتب بريطاني: تركيا تعاني في ظل حكم أردوغان
7 يوليو 2019 23:56

شادي صلاح الدين (لندن)

حذر كاتب بريطاني من أن تركيا ستعاني في ظل حكم الفرد الواحد الذي يمارسه الرئيس رجب طيب أردوغان، على الرغم من الانتصار الأخير الذي حققته المعارضة في الانتخابات البلدية، خاصة في مدينتي إسطنبول وأنقرة.
وقال الكاتب «ديفيد جاردنير»، في مقاله في صحيفة «فايننشيال تايمز»، إن قرار الرئيس التركي بمحاكمة نشطاء المجتمع المدني جاءت لتثير القلاقل، خاصة أنها جاءت لتبدو وكأنها انتقام من أولئك الذين يعتقد أنهم كشفوا ضعفه.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الانتصار الحاسم الذي حققه حزب الشعب الجمهوري والمعارضة على حزب أردوغان في انتخابات إسطنبول، أظهر أن الرجل الذي يدعي أنه لا يهزم حتى الآن يمكن هزيمته من خلال معارضة شاملة، مستدركة أن المحاكمة التي بدأت مؤخراً داخل سجن شديد الحراسة، لـ 16 ناشطاً من المجتمع المدني متهمين بالتآمر للإطاحة بالدولة، خلال الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد في منتصف عام 2013، تشير إلى أن الديمقراطية - رغم عنادها - سوف تعاني جداً من أجل البقاء، في ظل نظام قضائي يخضع لسيطرة رجل واحد.
وأضاف: منذ فشل محاولة الانقلاب ضد حكومة أردوغان في يوليو 2016، أصبح النظام القضائي بمثابة آلة لتدمير ليس فقط المعارضين - أتباع فتح الله جولن، المقيم في الولايات المتحدة وحليف أردوغان السابق - لكن أيضاً مساحات واسعة من الليبراليين المنشقين اليساريين والأكراد، وما زال هناك حوالي 77 ألف شخص خلف القضبان، بينما تم عزل ما لا يقل عن 150 ألفاً آخرين في تدمير مؤسسي شامل، خاصة أن الاعتقالات والفصل شمل أعداداً كبيرة من القضاة والأكاديميين والمعلمين والصحفيين والجنود ورجال الشرطة والدبلوماسيين.
وأكد الكاتب أن المتهمين الذين تم إلقاء القبض عليهم مؤخراً، هم شريحة متنوعة من نشطاء مدنيين، بينهم مدرسون، وأكاديميون ومحامون، ومهندسون معماريون ومخططون حضريون وكتاب وممثلون ومجموعة مختارة من المثقفين المستقلين في تركيا، وهي مجموعة تمثل كل ما تكرهه الشعبوية القومية المتطرفة الجديدة للأردوغانيين.
وأوضح أن المتهم الرئيس هو عثمان كافالا، المحتجز منذ توقيفه المفاجئ في أكتوبر 2017. وكرس كافالا حياته لبناء الجسور الثقافية، خاصة للأقليات التي خضعت تاريخياً مثل الأكراد والأرمن وكذلك اللاجئين. ويتهم نظام أردوغان كافالا بتدبير الانتفاضة المدنية في يونيو 2013 - وهو أول تحدٍ حقيقي واجهه أردوغان بعد عقد من الزمان في السلطة.
ويزعم الادعاء العام في تركيا الآن أن هذه المحاولة الانقلابية كانت مؤامرة لتدمير الدولة، وتقول لائحة الاتهام: «لم يكن أي من هذه الأعمال مصادفة. لقد تم دعمهم من الخارج كعملية لتركيع الجمهورية التركية».
وبعد إلقاء القبض على كافالا في عام 2017، قال أردوغان إنه «مصدر تمويل الإرهابيين وراء أحداث غازي 2013»، وأن «وراءه هو اليهودي المجري الشهير، سوروس، وهو رجل يقسم الدول ولديه وفرة من المال وينفق أمواله لهذا الغرض». واستغرق الادعاء أكثر من عام لإيجاد تهم ملموسة تتناسب مع حكم الإدانة الذي أعلنه مسبقاً الرئيس، والذي أدارت وسائل إعلامه المعادية حملة ضد كافالا باسم «سوروس الأحمر». وتزعم وسائل الإعلام التركية الموالية لأردوغان الآن أن سوروس استخدم منظمات المجتمع المدني لتحويل الأموال إلى كافالا لإثارة مؤامرة جيزي بارك. ورغم ذلك لا يوجد أي دليل على مثل هذه الادعاءات الحكومية التركية. ويواجه كل متهم من النشطاء السجن مدى الحياة دون إفراج مشروط.
وقال الكاتب: يرى البعض أن عمليات المحاكمة التي تجري الآن ما هي إلا انتقام من أردوغان لأولئك الذين يعتقد أنهم كشفوا أولاً عن ضعفه. ويقول شخص يعرف كلاهما: «يكره أردوغان عثمان كافالا. لهذا السبب اضطر [المدعون] إلى التفكير في منظمة وراء هذه المؤامرة المزعومة: (شبكة سوروس)».
وتسببت الإجراءات الأخيرة التي اتخذها الرئيس التركي في إثارة غضب الناخبين. ودفعت قرارات أردوغان المواطنين للاصطفاف بجانب المعارضة.
وقال هاتيس، مصمم الجرافيكس البالغ من العمر 44 عاماً والناخب الملتزم تجاه حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان «أخذ الناس جانب الشخص المحق». بينما اتفق معه متين جوكتاس، الذي يدير مقهى «لم يكن هناك شيء مهم مثل الشعور بالظلم».
وكان جوكتاس ‏28 عاماً واحداً من كثيرين يعبرون عن سخطهم بسبب الخطاب المتطرف للحزب الحاكم والجهود المستمرة لربط المعارضة بالإرهابيين. وقال: «أعتقد أن رجب طيب أردوغان أصبح بعيداً عن الناخبين. إنه يتحدث دائماً عن الإرهاب، دائماً عن الآخر».
ويعد إمره سوير الذي دعم حزب العدالة والتنمية في انتخابات بلدية إسطنبول الأولى ولكنه لم يصوت يوم الأحد الماضي، أحد سكان منطقة الفاتح الذين أشاروا إلى عدم رضاهم عن الاقتصاد، الذي تراجع بعد أزمة العملة المؤلمة في العام الماضي، والتي قضت على 30 في المئة من قيمة الليرة. وألقى باللوم على وزير المالية، بيرات البيرق، وهو صهر الرئيس.
وقال: «إذا وضعوني هناك فسوف أقوم بعمل أفضل».
وأوضح الكاتب أن العيون كلها منصبة على رد فعل أردوغان بعد هزائمه السياسية الأخيرة، خاصة أن المتابعين للشأن التركي يعلمون أن زعيم الحرية والعدالة يواجه مأزقاً صعباً، محلياً وإقليمياً ودولياً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©