الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نور دبي تجلي مئات العيون وتعيد الفرح إلى أصحابها

نور دبي تجلي مئات العيون وتعيد الفرح إلى أصحابها
25 سبتمبر 2008 02:19
يحتضن القسم رقم 8 في الطابق الثامن بمستشفى دبي، عائلات مرضى تتشارك جميعا في هم واحد، بعد أن جمعتهم الأمراض والآمال، أمراض العيون المستعصية، وآمال بالشفاء ضمن مبادرة نور دبي· وتزدحم غرف العمليات في القسم بالمراجعين، وتعج ردهات المستشفى بذويهم من ضيوف مبادرة نور دبي، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في الثالث من سبتمبر الحالي· وينقسم المراجعون بين ما سبق أن جرب حظه في تلقي العلاج في موطنه أو في أماكن أخرى، وبين ما عض على جرحه طوال سنوات بسبب ضيق ذات اليد وارتفاع تكاليف عمليات العيون· وينحدر المرضى من مختلف الدول العربية والأجنبية، فهنا طفل من مالي وهناك مسنة من سوريا أو السودان، وكلهم ممن شاءت لهم الأقدار الحصول على فرصة تحافظ على نعمة البصر التي يملكونها· وتلاعب خديجة من مالي رضيعها الذي ما يزال تحت أثر المخدر بعد خروجه من غرفة العمليات· وتبدي السيدة سعادتها بأن يحظى رضيعها بفرصة العلاج ضمن مبادرة نور دبي، بعد أن ظنت أنه سيكبر أعمى عقب أن داهمته جلاكوما منذ ولادته· وتقول خديجة من خلال مترجم ''أوضاعنا المادية وأحيانا الامكانيات الطبية في مالي تحول دون الحصول على علاج· من الصعب رؤية الأطفال وهم يفقدون أغلى حاسة لديهم''، مضيفة ''مثل هذه الفرص لا تحدث إلا مرة واحدة، وربما هناك الآن مئات الآلاف من البشر يفقدون أبصارهم، ويحلمون بمن يمد لهم يد العون، مثلما كنت أحلم''· وقرب خديجة، تجلس سيدة أفريقية القرفصاء محتضنة رضيعتها في ما يوحي بحالة من العصبية والتوتر، خصوصا بعد رفض السيدة التصوير· يقول مترجم كان يتولى الترجمة من العربية إلى الفرنسية إن الرضيعة لاسي تشكو من الجلاكوما الشديدة، وهي تبكي جوعا، بانتظار ثدي أمها، التي لا تستطيع مخالفة أوامر الأطباء بوجوب دخول لاسي غرفة العملية بـ''معدة خاوية''· ويضيف المترجم إن الأم تسكن منطقة متطورة طبيا، إذا ما قيست ببقية مناطق مالي، ولكن ليس كل من يمرض يستطيع الحصول على العلاج الناجح، شارحا أنها حاولت كثيرا علاج طفلتها لكن دون فائدة، ليشع أمل الشفاء في نفسها، عندما سمعت بـ''نور دبي''، وعلمت باستقطابها كوادر طبية من دول العالم المتقدم· وفي مكان ليس ببعيد، ترقد الطفلة كيبي التي تبلغ من العمر 7 أشهر، بعد انتهاء عملية جراحية لإزالة المياه البيضاء من عينها، وسط آمال أن تكبر الطفلة وتنسى معاناتها· وفي غرف أخرى، يجلس ذوو محمد يسار الخطيب قلقين بانتظار خروج والدهم القادم من دمشق لإزالة مياه بيضاء على عينه بعد أن وصلت نسبة الإبصار لديه 1/،10 فيما كانت عينه الأخرى خضعت لجراحة في دمشق وبلغت نسبة إبصارها 9/·10 ويقول محمد يسار، 66 عاما، إنه يأمل بالعودة إلى دمشق، وهو قادر على رؤية أفراد عائلته بكل وضوح، وينقل لهم صور المعاملة ''الطيبة'' التي لقيها في الإمارات· ويقول طبيبه السوري الذي رافقه في رحلته إلى دبي إنه حضر ليتلقى تدريبات طبية لمتابعة علاج مثل هذه الحالات في بلاده، وسط دعوات تثمن دور حكام الإمارات لما يقدمونه للبشرية من مساعدات معنوية ومادية وطبية· ويصف سبعيني جاء من السودان المشهد حوله بـ''مثل الأشباح''، بعد أن أصبحت المياه البيضاء حائلا بينه وبين النور، لينجده ترشيح حصل عليه من إدارة مستشفى الخرطوم لعلاجه في نور دبي· وبانتظار عملية أخرى ستجرى لعينه الثانية العام المقبل، يتحرق السبعيني لرؤية وجه ابنته سمية ملونا واضح المعالم
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©