الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العراق ينتفض.. «الإملاءات» تعرقل اختيار رئيس الحكومة

العراق ينتفض.. «الإملاءات» تعرقل اختيار رئيس الحكومة
22 يناير 2020 01:00

هدى جاسم ووكالات (بغداد)

قتل متظاهر، وأصيب عشرات آخرون، أمس، في بغداد مع تواصل موجة الاحتجاجات في العاصمة ومدن جنوب البلاد، غداة انتهاء مهلة حددها المحتجون للسلطات لتنفيذ إصلاحات يطالبون بها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، فيما عزا عضو في البرلمان العراقي اعتذار أغلب المرشحين لتولي رئاسة الوزراء عن عدم تسلم المنصب، إلى «إملاءات» تمارسها أطراف لـ«تمرير أجندات خاصة».
وقال عضو مجلس النواب علي البديري: «إن اعتذار أغلب المرشحين لتولي رئاسة الوزراء عن عدم تسلم المنصب يرجع إلى إملاءات تمارسها أطراف لتمرير أجندات خاصة»، محذراً من خطورة «التمسك بالمصالح الضيقة».
وأضاف البديري: «إن هناك عدداً من الأسماء يتم طرحها لتولي رئاسة الوزراء، وكانت أغلب الشخصيات تضع رؤيتها لتولي المنصب وفق منظور وطني وتريد منحها الحرية الكافية للمضي بالإصلاحات، لكنها تواجه بإملاءات من بعض الأطراف ومحاولات لتمرير أجندات خاصة على حساب المصالح الوطنية العليا، وهو ما يجعل تلك الأسماء تعتذر عن عدم تولي المنصب».
وكان مصدر في الرئاسة العراقية، أعلن رفض محمد علاوي ترشيحه لرئاسة الحكومة. وعزا المصدر السبب إلى «شروط تعجيزية» نسبت إلى كتلة «سائرون»، التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وكان مصدر في الرئاسة أشار في وقت سابق إلى التوافق على محمد علاوي مرشحاً لرئاسة الحكومة.
وأفادت مصادر بأن الاختيار قد ينحصر بين علي شكري، ومصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات، ومحمد توفيق علاوي.
وأفاد مصدر نيابي، أمس، بأن رئيس الجمهورية برهم صالح عقد اجتماعاً مع عدد من النواب، لمناقشة حسم مرشح منصب رئيس مجلس الوزراء.
وكشف رئيس كتلة «بيارق الخير»، النائب محمد الخالدي، أن برهم صالح سيكلف قريباً المرشح لمنصب رئيس الوزراء، مبيناً أن المرشح تم الاتفاق على صفاته مع الجماهير المنتفضة.
من جانبه، اتهم النائب عن كتلة «النهج الوطني» حسين العقابي، أحزاب السلطة والنخب الحاكمة بالمماطلة والتسويف في تشكيل الحكومة، فيما اعتبر التمديد أو إعادة الثقة للحكومة الحالية «كارثة سياسية ودستورية».
وتخوض الأحزاب السياسية العراقية مفاوضات ماراثونية بهدف تسمية رئيس وزراء بدلاً من المستقيل عادل عبدالمهدي، من دون التوصل إلى اتفاق حتى الساعة.
وفي هذه الأثناء، أكدت مصادر طبية أن ما لا يقل عن 50 متظاهراً أصيبوا في اشتباكات بالشوارع بين الشرطة والمتظاهرين المناهضين للحكومة، حيث أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في محاولة لتفريق شبان يرشقونها بالحجارة، ويطالبون بإصلاح النظام السياسي الذي يرونه شديد الفساد.
وتهز الاحتجاجات المطلبية البلاد منذ الأول من أكتوبر، وأعطى المتظاهرون الحكومة يوم الاثنين الماضي أسبوعاً واحداً لتنفيذ الإصلاحات، وإلّا فالتصعيد. ويطالب المحتجون بإجراء انتخابات تشريعية مبكرة استناداّ إلى قانون انتخابي جديد، واختيار رئيس وزراء مستقل، ومحاسبة المسؤولين الفاسدين.
وتواصلت الاحتجاجات، أمس، في العاصمة وتخللتها صدامات بين متظاهرين وقوات الأمن عند شارع محمد القاسم الرئيس في شرق بغداد، وأطلقت خلالها قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين.
وأدى ذلك، إلى مقتل متظاهر بعد إصابته بقنبلة غاز مسيل للدموع، وإصابة ثمانية متظاهرين آخرين بحالات اختناق، وفقاً لمصدر طبي. وسقط ثلاثة قتلى في المواجهات أمس الأول، اثنان منهم بالرصاص الحي في بغداد.
وتشهد مدن جنوبية عدة بينها الناصرية والديوانية والكوت والبصرة والعمارة أيضاً احتجاجات. وقام محتجون بقطع طرق وجسور رئيسة بالإطارات المشتعلة. وواصلت الدوائر الحكومية والمؤسسات التعليمية إغلاق أبوابها في تلك المدن.
وفي الناصرية، احتشد متظاهرون وسط المدينة غالبيتهم طلاب جامعيون، ورفعوا أعلاماً عراقية مرددين هتافات بينها «بالروح بالدم نفديك يا عراق»، مؤكدين التزامهم بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق مطالبهم.
وقطع آخرون طرقاً رئيسة تربط الناصرية بمدن تقع إلى الشمال والجنوب منها، وهو ما تسبب بوقف حركة مئات الشاحنات بينها مخصصة لنقل النفط.
وقال المتظاهر تحسين مهند من الناصرية: «خرجنا لدعم الاحتجاجات التي لن تتوقف أمام تسويف الدولة والأحزاب لمطالبنا العادلة التي قدمنا وسنقدم من أجلها دم شبابنا من أجل إزاحة الطبقة الحاكمة الظالمة».
وقال محتج ملثم في بغداد، رفض ذكر اسمه: «مظاهراتنا سلمية، ونطالب باستقالة الحكومة ونطالب برئيس وزراء مستقل غير متحزب».
ويطالب المحتجون بطبقة سياسية جديدة بدلاً من المسؤولين الذين يحتكرون السلطة منذ ما يقارب 17 عاماً.
إلى ذلك، أعلنت خلية الإعلام الأمني الحكومية في العراق، أمس، أن عدداً من عناصر الأمن أصيبوا بجروح خلال صدامات مع المحتجين في العاصمة بغداد. وورد في بيان للخلية: «لليوم الثاني على التوالي تتعرض القوات الأمنية المكلفة بحماية المتظاهرين السلميين قرب تقاطع قرطبة في بغداد إلى هجمات عنيفة أدت إلى جرح عدد كبير منهم».
وأضاف: «في تطور خطير، تم رصد مسلحين يستخدمون أسلحة كاتمة للصوت من بين المتظاهرين باتجاه القوات الأمنية والمتظاهرين لخلط الأوراق». وأشار البيان، إلى أن «جندياً جُرح بعد إصابته بطلق ناري نقل على إثره إلى المستشفى».

إغلاق محطة عزل الغاز بالناصرية
أفاد مسؤول في قطاع النفط العراقي، أمس، بإيقاف العمل بشكل كامل في محطة عزل الغاز في حقل الناصرية النفطي في محافظة ذي قار، على خلفية قيام متظاهرين بإغلاق الطريق، ومنع وصول العاملين إلى المحطة لتشغيلها.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، «إن إدارة شركة نفط ذي قار أغلقت محطة عزل الغاز بحقل الناصرية النفطي بشكل كامل، مع تعذر وصول الموظفين إلى المحطة». وأغلق المتظاهرون الطريق الدولي، الذي يربط جميع محافظات العراق عند محافظة ذي قار، وهو ما أدى إلى منع مرور مئات الشاحنات المحملة بالسلع والبضائع والمواد الغذائية الوافدة من الموانئ العراقية في محافظة البصرة باتجاه المدن العراقية الأخرى للضغط على الكتل والأحزاب لتسمية مرشح لتشكيل الحكومة.
وذكر شهود عيان أن طوابير طويلة لمئات الشاحنات التي تنقل السلع والبضائع والمواد الغذائية وصهاريج نقل المنتجات النفطية، تصطف على جانبي الطريق الدولي للمرور السريع الذي يربط جميع مدن العراق من الجنوب إلى أقصى الشمال، بعد منعها من قبل المتظاهرين الذين أغلقوا الطريق بشكل كامل لليوم الثاني على التوالي. وتحاول القوات الأمنية الضغط على المتظاهرين للسماح بمرور الشاحنات، لكن المتظاهرين يرفضون ذلك ما لم تلب الأحزاب والكتل مطالبهم في تشكيل حكومة جديدة.

عبدالمهدي يدين قصف السفارة الأميركية
أدان رئيس الوزراء العراقي المستقيل، عادل عبدالمهدي، أمس، استهداف السفارة الأميركية في بغداد بالصواريخ في وقت متأخر من مساء أمس الأول، وأصدر توجيهات ببدء تحقيق فوري في الحادثة والقبض على الجناة. وقال في بيان: «نستنكر الاستهداف الذي تعرضت له السفارة الأميركية بالصواريخ»، واصفاً استهداف السفارة الأميركية بـ«الجريمة التي تتعرض لها بعثة دبلوماسية على أرض العراق».
وأضاف: «أصدرنا الأوامر لقيادة عمليات بغداد والجهات ذات العلاقة للتحقيق الفوري بالحادث لملاحقة الجناة».
وكانت خلية الإعلام الأمني أكدت في بيان، سقوط صواريخ على المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسط بغداد.
وهذا رابع هجوم من نوعه ضد المنطقة الخضراء منذ مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس في ضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد في 3 يناير الجاري. وبعدها بخمسة أيام، ردت إيران بإطلاق صواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين تستضيفان جنوداً أميركيين في شمال وغرب العراق. وقالت عمليات بغداد، أمس: «إنها عثرت على منصات إطلاق الصواريخ التي استهدفت السفارة الأميركية في منطقة الزعفرانية مع منصة جديدة أخرى بكامل صواريخها».

تعيين خامس قائد لشرطة ذي قار منذ بدء الاحتجاجات
أصدرت وزارة الداخلية العراقية أمراً بنقل مدير شرطة ذي قار اللواء ريسان الإبراهيمي، وتعيين العميد ناصر الأسدي خلفاً له، ليصبح خامس قائد شرطة يتم تعيينه منذ بدء الاحتجاجات، حسبما أكد مصدر أمني عراقي، أمس. وكان متظاهرو محافظة ذي قار أطلقوا، أمس الأول، حزمة من الفعاليات التصعيدية بقطع الطرق والجسور الحيوية والحشد لتظاهرات كبيرة شارك فيها آلاف المتظاهرين على الطريق الدولي الرابط بين البصرة وبغداد، وذلك بعد انتهاء المهلة التي منحوها للطبقة السياسية ورئاسة الوزراء والبرلمان لتنفيذ مطالبهم.
وتعرضت ساحة الحبوبي، المقر الرئيس في المحافظة للتظاهرات المناهضة للحكومة، لهجوم ليلي مسلح أسفر عن إصابة 9 متظاهرين.
إلى ذلك، وجه شيوخ ووجهاء محافظة ذي قار العراقية رسالة إلى المرجع العراقي، علي السيستاني، وإلى شيوخ محافظات الوسط والجنوب للوقوف صفاً واحداً لإنقاذ العراق من هذا المنعطف الخطير، ووقف «المؤامرة» التي ارتكبت بحق الشعب العراقي.
وطالب وجهاء محافظة ذي قار، أمس، المرجعيات والشيوخ بإنقاذ البلاد من المنزلق الخطير والعمل على تشكيل حكومة بلا فاسدين ومحاسبة قتلة المتظاهرين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©