الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأطباء ينصحون المسافرين إلى مناطق توطن «الملاريا» بضرورة الفحص الطبي بعد العودة

الأطباء ينصحون المسافرين إلى مناطق توطن «الملاريا» بضرورة الفحص الطبي بعد العودة
26 ابريل 2011 20:09
تصادف يوم الرابع والعشرين من هذا الشهر فعاليات احتفال العالم باليوم العالمي لمكافحة الملاريا، وتفاعلاً مع هذا التاريخ، أطلق وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي مبادرة خليجية لجعل شبه الجزيرة العربية خالية من الملاريا، وتمَّ وضع هذا الموضوع على سلم الأولويات المتعلقة بالعمل الصحي الخليجي المشترك، وحيث تهدف المبادرة إلى قطع عملية انتقال الملاريا في مناطق التوطن في المنطقة وتحقيق الوقاية في المناطق التي أخليت منها، وكذلك تنسيق الأنشطة وتعزيز الشراكة بين جميع دول مجلس التعاون لجعل عملية المكافحة أكثر فعالية، وبما يضمن الاستدامة، والقضاء نهائياً على الملاريا. ويذكر أن دولة الإمارات أعلنت أنها خالية تماماً من «الملاريا» منذ عام 2007، وتتركز الفعاليات حول توعية المسافرين إلى الخارج بكيفية الوقاية من المرض، ولاسيما السفر إلى المناطق التي يشتبه تواجد الملاريا فيها. ما هي حقيقة هذا الوباء؟ وما هي طبيعة هذا المرض؟ وما هي أعراض الإصابة به؟ وكيفية اكتشافه؟ وكيف يتم التعامل مع المصابين به علاجياً؟ ولماذا يحتاج هذه الاستراتيجية، وما تستدعي من أهمية ذات طبيعة وأهداف وخطط خاصة؟ وما هي التدابير الاحترازية لمكافحته والحد من انتشاره؟ حملنا تساؤلاتنا للدكتور ماجد الفونس ألبير استاذ طب المناطق الحارة، ليجيب عنها في هذا الحوار: بداية، يعرف الدكتور ألبير، «الملاريا»، وكيفية الإصابة بها، ويقول: «الملاريا» مرض يُصاب به الإنسان - من دون باقي الكائنات الأخرى، بسبب طفيل قاتل تنقله نوع معين من إناث البعوض المعروفة باسم «أنوفيلس Anopheles»، وهي تنتشر في أكثر من مائة دولة في قارة أفريقيا وأميركا الوسطى والجنوبية وشبه القارة الهندية والشرق الأوسط وبعض بلدان أوروبا وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادي، ويمثل سكانها 40% من إجمالي سكان العالم. إلاّ أن 90% من الإصابات تتركز في غرب ووسط وشرق قارة إفريقيا. وتقدر حالات الإصابة بالملاريا ما بين 300 - 500 مليون حالة سنوياً، ويتوفى منهم أكثر من مليون شخص معظمهم من الأطفال، رغم أن الملاريا من الأمراض التي يمكن الشفاء منها إذا ما شخصت وعولجت مبكراً. وتنتقل الملاريا إلى الشخص السليم عن طريق لدغ أنثى البعوضة، حيث يمتص الطفيل المسبب للملاريا من دم الإنسان المصاب، ومن ثمَّ ينضج الطفيل في القناة الهضمية للبعوضة ليكون قادراً على إصابة شخص سليم، بعدها ينتقل إلى الغدد اللُّعابية للبعوضة، وعندما تلدغ شخصاً سليماً فإن الطفيل ينتقل إلى دم الإنسان. وينتقل الطفيل مباشرة إلى الكبد، ويدخل خلاياه وينمو فيها متكاثراً، وبعد فترة تتراوح بين 8 أيام - إلى عدة شهور ينتقل الطفيل إلى كُرات الدم الحمراء، حيث ينمو ويتكاثر بداخلها، ثم تنفجر الكرات ليخرج منها أعداد كبيرة من الطفيل تهاجم كرات دم جديدة، ويخرج من الكرات أيضاً سموم هي التي تؤدي إلى الشعور بالمرض. وفي هذه الفترة إذا تمكَّن البعوض من لدغ الإنسان المصاب، فإنه يمتص الطفيل من الدم ليظل في جسمه لمدة أسبوع أو أكثر بعدها يصبح قادراً على نقل المرض لشخص آخر». التعرف على الإصابة يشير الدكتور ألبير، إلى كيفية التأكد من الإصابة بالملاريا، ويقول: «لا يمكن للمريض القطع بالإصابة لأن الملاريا تُحدث أعراضاً أشبه إلى حد كبير بأعراض نزلات الإنفلونزا، مثل الرعشة والحمى والغثيان والقيء وآلام في العضلات ويرقان وتشنجات وإغماءات وارتفاع في درجة الحرارة قد تصاحبه قشعريرة وعرق غزير وصداع، لكن في حالة الشك، فلا يتردد المريض في أخذ العلاج في الحال من دون انتظار زيارة الطبيب المتخصص خلال مدة لا تتجاوز 24 ساعة على الأكثر، حتى يتم تشخيصه بدقة، وننصح بأخذ علاج الطوارئ الموصوف قبل السفر لمناطق يحتمل وجود الوباء بها. ويلاحظ أن أنواع الملاريا شديدة الخطورة وتحدث أعراضاً مرضية شديدة مثل الغيبوبة خاصة في حالة الملاريا المخية، وتحدث أيضاً أنيميا - نزلات معوية أو فشلاً كلوياً وضيقاً في النفس. وعليه أن يلجأ إلى المستشفيات المختصة إذا ظهرت الأعراض حتى لو بعد عدة أشهر، فعادة لا يشعر المسافر بأعراض المرض إلا بعد عودته من السفر. ويحدث في معظم الأحوال أن يظل الطور الكبدي كامناً، وقد تتكرر أعراض المرض بين الحين والآخر، ويظل الطفيل في الجسم طوال حياة المريض بالرغم من أخذ العلاج. ويمكن التخلص من الطور المرضى للطفيل الكامن في الكبد عن طريق برنامج علاجي يحدده الطبيب المختص، ويتوقف ذلك على نوع الملاريا وخبرة الطبيب المعالج». ويوضح الدكتور ألبير:«لا يوجد أمصال واقية لطفيل الملاريا، لكن على المسافرين لجهات موبوءة توخي الحذر من لدغ البعوض باستخدام الملابس الطويلة، والتي تغطي معظم أجزاء الجسم، واستخدام مواد طاردة للبعوض وصواعق الحشرات بأنواعها المختلفة، والنوم تحت شباك واقية «ناموسية» في حالة المعيشة في غرف غير مكيفة أو لا تحتوي على نوافذ مثبت عليها أسلاك واقية للحشرات، كما توجد عقاقير مضادة للملاريا للوقاية في فتره تعرض الإنسان للدغ البعوض، إلا أن ظهور سلالات من الملاريا مقاومة للعقاقير المستخدمة يجعل المشكلة أكثر تعقيداً. وهُناك أبحاث تجرى لمحاولة الحصول على أمصال مضادة وتوليفات جديدة من العقاقير للتغلب على مشكلة السلالات المقاومة التي تظهر بين الحين والآخر. لكن لن يكون ذلك متاحاً قبل مرور سنوات. ولا يوجد حالياً أمصال مضادة لاختلاف طبيعة الطفيل عن الأمراض الأخرى التي تسببها الفيروسات والبكتريا، حيث أن إنتاج مصل مضاد للملاريا عملية معقدة للغاية. وهناك مشاريع بحثية في هذا الاتجاه، لكن لا توجد مؤشرات لإمكانية إنتاج مصل مضاد للملاريا خلال عدة سنوات قادمة». طرق الوقاية يٌشير الدكتور ألبير إلى الاحتياطات الواجب اتخاذها عند التواجد في مناطق موبوءة. ويقول: «يمكن استعمال خليط من زيت الليمون والكافور، أو زيت السترونيلا لدهان المناطق المكشوفة بالجسم، واستعمال الدهانات والمواد الطاردة للحشرات على الملابس والأماكن المكشوفة من الجسم قبل الخروج لهذه المناطق. واستعمال أجهزة بسيطة بها سخان كهربائي لتبخير المبيدات النباتية من عبوة ملحقة بها يمكنها طرد البعوض من الغرف، واستخدام صواعق الحشرات أو اللمبات الحرارية والأدخنة الطاردة للبعوض. وعدم المشي على المسطحات الخضراء عقب حلول الظلام. وينصح باستدامة رش الحدائق والمتنزهات العامة والمنزلية، وإزالة كافة البرك التي تحتوي على مياه راكدة أو آسنة. ويجب الحذر واتباع التعليمات بدقة عندما يصف الطبيب علاجاً وقائياً لاستخدامه في الوقت المناسب، وينصح المسافر إلى مناطق موبوءة إذا شعر بارتفاع في درجة حرارة جسمه، أو بأعراض تشبه الإنفلونزا حتى بعد عودته من السفر ولو بعام كامل، فعليه أن يزور الطبيب المختص في طب المناطق الحارة للتأكد من مدى إصابته بالمرض من عدمه، وعمل تحليل للدم للتأكد من عدم وجود الطفيل بالدم، ويلاحظ أن المرأة الحامل تكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض لانخفاض مناعتها وقدرتها على المقاومة أثناء الحمل». مضاعفات الملاريا يوضح الدكتور ألبير : «إنّ الملاريا تتسبب في حدوث أنيميا واصفرار في لون جلد الشخص المصاب نتيجة التآكل الشديد لكرات الدم الحمراء وقد تتطور أعراض المرض بسرعة في الأشخاص من ذوي المناعة الضعيفة لدرجة خطيرة ترتفع معها درجة الحرارة، ويتلف الجهاز الحسي، وتتكرر التشنجات مصحوبة بالغيبوبة ثم ينتهي الأمر إلى الموت وفي حالة الملاريا المتسببة عن الطفيل «P». إذا لم يعالج المريض بسرعة، فإن ذلك قد يتسبب في فشل كلوي وتشنجات وارتباك في الذاكرة والتفكير وغيبوبة تنتهي بالموت. وقد تصل الملاريا إلي المخ فتعمل كرات الدم المصابة بالطفيل والمتحللة على انسداد أوعيته الدموية وتسمى هذه الحالة بالملاريا المخية. وتتمثل أعراض الإصابة بالملاريا عادة في ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى حوالي 38 درجة مئوية لمدة قصيرة، وتتكرر الأعراض كل 48 ساعة إذا ما كانت حالة المصاب الصحية جيدة وتتشابه أعراض الإصابة مع أعراض الإنفلونزا، ويُصاحبها رعشة وقشعريرة وصداع وآلام مستمرة في العضلات وإجهاد شديد وغثيان وقيء وإسهال خفيف وآلام شديدة في الجهاز الهضمي، وأعراض قرحة معدية، وتشنجات وغيبوبة قد تنتهي بموت المصاب. وتظهر الأعراض خلال أسبوع إلى عدة أشهر من تاريخ لدغة البعوض. ومن الثابت إحصائياً أن أكثر من 2% من المصابين بالطفيل «P» يموتون بسبب تأخر العلاج، ويصابون بفشل كبدي وكلوي وتكسير خلايا الدم الحمراء والالتهاب السحائي وتمزق الطحال والنزيف المتكرر». ويكمل الدكتور ألبير :» لقد سُجلت حالات انتقال المرض من أشخاص مصابين عن طريق نقل الدم، وكذلك من الأم المصابة إلى الجنين، وذلك قبل أو أثناء الولادة، وأيضاً عن طريق استخدام إبر الحقن «السرنجات» الملوثة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©