السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مع تصاعد التوتر بين إيران وأميركا.. "جلوبال سبيس": الدوحة في مأزق حرج

مع تصاعد التوتر بين إيران وأميركا.. "جلوبال سبيس": الدوحة في مأزق حرج
6 يوليو 2019 00:03

شادي صلاح الدين (لندن)

يشعر النظام القطري بقلق متزايد مع ارتفاع احتمالات مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران، التي تعتبر شريكاً أساسياً مع النظام المتهاوي في تركيا للنظام القطري، حيث أفادت التقارير بأن المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران قد تسببت في اضطرابات واسعة للخطوط الجوية القطرية.
وتعاني الخطوط الجوية القطرية التي تتلقى دعماً مباشراً من الحكومة، انخفاضاً كبيراً في أرباحها بعد المقاطعة العربية، حيث تعتمد على الأجواء الإيرانية في الوصول إلى مقاصدها، سواء من الدوحة أو إليها.
وذكر موقع «جلوبال سبيس» المتخصص في شؤون الطيران أنه تم تغيير موعد رحلات عدة للخطوط الجوية القطرية أو إلغائها الأسبوع الماضي عندما أسقطت إيران طائرة استطلاع تابعة للجيش الأميركي زُعم أنها انتهكت المجال الجوي الإيراني، مشيراً إلى أنه من المرجح أن تتأثر قطر بالوضع بشكل خاص، حيث لا تزال تحت المقاطعة العربية وتحت حظر المجال الجوي من قبل جيرانها المباشرين. وأجبرت المقاطعة والوضع الأمني في العراق الخطوط الجوية القطرية على الاعتماد بشدة على المجال الجوي الإيراني لرحلاتها.
وأفرد الموقع في تفاصيل وأسباب المقاطعة العربية وعلاقة ذلك بالاتهامات المباشرة التي تلاحق نظام الحمدين بدعم الإرهاب والتدخل في شؤون الآخرين، مشدداً على أنه ونتيجة للمقاطعة، تكبدت قطر خسارة بقيمة 30 مليار دولار عندما سحبت جميع الدول المجاورة استثماراتها الرأسمالية من البنوك القطرية. ووصلت قطر إلى أدنى مستوى تاريخي في حسابها الجاري، وميزان مدفوعاتها وانخفاض قيمة العملة.
لكن الأمر الذي يواصل المعاناة بشكل مباشر، هو المجال الجوي، والخطوط الجوية القطرية، حيث تكبدت الخطوط الجوية القطرية خسارة قدرها 69 مليون دولار نتيجة للمقاطعة. وكشفت التقارير السنوية لشركات الطيران عن انخفاض حاد في الإيرادات وانخفاض بنسبة 19 في المائة في عمليات الحجوزات.
ووفق الموقع: «أتت الأزمة الأخيرة بين النظام الإيراني والإدارة الأميركية لتقضي على أي أمل يلاحق المسؤولين في الدوحة، حيث إن المقاتلات الأميركية التي بدأت في التحليق في المنطقة وما أعقب ذلك من مراقبة الطائرات التي تتجه إلى طهران، وضعت المزيد من الضغوط على الخطوط الجوية القطرية ورئيسها أكبر الباكر الذي يبدو أن الحلول بدأت تضيق أمامه».
وأشار الموقع في تقريره إلى أن الأزمة الأخيرة ستزيد من عرقلة الرحلات القطرية إذا حدث تصعيد واسع النطاق بين الخصمين الرئيسيين، إيران والولايات المتحدة، مع الأخذ في الاعتبار أن البدائل المتاحة أمام الشركة القطرية محدودة للغاية.
وأضاف: «من المحتمل أن يكون من الصعب الوصول إلى مسار المجال الجوي البديل، أي إيران، في حالة تصاعد النزاع المسلح. لذلك، لا يزال المجال الجوي الإيراني حاسماً بالنسبة لعمليات الدولة الخليجية الصغيرة».
وأوضح أن التوترات المطولة والمكثفة بين الولايات المتحدة وإيران، لن تبشر بخير بالنسبة لقطر بالنظر إلى هذا السياق. وقد يؤدي تجنب المجال الجوي الإيراني في حالة نشوب صراع إلى زيادة الضغط على شركات الطيران العاملة من البلاد. ورغم أن إيران تمتلك مساحة واسعة من المجال الجوي، لكن الممر الذي يمكن الوصول إليه جنوب إيران يمكن أن يوضع تحت قيود الحظر الجوي (في حالة تفاقم التوترات بين الولايات المتحدة وإيران).
وبالإضافة إلى الخسارة المالية الكبيرة، فقدت الخطوط القطرية الوصول إلى 18 مدينة في البلدان التي فرضت المقاطعة. ثم اضطرت شركة الطيران إلى إعادة توجيه رحلاتها فوق إيران وتركيا، وهو ما وضع تكاليف إضافية نظراً لبعد هذه المسافات، وبالتالي المزيد من الخسائر المالية، ورفض الكثير من العملاء القيام بحجوزات عبر الشركة القطرية بسبب بعد المسافة والوقت الطويل الذي تستغرقه الرحلة للوصول إلى المقصد، رغم الخصومات الكبيرة التي تعلن عنها الشركة القطرية بشكل أسبوعي، وهو ما دفع بعض الركاب للسخرية من مطار الدوحة ووصفه بـ«البيت المهجور».
إن إعادة توجيه مسار الرحلات من وإلى قطر بسبب التوترات الحالية في المنطقة من شأنه أن يضع مزيداً من الضغوط على الخطوط القطرية والشركات التي تقوم برحلات إليها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©