الثلاثاء 21 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كبسولات مدرسية

30 يونيو 2010 22:03
نبوءة تداعى صوت المعلم وسط طلابه، وهو يشير لخريطة العالم: ـ كوكبنا معّرض لمخاطر احتباسات حرارية، وهذا لن يكون أقل تأثيراً على المحاصيل الزراعية والحيوانية بشتى أنواعها في السنوات القادمة. قطع تلميذ نجيب حديث الدرس قائلا: ـ لا داعي للقلق يا أستاذ؛ فالأجيال القادمة سيكونون من آكلي لحوم البشر! قبل وبعد المعلمة قبل الزواج تدخل الفصل بوجه متجهم وشعر مشعث، بينما تهديداتها تسبقها: ـ ولا كلمة، احبسن أنفاسكن جيداً..! تدوّن على السبورة بتأن: العنوان، التاريخ، حكمة اليوم، ملخص الدرس وحديث مسهب عنه. أثناء الشرح: ـ عائشة، تحجبي جيداً، ويلك إن وقعت عيني على خصلاتك الملونة مرة أخرى..! ـ وأنت ِيا منى، آخر مرة أراك في هذا المريول الضيق..! ـ وما هذا الطلاء الأحمر على أظافرك يا سارة، هل نحن في حفل؟! المعلمة بعد الزواج تدخل الفصل بابتسامة تشقها نصفين، تخربش عجلى على السبورة. تتثاءب وهي تعتذر: ـ عذراً يا تلميذات، لا مزاج لدي لشرح درس اليوم. وتتابع: ـ واااو يا عائشة، لون شعرك جميل، ما الصبغة التي تستعملينها؟! ـ ياااااي يا منى، مريولك المخصر تفصيله رائع، هل لي أن أعرف من أي خياط تم تفصيله ؟! ـ وأنت يا سارة، طلاء أظافرك الأحمر مدهش من أين اقتنته؟! جيل عصري المعلمة: ما هي طموحاتكن في المستقبل؟ التلميذة الأولى: أن أصبح مغنية كنانسي عجرم.. التلميذة الثانية: يا سارقة، هذا طموحي أنا وليس من حقك أن تطمحي إليه! التلميذة الثالثة: أنتِ السارقة، بل هو طموحي أنا الرابعة: لا، إنه طموحي.. الخامسة: إنكن سارقات أنا التي طمحت لذلك.. السادسة: كيف هذا وأنا أقدركن لهذا الطموح؟ الصف كله: لا.. أنت.. اسكتي.. نعم.. هااا.. تبا.. خرقاااء..! تلميذات الصف كلهن تشابكن في عراك صوتي وجسدي.. والمعلمة ضاع صوتها عبثا بين طموحاتهن! صوتها عورة ران على طباعها الصمت، بل أن زميلاتها في الفصل أكدن للمعلمة أنهن لم يسمعن حسها أبدا، وحين عجزت باقي المعلمات إخراجها من صومعة صمتها المقدس، لم تثنِ المعلمة الجديدة عزائمها، وبعد عدة محاولات شاقة معززة إياها بإغراءات مادية، تمتمت حنجرتها المتيبسة صوتا ضئيلا... وحين بدت عبارتها غير مسموعة، طلبت منها المعلمة أن تعيد ما تقولته، فأعادت العبارة بصوت خانق هزّ صداه المدرسة كلها: ـ يقول أبي دائما: “اخرسي يا بنت..”!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©