الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مصدر ليبي لـ "الاتحاد": مقتل مستشارين أتراك في "غارة معيتيقة"

مصدر ليبي لـ "الاتحاد": مقتل مستشارين أتراك في "غارة معيتيقة"
5 يوليو 2019 00:09

حسن الورفلي (بنغازي)

أكد مصدر ليبي رفيع المستوى مقتل عدد من المستشارين العسكريين الأتراك في غارة جوية دقيقة نفذها سلاح الجو الليبي على غرفة التحكم بالطائرات التركية المسيرة داخل قاعدة معيتيقة الدولي. وقال المصدر لـ«الاتحاد» إن الغارة الجوية للجيش الليبي أدت لمقتل ما يقرب من 10 مستشارين وفنيين أتراك داخل معيتيقة في طرابلس، مشيراً إلى أن عدداً من الجرحى الأتراك تم نقلهم إلى مدينة مصراتة تمهيداً لنقلهم إلى مستشفيات تتبع الجيش التركي في إسطنبول.
ودفعت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بأكبر عدد من التعزيزات العسكرية والمقاتلين إلى مدن المنطقة الغربية دون أن توضح وجهتها، وهو ما يرجح تخطيط قوات الجيش الليبي لفتح محور جديد تمهيداً لمعركة تحرير غريان ومواصلة التقدم نحو قلب العاصمة.
وكان الجيش الوطني الليبي أعلن، مساء الأربعاء، تدمير غرفة التحكم بالطائرات التركية المسيرة داخل قاعدة معيتيقة الجوية بالعاصمة طرابلس. وأكد المتحدث الرسمي باسم القائد العام للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري تدمير غرفة التحكم الرئيسية بالطائرات المسيرة في مطار معيتيقة الدولي.
وفشل مجلس الأمن الدولي في إصدار بيان يدين ضربة جوية استهدفت مركزاً لاحتجاز المهاجرين في ليبيا وأوقعت 44 قتيلاً على الأقلّ، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية. وقالت المصادر إنّه خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن حول هذا القصف واستغرقت ساعتين قدّمت بريطانيا مشروع بيان يدين الضربة الجوية ويدعو إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا والعودة إلى طاولة الحوار، وأكدت المصادر عرقلة الولايات المتحدة لإصدار هذا البيان.
وكانت الولايات المتحدة أدانت الضربة الجوية التي استهدفت مركزاً للمهاجرين في ليبيا وأسفرت عن مقتل أكثر من 40 مهاجراً، ودعت إلى الحوار من أجل إيجاد حل للنزاع الذي تشهده ليبيا.
ويرى مراقبون أن الفشل الذي يلاحق حكومة الوفاق في مجلس الأمن دليل على تخلي دول المجتمع الدولي عن فائز السراج وحكومته، وذلك بسبب فشله على مدار السنوات الثلاث الماضية في إيجاد حل للأزمات التي تعاني منها ليبيا، بالإضافة إلى تحالفه مع تشكيلات مسلحة وقادة جماعات متشددة بعضهم مطلوب للعدالة الدولية.
بدوره، قال عضو مجلس النواب الليبي علي السعيدي لـ«الاتحاد» إن حكومة الوفاق الوطني فقدت الدعم الدولي وذلك بعد الاجتماع الأخير الذي جمع المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، بسبب عدم وفاء السراج بوعوده أمام المجتمع الدولي واستمرار تحالفه ودعمه للمليشيات المتطرفة منها المصنفة إرهابية.
وأكد السعيدي أن تحرير الجيش الليبي للعاصمة طرابلس من قبضة الميليشيات المتطرفة واجب، لافتاً إلى أن البرلمان الليبي الذي يعد الجسم الشرعي في البلاد سيشكل حكومة وحدة وطنية بعد تحرير طرابلس، شريطة تمرير الحكومة عبر قبة البرلمان وكذلك إعادة كتابة مشروع الدستور ومن ثم الذهاب لانتخابات.
وأكد عضو مجلس النواب الليبي إبراهيم الدرسي أن دول العالم تدرك جيداً من يقاتل بجانب حكومة الوفاق الوطني، لافتاً إلى وجود خليط من المجموعات الإرهابية التي قاتلت في العراق وسوريا داخل طرابلس، فضلاً عن مجموعات أخرى تتبع جماعة الإخوان وتدين بالولاء لها وهي ليست تحت سلطة الدولة بل تتبع زعماءها وقادة الجماعة الذين يقيمون خارج البلاد، بالإضافة إلى مجموعات إجرامية نشأت وترعرعت في ظل الفوضى التي سادت ليبيا بعد أحداث 17 فبراير.
وقال الدرسي لـ«الاتحاد» إن سيطرة المليشيات المسلحة تمثل العقبة الكبيرة في طريق الاستقرار السياسي والاقتصادي، مؤكداً أن تحرير طرابلس سيؤدي إلى الاستقرار المنشود والذي يعقبه بلا شك الذهاب لانتخابات رئاسية وتشريعية والاستفتاء على الدستور
وطالب الدرسي بموقف واضح وصريح من الجامعة العربية تجاه التدخل التركي السافر في الشأن الداخلي الليبي، مضيفاً «أعتقد أن موقف الجامعة العربية في هذا الأمر لن يتأخر».
وطالب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب الليبي يوسف العقوري، جامعة الدول العربية باتخاذ موقف واضح من انتهاكات الحكومة التركية تجاه ليبيا وإدانتها بأشد العبارات. واستنكر العقوري في خطاب موجه إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، بأشد العبارات تدخل أنقرة المتكرر في الشأن الليبي، موضحاً أن ذلك يعد تهديداً للعلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الصديقين.
وعسكرياً، رد قائد غرفة عمليات القوات الجوية اللواء محمد المنفور على اتهام الجيش الليبي باستهداف مركز إيواء للمهاجرين في تاجوراء، نافياً استهداف الطيران الليبي لمركز الإيواء، مشدداً على أن المركز لم يكن ضمن قائمة الأهداف نهائياً. وأشار المنفور إلى أنه منذ إطلاق عملية طوفان الكرامة لم تستهدف القوات الجوية إلا المواقع القتالية التي كانت تُعد فيها العدة لمهاجمة تمركزات الجيش وأهداف مدنية.
وأكد امتلاك غرفة عمليات القوات الجوية قاعدة بيانات حديثة بإحداثيات ومواقع كافة مراكز الإيواء والسجون، مشيراً إلى أنها وضعت تلك الأهداف على قائمة المواقع المحظور استهدافها تحت أي ظرف حتى لو استخدمت من قبل الميليشيات المسلحة كمركز عمليات معادٍ.
ولفت إلى أن توقيت استهداف مركز إيواء المهاجرين في تاجوراء تزامن مع تحليق «طيران معادٍ» في المنطقة انطلاقاً من كل قاعدة معيتيقة ومطار الكلية الجوية في مصراتة، مشيراً إلى أن الطائرات المعادية نفذت غارة واحدة في التوقيت ذاته تقريباً بمدينة ترهونة، مضيفاً «لا نعلم أين نفذت بقية طلعاتها كما أن كافة الأدلة موجودة على وقوع انفجارات لكميات ضخمة في موقع ميليشيا الضمان المجاور قبل 15 دقيقة من إصابة المركز المنكوب ووقوع الضحايا».
وحملت غرفة عمليات القوات الجوية المجلس الرئاسي عموماً كامل المسؤولية الجنائية والأخلاقية والسياسية على عدم اتخاذه أي إجراءات تكفل سلامة المهاجرين سواء في المركز المنكوب أو غيره من المراكز التي تديرها الميليشيات وتستخدمها كمواقع لتخزين الأسلحة والآليات والمتفجرات من دون اتخاذ أي إجراءات تخزين سليمة واستخدامها استخداماً مزدوجاً كما هو في حالة مركز تاجوراء.
وناشدت غرفة عمليات القوات الجوية الليبية كافة المنظمات والجهات الدولية ذات الصلة بإنقاذ هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين في مختلف مناطق المنطقة الغربية، من قبضة هذه المليشيات المجرمة التي جعلت منهم تجارة خاصة بها وسلعة لجني المال وتحصيل الميزانيات من أموال الدولة، بينما يجني المجلس الرئاسي المساعدات من الخارج باسمهم ويضعها في جيوب لصوصه والمهربين، على حد وصف البيان.
وقالت الأمم المتحدة أمس إنها تلقت معلومات بأن حراساً ليبيين تابعين لحكومة الوفاق الوطني أطلقوا النار على لاجئين ومهاجرين كانوا يحاولون الهرب من الهجوم الجوي الذي أصاب مركزاً لاحتجاز المهاجرين في ليبيا وأودى بحياة ما لا يقل عن 53 شخصاً بينهم ستة أطفال.
وأورد تقرير للأمم المتحدة عن الأوضاع الإنسانية أن المركز تلقى ضربتين جويتين إحداهما أصابت ساحة سيارات خاوية والأخرى أصابت عنبراً كان يضم حوالي 120 لاجئاً ومهاجراً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©