الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرم سفير إندونيسيا: نستقبل العيد بالطابور العسكري وضرب الطبول والتكبير

حرم سفير إندونيسيا: نستقبل العيد بالطابور العسكري وضرب الطبول والتكبير
22 مايو 2018 19:51
لكبيرة التونسي (أبوظبي) تزور «الاتحاد» بيوت عقيلات، سفراء دول إسلامية، مقيمات في الإمارات، لتستكشف عادات وتقاليد الشعوب خلال الشهر الفضيل، الذي يجمع ويوحد بين المسلمين في شتى أرجاء العالم، مهما تباعدت المسافات والقارات. لكن بالطبع، يضع كل مجتمع بصماته الفريدة وفقاً لتراثه وبيئته، على مختلف طقوس شهر الصوم، بدءاً من استطلاع الهلال واستقبال الشهر، حتى الاحتفال بعيد الفطر. كل هذا ترصده «الاتحاد» على مدار الشهر الفضيل، عبر حواراتها اليومية مع قرينات السفراء. تشهد الجمهورية الإندونيسية تنوعاً ثقافياً كبيراً، انعكس على العادات والتقاليد والأغذية والزي التقليدي الذي يظهر بوضوح في الطقوس الروحانية والإنسانية والاجتماعية الخاصة بالشهر الفضيل. وتقول فريدة حسين باجيس حرم السفير الإندونيسي المعتمد في دولة الإمارات، إن الشعب الإندونيسي يتميز بحبه للتجمعات مع العائلة وأفراد المجتمع من أجل تعزيز الروابط الاجتماعية، ويزيد الخير والعطاء والإقبال على المساجد والإفطار في جماعات والزيادة في المحاضرات الدينية وتدارس القرآن الكريم، ومن العادات المميزة للشعب الإندونيسي أثناء حلول عيد الفطر عن بقية الشعوب، المشي جماعات في ساحة الطريق العام بنظام الطابور العسكري، يحملون الأضواء، والعصي المشتعلة بالنار، ثم يقومون بضرب الطبلة، ويكبرون. وتؤكد أن رمضان في كل دولة عربية وإسلامية يشهد حضور مجموعة من الحلويات، التي تبرز في هذا الشهر، وكذلك بعض المشروبات والحساء التي لا تستغني عنها المائدة الرمضانية، حيث تعتبر الحلويات من أكثر الأكلات إقبالاً خلال الشهر المقدس بالنسبة للإندونيسيين. قداسة رمضان ويحتل شهر رمضان الكريم أهمية بالغة في إندونيسيا، كما في بقية الدول العربية والإسلامية، حيث تقول باجيس: في ذلك الشهر يتزايد الشعور بالترابط والقرابة، ونحن عادةً نتناول الإفطار والسحور ونقيم صلاة التراويح من بيت إلى بيت مع الأصدقاء والعائلة، لافتة إلى أن عادات وتقاليد الشعب الإندونيسي خلال هذا الشهر عريقة، رغم اندثار بعضها خاصة في مجتمع المدن، موضحة أن استقبال رمضان كان يتم عند جميع الإندونيسيين بذبح الذبائح، ابتهاجاً بقدومه، كما كانت تغلق المدارس، احتفالاً بشهر الصوم، وتفتح المساجد طوال الليل لتلاوة القرآن الكريم، ويسمى ذلك «تداروس»، بالإضافة إلى إقامة مآدب جماعية للطعام في المساجد، وفي بعض الأماكن من الأحياء السكنية، ومن العادات في إندونيسيا أن الكل يجتمع في المساجد قبل الإفطار ليؤدوا صلاة المغرب، ثم يتناولوا إفطارهم في أماكن خاصة بالمساجد، ويتم تبادل الأطعمة. تنوع وتسامح إندونيسيا التي تحتضن سبعة عشر ألف وخمس مائة وثماني جزر، منها جزيرة جاوى، سومطرة، كليمانتان، سولاويسي، وبالي، تشهد تنوعاً كبيراً ثقافياً وحضارياً انعكس على المائدة الإندونيسية بشكل عام، حيث يصل عدد سكانها إلى 240 مليون نسمة، وتتكون إدارياً من 33 مقاطعة، ولكل محافظة عادات وتقاليد خاصة، وإلى ذلك تقول حرم السفير الإندونيسي، إن بلدها تتكون من مجموعات عرقية ولغوية ودينية مختلفة منتشرة ومتفرقة عبر العديد من الجزر، موضحة أن ذلك أثر في المطبخ رغم الطابع العام المتشابه الذي يستمد مواده من الأرض والتنوع الزراعي والمنتج الفلاحي. التسامح يحرص الإندونيسيون خلال رمضان على الخروج إلى المسجد بالزي التقليدي لأداء صلاة العشاء والتراويح، وعند حلول الشهر، تجهز الملابس للرجال «كوكوك»، بينما ترتدي الألبسة المعروفة بأنواعها المختلفة، وتسبق الشهر تحضيرات تمتد إلى شهور، وعن ذلك تقول باجيس إن الناس في إندونيسيا يعدون أنواعاً مختلفة من الطعام، مثل «م رينداع»، وهو من لحم البقر المخلوط بحليب جوز الهند، مؤكدة أن هذا الطعام يمكن تخزينه مدة طويلة، حيث لا يفسد بسرعة. حفاوة الاستقبال ويعظم الإندونيسيون الشهر الكريم بالفرحة والسعادة، ويعدون له العدة قبل حلوله بأسابيع، وينشر الشهر الفضيل ظلاله على جميع ربوع البلاد، بحيث تعلق اللوحات الرمضانية في مناطق التسوق وتردد الأناشيد الإسلامية، وخلال رمضان واحتراماً لمشاعر المسلمين تغلق جميع المطاعم بالستائر خلال النهار، لأن الشعب الإندونيسي ليس كله مسلم. وتقول باجيس: يكثر المسلمون الخطى إلى المساجد لأداء صلاة العشاء والتراويح، وبعد ذلك يتدارسون القرآن الكريم، مؤكدة أن ذلك ينبع من رغبة كل فرد في أداء العبادات بكل خضوع وخشوع لله رب العالمين، ونرى خلال هذا الشهر المبارك أن الناس تتشابه في تقديم أطباق وجبات الإفطار والعشاء والسحور، ومنها: الشوربة والحلويات أو ما نسميها «كولاك» هذا المشروب الذي يحضر بقوة في الشهر الكريم. مطبخ وحضارات وتضيف باجيس أن هناك أكثر من 300 مجموعة عرقية في إندونيسيا، كل منها لديها أطعمة ومشروبات خاصة بها خلال الشهر الكريم، مشيرة إلى أن من أشهر وجبات الإفطار «كولاك»، وهي حلوى مصنوعة من الموز أو البطاطا الحلوة بأساس من سكر النخيل وحليب جوز الهند وورق الكاذي، وعادة ما يكون الطبق الرئيس «سوتو»، وهو عبارة عن شوربة مالحة مع الخضار الممزوج بلحم البقر أو الدجاج وطبق جادو - جادو وهو مزيج سلطة الخضار مع صلصة الفول السوداني، موضحة أن المطبخ الإندونيسي ببلدها يتفاوت من منطقة لأخرى مستنداً على المطابخ الهندية والشرق أوسطية والأوروبية والصينية، وأن كل جزيرة تتنوع وتختلف بما يتناسب مع الأرض، الناس، اللغة، وأن كل جزيرة لها ثقافة خاصة بها، بالإضافة لمأكولاتهم الشعبية وموروثاتهم. وتضيف «هناك أساس شائع في المأكولات، وطريقة تناول الطعام، فالأرز هو الطعام الأساسي للشعب الإندونيسي، ما عدا جزيرة بابوا، وأمبون، حيث يشكل دقيق النشا المادة الأساسية لإعداد طعامهم، ففي كل رحلة إلى أرض إندونيسيا تبدو مثل اكتشاف مائدة طعام جديدة تفي بجميع الأذواق أكثر من مجرد تلبية وتحية». ومن عادات مسلمي إندونيسيا في السابق خلال إفطار رمضان أن الاجتماع في المساجد قبل أذان المغرب لتناول طعام الإفطار، حيث تنقل الأطعمة من البيت، ليجلس الكل عند الأذان للإفطار في جماعات، وبعد ذلك يؤدون صلاة المغرب جماعة، ومن أشهر الأطعمة الرمضانية التي يفطر عليها مسلمو إندونيسيا حلوى أشبه بالكعك يسمى «أبهم»، ويقدم إلى جانب التمر. وتوضح أن كل مجموعة أو سلالة عرقية لها توابل خاصة بها، جيدة المذاق وعلى سبيل المثال: فأهل ميننانج ماباو في سومطرة، يشتهرون بالأطباق ذات التوابل الكثيرة والحارة، بينما الجاويون في جزيرة جاوا يميلون أكثر إلى المذاق الحلو في طعامهم، مشيرة إلى أن الإندونيسيين يفطرون على الكولاك الذي يغيب طوال فترة السنة عن المائدة، إلى جانب الوجبات الخفيفة والحلويات والمشروبات وبعض الحلويات، أما الأرز المرفوق بالمرق أو صالونة، فإنه يقدم على السحور. شهر التزاور والتراحم كما تؤكد أن رمضان في إندونيسيا شهر التزاور والاجتماعات الأسرية والعائلية، والرحمة والتصدق والتسامح، لافتة إلى أن أغلب الناس يجعلون من هذا الشهر الكريم فرصة لفتح الأبواب لاستقبال الناس، حيث يفضل الناس الإفطار والتسحر مع الأسرة بينما يتوجهون بعد الإفطار إلى المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح. وتضيف باجيس: «نستمع إلى المحاضرات الدينية التي تلقى من قبل علماء الدين، ويشكل المسجد تجمعاً للأصدقاء والجيران وأسرهم، حيث يعتبر فرصة لإثراء الثقافة الدينية، بحيث تتخلله العديد من الأنشطة الروحانية أثناء لياليه، منها تدارس القرآن، حضور المحاضرات الدينية، الاعتكاف، بالإضافة لإقامة مشروع الإفطار الجماعي للضعفاء والمساكين، ويعرف الإندونيسيون بتدينهم، بحيث يولون عناية كبيرة للطقوس الدينية ولقراءة القرآن. طابور ودق الطبول وتقول: «يرتبط رمضان بمراحل عدة، حيث نستعد قبل حلوله لاستقباله بتجهيز الأزياء التقليدية، للترحيب بالشهر المبارك، حيث يقوم أفراد المجتمع بتجهيز جميع الأزياء الإسلامية المختلفة للرجال والنساء، وكل منطقة لديها أزياء متنوعة، إما قبعة جمجمة للرجال أو الحجاب للنساء، لذلك تعرف شوارع وأسواق إندونيسيا ازدحاماً كبيراً خلال الأيام التي تسبق العيد، كما نجهز أنواعا من الكيكات، والوجبات الخفيفة والمتنوعة، وخلال يوم العيد نجد الناس يتزاحمون في الأسواق ومناطق التسوق للاحتفاء بهذه المناسبة. رمضان في الإمارات وتعبر فريدة حسين باجيس عن سعادتها لقضاء رمضان في الإمارات، مشيرة إلى أن ذلك سيتيح لها معرفة عادات وتقاليد العديد من الشعوب خلال هذا الشهر عبر الجنسيات المختلفة الموجودة على أرض الإمارات: «لقد أمضينا رمضان خلال فترة تولينا المنصب في القاهرة وطوكيو ودبي والآن في أبوظبي. وتضيف «أنا كزوجة السفير، أشعر بأن جميع الجالية الإندونيسية الذين يعيشون في الإمارات جزء من أسرتي، وبخصوص علاقتي مع بقية صديقاتي زوجات عقيلات السفراء فإننا نلتقي بشكل دوري مع أفراد الجالية في شهر رمضان المبارك لتناول الإفطار وأداء صلاة التراويح معاً. ونفس الشيء مع السفراء الآخرين، فنحن نستضيف بعضنا البعض ونقدم أطعمتنا التقليدية خلال شهر رمضان المبارك، وعلاوة على ذلك، نقوم بهذه التجمعات خلال الأشهر الأخرى مع أبناء جاليتنا ونقدم الأطعمة الإندونيسية لزملائنا من البلدان الأخرى. خبرات الأطفال يكتسب أطفال الدبلوماسيين خبرات كبيرة من خلال تنقلاتهم في مختلف الدول، وهذا ما أكدت عليه حرم السفير الإندونيسي، مشيرة إلى التعرف على التقاليد الجديدة، وتعليم أطفالنا في رمضان أن يزيدوا دائماً من عباداتهم، مثل قراءة القرآن وإعطاء الصدقة والقيام بأعمال أخرى، ولتعزيز هذه الطقوس وتشجيعهم على أدائها بالشكل الصحيح، فإنه يتم تخصيص بعض الجوائز والهدايا دائماً عند حلول عيد الفطر. جوز الهند يوجد جوز الهند بغزارة في إندونيسيا، نظراً لمناخها الاستوائي، ومنذ القديم طور الإندونيسيون الاستعمالات العديدة والمتنوعة لهذا النبات، حيث تعرف استخداماً واسعاً لحليب جوز الهند في الأطباق في العديد من أنحاء الدولة، بل يعد من الخصائص الأخرى المميزة لفن الطبخ الإندونيسي، ويستعمل في مثل هذه الأطباق «رندانج» «سايور لوديه» «أبور أيام»، ومن الحلويات مثل الحلوى الجليدية «إيس تشيندول»، ويهتم الناس في كثير من المناسبات والاحتفالات بتقديم مأكولات يدخل في تجهيزها جوز الهند.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©