السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ما أشبه الليلة بالبارحة!

ما أشبه الليلة بالبارحة!
19 يناير 2019 00:02

لا شيء يدعو للاستياء من خسارة المنتخب السعودي من المنتخب القطري، سوى أن «الأخضر» فرض أفضليته على المباراة، بدليل نسبة الاستحواذ التي بلغت نحو 70% مقابل 30%، وهي نسبة بمقاييس كرة القدم تعد اكتساحاً ميدانياً، وتدل على تواضع مستوى المنافس، لكنها في عرف كرة القدم لا تساوي شيئاً، ما لم تهتز الشباك بالعدد الذي يودع النقاط في بنك المنافسة، عدا ذلك فإن مآلات النتيجة التي انتهت إليها المباراة لم تؤثر في طريق العبور لثمن النهائي.
قد يقول قائل إن الخسارة كلفت «الأخضر» كثيراً، إذ فرضت عليه الذهاب لوصافة المجموعة، وأجبرته على مواجهة اليابان أحد أهم المرشحين للقب، فيما كان الفوز سيضعه في مواجهة منتخب العراق، وهو الأقل حظوظاً في المنافسة، وهو كلام منطقي إلى حد بعيد، غير أنه ليس واقعياً في حسابات المنتخبات الكبيرة التي تتطلع للمنافسة على اللقب، والتي يفترض أنها رتبت حساباتها على أسوأ الاحتمالات وأشد الظروف.
في الحسابات على الورق، يمكن الجزم بأفضلية «محاربي الساموراي» على «أسود الرافدين»، لكن في وقائع كرة القدم كل ذلك قد يتبدل خلال دقائق المباراة، ومنتخب اليابان الذي تصدر مجموعته بالعلامة الكاملة ليس ثمة شك في قوته، سواء على المستوى الفردي للاعبين أو الجماعي للفريق، لكن المنتخب العراقي هو الآخر قدم حضوراً لافتاً في مجموعته، ونافس على صدارتها، ولم يؤخره عنها غير فارق الأهداف عن المنتخب الإيراني، وهما اللذان تعادلا في مباراتهما، بعد أداء مميز في الجانبين الفني والقتالي للفريق، وقد كان العراقيون نداً قوياً للإيرانيين الذين يدخلون البطولة وهم مرشحون للمنافسة على اللقب.
قلق البعض من المنتخب الياباني له ما يبرره، لكن الوقائع تثبت أن «الأخضر» يعشق هذا النوع من المباريات الفاصلة، لاسيما مع اليابان، وشواهد الماضي والحاضر تثبت ذلك، ففي تصفيات كأس العالم الأخيرة، كان المنتخب السعودي يحتاج إلى الفوز، وقد رماه القدر في وجه اليابانيين بعد الخسارة من الإمارات، التي فجرت براكين الغضب في الشارع السعودي، ويومها فعلها فهد المولد في تلك الليلة التاريخية التي لا ينساها السعوديون، والتي كان استاد «الجوهرة» في جدة مسرحاً لها.
ولا تُمحى من ذاكرة أنصار «الأخضر» مواجهة اليابان في كأس آسيا 2007 وهو حامل اللقب، والمرشح الأول للقب، حينما حولوا خسارتهم في نصف النهائي بنتيجة 1-2 إلى فوز بنتيجة 3-2، ليعبروا إلى النهائي لمواجهة العراق قبل أن يخسروا المباراة ومعها الكأس، في وقت لم يكن العراقيون مرشحين للقب، وهو ما يؤكد من جهة أن لعبة الورق شيء، ولعبة الميدان شيء آخر، ومن جهة أخرى فإن من يسعى للمنافسة على اللقب، ليس عليه تفصيل منافسيه وفق المقاسات التي يريدها!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©