أمم أفريقيا: "العلامة الكاملة".. عقدة تطارد "المثلث العربي"

عمرو عبيد (القاهرة)

حصد الثلاثي العربي، مصر والمغرب والجزائر، العلامة الكاملة في الدور الأول من كأس الأمم الأفريقية، بعد تحقيق الفوز في جميع مباريات مرحلة المجموعات، وهي المنتخبات الوحيدة في نسخة 2019 التي بلغت رصيد 9 نقاط في هذا الدور، وبرغم ذلك، لا يعني تحقيق العلامة الكاملة، ضمان الفوز والتتويج باللقب القاري، لأن التاريخ يروي 4 قصص ناجحة فقط، خلال مسيرة امتدت عبر 54 عاماً، وخلال 28 نسخة أقيمت من قبل، مع استثناء النسخ الثلاث الأولى من بطولة كأس القارة السمراء التي أقيمت بنظام يختلف تماماً عما يجري الآن، ما يعني أن نسب نجاح صاحب العلامة الكاملة في الفوز باللقب، لا تتجاوز 14%.
وكانت البداية في نسخة 1965 التي احتضنتها تونس، وفاز بها نجوم غانا، بعدما حققوا الفوز في مباراتي دور المجموعات الذي شهد إقامة البطولة بين 6 فرق، جرى تقسيمها إلى مجموعتين فقط، والتقى بطلا المجموعتين في المباراة النهائية، وحصد منتخب «النجوم السمراء» اللقب الثاني في تاريخه، بعلامة كاملة حققها في الدور الأول.
وبعد 25 عاماً، جاء الدور على منتخب الجزائر، ليفوز بكأس القارة السمراء، للمرة الأولى، الوحيدة في تاريخه، عندما استضاف النسخة الـ17 من البطولة في عام 1990، وخلالها، حصد محاربو الصحراء 3 انتصارات متتالية في مرحلة المجموعات، على كل من نيجيريا وكوت ديفوار ومصر، قبل أن يتجاوزوا عقبة السنغال في نصف النهائي، ثم كرروا الفوز على «النسور الخضراء» في المباراة النهائية، بهدف نظيف هذه المرة، وهو ما يدعو الآن أنصار «محاربي الصحراء» للتفاؤل، عقب تحقيق العلامة الكاملة هذه المرة أيضاً، وهي الثانية في تاريخهم القاري.
وعادت الكاميرون لتحقق الإنجاز ذاته، في نسخة 2002 في مالي، بعد 12 عاماً، بعدما جمعت 9 نقاط كاملة، وأحرزت خمسة أهداف، من دون أن تهتز شباكها على الإطلاق، في المجموعة الثالثة، التي ضمت معها، الكونغو الديمقراطية، وتوجو وكوت ديفوار، وأقصى «الأسود» كلاً من «الفراعنة» و«نسور مالي»، في الطريق نحو النهائي، الذي شهد تحقيق الكاميرون اللقب الرابع، على حساب السنغال، عن طريق ركلات الترجيح.
وكان الفراعنة هو آخر من كرر ذلك الحصاد الكامل، في نسخة 2010، التي شهدت فوز المنتخب المصري بآخر ألقابه القارية حتى الآن، في ثلاثيته التاريخية الشهيرة، ولم يكتفِ الفراعنة بالفوز بثلاث مباريات في دور المجموعات فقط، بل حصدوا أيضاً 6 انتصارات متتالية في جميع مراحل البطولة، حتى التتويج التاريخي باللقب السابع والقياسي.
والغريب أن البطل الذي تُوِّج في تلك النسخ، كان الفريق الوحيد الذي استطاع حصد العلامة الكاملة في دور المجموعات في كل بطولة، وخلال 28 بطولة أقيمت بنظام المجموعات، لم يحقق أي منتخب الفوز في جميع مواجهات الدور الأول، في 15 نسخة، بنسبة 54% من البطولات السابقة.
وتشير الإحصائيات التاريخية، إلى أن منتخب غانا، هو الأكثر حصداً للعلامة الكاملة في تاريخ الكؤوس الأفريقية، حيث فاز في جميع مباريات الدور الأول، 5 مرات، ولكنه لم ينجح في الفوز باللقب خلالها، سوى مرة واحدة فقط، وتكرر الأمر مع المنتخب المصري، في 3 نسخ سابقة، ولكنه غادر بطولة 2000 من الدور الثاني مباشرة، واكتفى بالمركز الثالث في نسخة 1974 التي استضافها، كما فشلت نيجيريا وكوت ديفوار أيضاً في الفوز بلقبين، رغم تحقيق العلامة الكاملة في الدور الأول آنذاك.
وأخيراً، تُعد هذه المرة الأولى التي تشهد نجاح منتخب «أسود الأطلس» في الفوز بكل مباريات الدور الأول، علماً بأنه فاز باللقب مرة واحدة، في عام 1976 بإثيوبيا، بعدما فاز في مباراتين وتعادل مرة واحدة في دور المجموعات الأول، ولم يخسر المغرب أي مباراة في تلك البطولة.