الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المهابة

المهابة
29 يناير 2009 23:34
كان عبيدالله بن عباس متوجهاً إلى معاوية فصادفه وغلامه مطر شديد فرأى بيتاً متواضعاً وأمامه رجل أشعل ناراً فسلم فقال الرجل لعبيد الله أنخ وتفضل، ثم دخل الرجل إلى زوجته فقال لها إليّ بالشاة لأذبحها فإن الضيف يبدو أنه من أكابر العرب فإن يكن من مضر فهو من قريش وإن يكن من اليمن فهو من بني آكل المرار، فقالت إن هذه الشاة يعيش صغاري على لبنها وليس لدينا غيرها وأخاف عليهم، فقال إن موتهم أهون عندي من أن أكون لئيماً ولا أقوم بحق ضيفي وأخذ الشفرة وهو يقول: قربتــــــــي لا توقظــــي بنيــــــه إن يوقظوا ينسـحبوا عليــه وينزعوا الشــــفرة من يديـــه أبغـــــض هذا أن يـــــرى لديـــه وذبح الشاة فعشى ضيفيه منها وفي اليوم التالي تغذيا منها ثم أراد عبد الله أن يستأنف سيره فقال لغلامه أعط هذا الشيخ كل ما معك من نفقتنا، قال الغلام: أيها الأمير إننا إن أعطيناه عشرة أضعاف ثمن الشاة لفرح بها كثيراً وأرضته، كما أنه لا يعرفك· فقال: إن كان يرضيه القليل فأنا لا يرضيني إلا الكثير، وإن كان لا يعرفني فأنا أعرف نفسي· ففعل الخدم ما أمر به· وذهب عبيد الله إلى معاوية وعند عودته قال لغلامه نود أنمر على ذلك الرجل مرة أخرى فلما وصلا إليه إذا برجل سري عنده دخان كثير وإبل وأغنام وخير وافر، فسلم عليه عبيد الله وقال له: هل تعرفني؟ قال لا· قال أنا ضيفك الذي ذبحت لنا شاتك، فقبل الرجل رأسه ويده وقال لقد أنشدت بعض الأبيات فاسمعها: توسمته لما رأيت مهابة عليه وقلت المــرء مــن آل هاشــــــم وإلا فــــــــــــمن آل المـــــــرار فإنهـــــــم ملوك عظــــام مــن كــــرام أعاظـــم فقمــــــــت إلى عــــــــنز بقيــــة أعـــــنز لأذبحهـــــا فعـــل امرئ غــير نادم فعوضني عنهــا غنــــاي ولم تكـــن تعادل عنزي غير بعــض دراهــــم فقلت لأهلي في الخلاء وصبيتي أحقــا أرى أم تـلك أحـــــلام نائــــم فضحك عبيد الله وقال لقد أعطيتنا أكثر مما أخذت منا، وأمر لهب مثل المبلغ الأول· فلما علم معاوية قال: لله در عبيد الله! من أي بيضة خرج، وفي أي عش درج!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©