السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع أسعار محاصيل البن يهدد مزاج العالم

تراجع أسعار محاصيل البن يهدد مزاج العالم
2 يوليو 2019 03:03

حسونة الطيب (أبوظبي)

تتفاقم معاناة المزارعين ويزداد هجر العديد منهم لمزارع القهوة حول العالم، بصرف النظر عن الزيادة في الطلب على تناول القهوة بأنواعها المختلفة، من الكابتشينو والإسبريسو والمثلجة. وعلى مدار السنوات الست الماضية، تعرض محصول القهوة، لأضرار بالغة بسبب فطريات الأشجار في أجزاء من أميركا الجنوبية، إضافة إلى تدني الأسعار على الصعيد العالمي بنحو 33% في السنة الماضية، بحسب «فايننشيال تايمز».
وفي الوقت الذي يفترض أنه يصادف موسم الازدهار، قياساً على حزام القهوة، المنطقة فوق خط الاستواء بين المناطق المدارية للسرطان والجدي، يواجه المزارعون من إثيوبيا إلى الإكوادور وبيرو إلى غينيا الجديدة، معاناة كبيرة مع تراجع أسعار البن العربي، الذي يشكل 60% من الحجم الكلي للسوق، إلى أدنى مستوى له منذ 14 عاماً، بنحو 90 سنتاً للرطل في بورصة «انتركونتننتال».
وتضاعفت قيمة قطاع القهوة العالمي، لما يقارب الضعف على مدار العقد الماضي، إلى 90 مليار دولار. وبصرف النظر عن مخاوف انخفاض إمدادات القهوة جراء التغير المناخي خلال الفترة بين المديين المتوسط إلى البعيد، برزت عوامل عديدة أدت إلى انخفاض أسعار الجملة، من عمليات حصاد أفضل مما هو متوقع ومزيد من كفاءة المزارعين وأسواق العملات.
وأعلنت البرازيل وهندوراس الوصول إلى مستويات إنتاج قياسية خلال الموسم الزراعي الماضي، بينما أعلنت كولومبيا تحقيق أعلى مستويات إنتاج لها منذ تسعينيات القرن الماضي. لكن الطلب، لم يكن مواكباً لوتيرة الإنتاج، ما تسبب في غمر الأسواق بالفائض.
وتقدر التكلفة الحقيقية للكوب الواحدة من القهوة بنحو 2.5 جنيه إسترليني، لكنها تنقسم بين، 35% لتكلفة المحل والإيجار و25% للعاملين و15% للضريبة و10% للربح و7% للأكواب والمناديل الورقية والملاعق و4% للحليب و4% للقهوة، بينما لا تزيد تكلفة القهوة نفسها على 10 قروش فقط.
ونتيجة لمعاناة القطاع، انضم مزارعو القهوة في جواتيمالا وهندوراس، لركب المهاجرين إلى الولايات المتحدة، بينما اتجه نظراؤهم في كل من بيرو وكولومبيا، لزراعة الكاكاو.
وفي حين يتوقع، توفر محصول كافٍ على المدى القريب، فإن الهجرة من مزارع القهوة، خاصة من تلك التي تنتج قهوة من الدرجة الأولى، أثارت مخاوف المشترين فيما يتعلق باستمرارية توفر الإمدادات في المستقبل.
وتعمل بعض الشركات العالمية، على تأمين إمداداتها من خلال تقديم الدعم الفني وشجيرات القهوة للمزارعين والمؤسسات التعاونية. والتزمت ستاربكس في سبتمبر الماضي، بتقديم نحو 20 مليون دولار لصغار المزارعين في السلفادور وجواتيمالا والمكسيك ونيكاراجوا.
كما أكدت نستله، أكبر شركة لشراء القهوة في العالم والتي تستثمر نحو 67 مليون دولار سنوياً في برامج الدعم الفني للمزارعين، أن حالة السعر غير مستقرة وأن التصدي لقضية تراجع دخل المزارعين، لا يمكن حلها عبر شركة واحدة.
وتنقسم القهوة، إلى حد كبير، إلى روبوستا، وهي حبوب منخفضة الجودة صلبة يتم تحويلها إلى قهوة سريعة التحضير أو يتم مزجها مع قهوة الإسبريسو، ثم العربية وهي البن الأكثر جودة ونعومة وطعماً. وتتدرج العربية من عالية الجودة، تُزرع الحبوب في مناطق مرتفعة وتتم معالجتها وهي رطبة، إلى أقل جودة، التي تُزرع في مناطق أقل ارتفاعاً ويتم تجفيفها في الشمس.
ويكمن جوهر مشكلة السعر في الإنتاج الغزير للبن العربي قليل الجودة، الذي تسبب في جر السوق بأكمله للأسفل وفي انخفاض أسعار العقود الآجلة في بورصة نيويورك، التي تعتبر كمرجع لقياس السعر. وبلغ متوسط سعر الرطل في البورصة على مدار السنوات الثلاث الماضية، نحو 1.2 دولار، في حين تجاوز السعر بالنسبة للمنتجين في ذات الفترة، 1.5 دولار للرطل.
ودفع ذلك، المنتجين، للبحث عن طرق أخرى لتسعير منتجاتهم غير بورصة نيويورك، حيث لجأ البعض للتعامل مباشرة مع المؤسسات التعاونية والمفاوضة حول السعر، بناء على حساب التكلفة والربح.
وعزا بعض خبراء القطاع، تدهور الأسعار لشيوع التجارة الرقمية، حيث تتم برمجة العمليات الحسابية للعمل بناء على توقعات ارتفاع وانخفاض السوق، ما فاقم عدم استقرار الأسعار.
وكغيره من السلع الزراعية الأخرى، تتعرض سوق البن لدورات الانخفاض والارتفاع، حيث يشجع ارتفاع الأسعار على المزيد من زراعة الشجيرات وتحسين الإدارة، ما ينجم عنه تحسن الإنتاج.
وفي مثل هذه البيئة، تمكنت البرازيل من الهيمنة على سوق القهوة، ليس فقط لأنها أكبر منتج ومصدر للسلعة، حيث شكلت 28% من التجارة العالمية للبن في العام الماضي، بل لأن لمزارعيها المقدرة على زراعة البن بتكلفة متدنية، عند نقطة تساوي بين الربح والخسارة بنحو 90 سنتاً للرطل. ويستخدم معظم المزارعين في البرازيل، الآليات في عمليات الحصاد والإنتاج والمعالجة، مقارنة مع نظرائهم في كولومبيا ووسط أميركا. وبلغ إنتاج البلاد، 62 مليون جوال سعة 60 كيلو جراماً في السنة الماضية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©