السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

القيادي الكردي بابكر رسول: الخلافات بين القوميتين العربية والكردية يمكن حلها

22 نوفمبر 2005
حوار- محمد أبو الفضل:
مهما تكن اجتهاداتك، صواب أو خطأ، إيجابية أو سلبية، ناعمة أو قاسية، فهى تخضع للتقويم وتقع تحت مشرط المراقبين، والتاريخ وحده كفيل بفرز الثمين من الغث فيها ، لذلك قد يوضع السياسي بين خيارات أحلاها مـر، ووسط توجهات يلفظها بنى جلدته، لكنه على اقتناع أن الطريق الذى سار فيه مفيدا لوطنه ومهما لخدمة قوميته ، هذه التناقضات أو الإزدواجية وقع فيها ، أو قل وجد نفسه داخلها السياسي الكردي بابكر محمود آغا البشدري وشهرته بابكر محمود رسول وزير العمل والشؤون الاجتماعية العراقي ورئيس منظمة العمل العربية السابق ، وحاول فك شفراتها وتجنب الوقوع فى شراكها ، فنجح فى نظر البعض وسقط فى فخاخها عند آخرين ، المهم أن الرجل عمل وزيرا فى كنف النظام العراقي السابق، ولم يتـــوان من وجهة نظره ، فى التقريب بين القوميتين الكبرى ( العربية) والصغرى( الكردية ) ، واعترف أن أكراد العراق حصلوا على مميزات فشل فى الوصول إليها أقرانهم فى دول مجاورة ، الأمر الذى أكد عدم صواب العزف على وتيرة التنافرات الحالية بين القوميتين ·
وعندما بدأت توجهاته تميل بوضوح ، وهو وزير للعمل ، أو تتعاطف سياسيا مع الأكراد ، جرده صدام حسين من منصبه وجمـد نشاطه لأكثر من عامين ، حتى تم ترشيحه رئيسا لمنظمة العمل العربية ، باعتباره الخيار العراقى المضمون للحصول على هذا المنصب ، وعقب توليه مباشرة جرت مياه كثيرة على الساحة العراقية ، أدت حصيلتها الى الصدام مع النظام والانخراط فى صفوف المعارضة ، برغم إحتفاظه بهذه الوظيفة ، وفى هذه الأثناء أعاد حساباته ومدد خيوط إتصالاته مع غالبية القوى العراقية فى الخارج ، وفى هذا الحوار اعترف بابكر رسول أن منهج الوسطية الذى تبناه طوال مسيرته حقق إيجابيات وجلب عليه سلبيات ، ومع أن الاستقرار النسبى يسود شمال العراق ويحتفظ بعلاقات ممتازة مع مسعود البارزاني وجيدة مع الرئيس جلال طالباني ، إلا أن رسول لا زال يفكر متى وكيف يعود الى كردستان ·
واعترف ' للاتحاد ' ، فى أول لقاء مع صحيفة عربية أو أجنبية من منفاه الاختيارى فى القاهرة ،أن مشاوراته متواصلة مع البارزانى حتى هذه اللحظة ، وأقر أن البارزانى (الأب) كان من أشد المخلصين للقضية الكردية، ولم ينكر أنه أخطأ فى تقدير جهوده والاعتراف بأهمية دوره ، وقد تجول هذا الحوار فى ملفات شائكة ومناطق سياسية متعددة ، وعرجنا خلاله الى طبيعة علاقته بالنظام العراقى السابق وملامح الصعود والهبوط التى خيمت عليها والمنحنيات والمطبات التى وقع فيها، وأسبابها وتداعياتاتها ، وناقشت معه رؤيته لبعض القضايا العربية التى تمس جوهر المسألة العراقية ، ودلالات التحول فى مفردات خطابه السياسى، وتقديره لجدوى علاقات الأكراد باسرائيل ، وموضوعات أخرى·
وفيما يلي نص الحوار:
طوال مسيرتك السياسية كانت خياراتك محل جدل من قبل الأكراد ، فكيف وأنت الذى تنتمى إليهم قبلت العمل الى جوار النظام العراقى الذى ينظر إليه كثير منهم باعتباره السبب الرئيسى فى جزء كبير من ويلاتهم ونكباتهم على مدار التاريخ الحديث ·
تركت المشاكل والانقسامات التى واجهتها الحركة الكردية، خاصة في عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، علامات استفهام كبيرة على خياراتى، بخصوص البقاء فى الإقليم للعمل السياسى والعسكرى من داخل الحركة ، أو خدمتها من خلال التعاون مع النظام العراقى القائم، وكنت دائما أحاول إختيار الطريق الوسط ، لأن الحكم على كثير من القضايا مسألة صعبة جدا ، بسبب تشابكها وإصابة بعض جوانبها بالغموض وأحيانا الالتباس ، فى الوقت الذى من المفروض أن أكون فيه مع الويلات والآلام التى عانى منها الشعب الكردي، لكن قد يرى الإنسان وجوده وسطها يزيدها آلاما ، فى حين ربما يساهم الوجود فى موقع آخر ( مقابل) فى تخفيفها ، وهذا الخيار استند الى قناعة سياسية أو فلسفية أو الاثنين معا ، وكنت حلقة وصل فى مناسبات كثيرة بين الجانبين ، وبعد توقيع اتفاقية الجزائر عام 1975 مرت الحركة الكردية بانتكاسة قوية ، وكان من المفترض أن تستغل لجلب كل النوايا الطيبة ، وفى عام 1977 تشكل وفد عن الأكراد بقيادتي وعبد العزيز العقراوى وزير الدولة العراقى للحوار مع مصطفى البارزانى ومجموعته فى إيران ، والتفاهم معهم بناء على نصيحة شاه ايران لصدام حسين ·
وماهى أبرز نتائج هذه الزيارة ·
لم تحقق أى نتائج إيجابية ملموسة، ولو كانت هناك عقلية سياسية متطورة وإيمان واقعى بالقضية الكردية لتوصلنا الى تقدم بشأن عودة الأكثرية الموجودة فى الأراضى الايرانية ، لكن من عادوا لم يحتضنوا من قبل السلطة ، كان المفروض عودتهم الى أماكنهم ومواقعهم ويمنحوا عملا مرضيا ·
العقلية والايمان ·· من قبل الأكراد أم بغداد ·
بغداد بالطبع ·
كيف حسمت التناقضات المبكرة بين تصرفاتك الرسمية فى كنف النظام العراقى وولاءاتك القومية - الكردية وانت الى جواره ·
خلال فترة رئاستى للمجلس التشريعى الكردستانى من عام 1975 وحتى عام ،1977 لم تكن الحكومة المركزية راضية عن ممارساتي ولم تستطع الاستغناء عن خدماتي ، فقد كنت فى معادلة صعبة وحاولت التوفيق قدر الامكان ، انطلاقا من اقتناعى بعدم استحالة التلاقى بين الطرفين ، إذا خلصت النوايا ، وطوال فترة عملى فى بغداد كرست جزءا كبيرا من جهودى لهذا الهدف ، خاصة عندما توليت مسؤولية وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بين عامى 1978 و ،1988 مع ذلك حصل انقسام فى تقويم دورى داخل صفوف الأكراد ، فالبعض قدر موقفى فى الدفاع عن القضية، والبعض الآخر كانت نظرته عكسية ولم يقتنع بهدفى حيال تغيير نظرة الحكومة للأكراد من داخلها ·
هل لازلت مؤمنا بخيارك السابق وأن هذا الدور كان مفيدا للأكراد ·
نعـم ·· وعموما أترك مسألة التقويم النهائى للشعب الكردى ، فلم أكن المسؤول الكردى الوحيد داخل الحكومة ،فهناك آخرون مثل سامال مجيد فرج وزير التخطيط وطه محي الدين نائب رئيس الجمهورية وأرشد الزيبارى وزير الدولة ( ابن عم هوشيار زيبارى وزير الخارجية الحالى ) وعبد اللـه اسماعيل وزير الدولة وكان معروفا بـ'مُـلا مـاطور ' فضلا عن الوزير عبد الستار طاهر شريف
ذكرت على هامش هذا الحوار أنك كنت وزيرا متميزا للعمل فى العراق وحققت إنجازات فى المؤتمرات واللقاءات الدولية فما هى ظروف وأسباب الخروج من الوزارة ·
لم يكن النظام العراقى راضيا عن تصرفات عدد من أشقائى الموجودين فى منطقة 'بيشـدر ' بكردستان ، وكذلك لم يتقبل علاقتى الايجابية بغالبية القوى الكردية ، وثمة سبب رئيسى آخر يجب ذكره فى هذا السياق ، فقد تشكلت أربع لجان عراقية عام 1986إحداها برئاستى لتقصى الحقائق وبها أعضاء من المجلس الوطنى وقيادات كردية موالية للسلطة ، بشأن الحركة الكردية فى السليمانية ، والثانية برئاسة عبد اللـه اسماعيل ، والثالثة برئاسة هاشم العقراوى والرابعة برئاسة أرشد زيبارى وعقدت 48 ندوة خلال ستين يوما فى السليمانية، وعدت بعدها الى بغداد واكتشفت زعل صدام حسين من أدائى ، وعلمت أن بعض التقارير الأمنية رفعت إليه متضمنة كلام حول مجاملتي للمسلحين، أو المتمردين على حد وصفه ، والثوار الأكراد ، ولا أنكر تعاطفى مع مسعود البارزانى ، تقديرا لجهوده وتاريخ والده فى خدمة الشعب الكردى ، وكان المرحوم مصطفى البارزانى جيدا وكريما معى وحاول احتضانى دائما ، لكن لم أبادله هذا الشعور الايجابى ، فقد كنت متأثرا ببعض الأفكار المعاكسة لتوجهاته، واعترف اليوم أنه كان على حق وأنا على باطل ·
هذه الفترة - نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضى - شهدت حالة من حالات الانفلات الأمنى بين النظام العراقى والأكراد من ناحية ، وبين القوى الكردية وبعضها البعض من ناحية اخرى ، أين كنت تقف عقب خروجك من الوزارة ·
مكثت عامين على الأقل بلا عمل محدد ، ونظرت للموضوع بطريقة مأساوية وقد آثرت مع كثيرين الابتعاد ، وذهب ضحية هذا الاقتتال الآلاف ، وشاهدت الكثير من الأكراد الذين قاتلوا ضد السلطة وحضروا للتفاوض معها واستلام المساعدات منها وغير ذلك من التصرفات التى لم يرض عنها أصحابها أنفسهم ، وهذه الفترة أعدت خلالها ترتيب كثير من أوراقى ·
برغم ابتعادك عن السلطة فى الأجواء التى ذكرتها ، إلا أنه جرى ترشيحك رسميا لمنصب رئيس منظمة العمل العربية ، فما هى دوافع هذا الإختيار الذى بدا مفاجئا فى نظر البعض ·
ضمن سياسة العراق للاستحواذ على أكبر قدر من المنظمات العربية تم التخطيط والتباحث حول كيفية أن يتبوأ شخص عراقي على رأس منظمة العمل ، وطلبت القيادة ترشيح بعض الأسماء التى يمكن أن تضمن الفوز فى الانتخابات العربية على هذا المنصب ، وكنت واحدا ممن تم ترشيحهم ووقع الاختيار عليه لصفتى الكردية ،وتفوقت على المرشح اللبنانى المنافس الذى انسحب قبيل الاقتراع، عندما تأكد أن أغلبية الأصـوات تقف الى جانبى، وحمل الترشيح والمنصب شيئا من رد الاعتبار الضمنى من قبل القيادة العراقية ·
ماهى نقطة اللاعودة أو القطيعة النهائية بينك والنظام العراقى السابق ·
بعد غزو الكويت وما تلاه حدثت تحولات كثيرة ، وعندما تقدمت القوات الكردية فى كردستان قام الجيش العراقى بالضرب بصورة عشوائية ، مما أدى الى تهجير عشرات الآلاف ، فأعلنت إدانتى لهذه التصرفات، وقتها كنت فى الأردن لتأجيل عقد مؤتمر منظمة العمل ، التى كان لا يزال مقرها فى بغداد ، ودبت مشكلات وملاسنات بينى والسفير العراقى فى عمان نورى الويس بسبب مواقفى من ممارسات النظام ضد الأكراد واتصالاتى ببعض عناصر المعارضة العراقية ، وتعرضت زوجتى شيرين الحيدرى للخطر ، الى أن تمكنت من الهروب والخروج عبر جبال كردستان ولحقتنى فى الأردن بعد حوالى أربعة أشهر لم أعلم عنها شيئا خلالها، وعلى ضوء هذه المواقف كدت أتعرض لمحاولة إغتيال وأنا جالس فى أحد مطاعم عمـان مع زوجتي وشقيقها شيروان الحيدرى عام ،1991 لكن اكتشافها مبكرا أدى الى هروب الجناة ، ولم أعد الى بغداد خشية مواجهة مكروه أو عدم التمكن من الخروج مرة ثانية ، ونقلت مقر إقامتى الى القاهرة ·
وكيف تم التجديد لفترة رئاسة أخرى للمنظمة عام 1995 وأنت فى عداء مع النظام الذى جرى انتخابك بموجب تمثيلك للبلد الذى يحكمـه ·
فى هذا المناخ كان من المستحيل قيام بغداد بترشيحي ، لكن بفضل علاقاتي الشخصية اتفقت 13 دولة عربية على ترشيحى رسميا ، وهذا الاستثناء أكد نجاحى فى مهمتى العربية ، وكاد هذا الموقف يتكرر لدورة ثالثة ، إلا أن ليبيا قدمت مرشحا ووقفت بقوة الى جانبه فخرجت من منظمة العمل العربية ومكثت ولا أزال فى القاهرة ·
ما هى خلاصة تجربتك على رأس منظمة العمل العربية ·
للأسف اكتشفت هشاشة العمل العربى المشترك وتركيزه على الشكليات وابتعاده عن الجوهر ، وغلبة القضايا الشخصية والملفات القطرية على نظيرتها القومية ، والمجاملة حاضرة والكفاءات غائبة ، وإذا تفحصت التنسيق داخل أى منظمة تحت مظلة الجامعة العربية تجده ضعيفا ، والقرارات لا تجد طريقها للتنفيذ ، الأمر الذى يؤدى الى عقبات متعددة تعترض العمل المشترك ·
إذا كان الوضع على هذا الحال ، فلماذا سعيت للتجديد مرة ثانية وكنت راغبا فى رئاسة منظمة العمل لمرة ثالثة ·
لقد حققت انجازات كثيرة وأؤكد أن عملي طوال تسع سنوات يفوق بستة أضعاف أعمال أو انجازات الرئيسين السابقين علي ( جزائرى ومغربى ) فى رئاسة المنظمة ، من ناحية الكتب والدراسات والندوات وتقديم المساعدات لأطراف الإنتاج ·
هل هذه النتيجة ( فى أحد أوجهها الناصعة ) تقودنا الى عدم صعوبة التلاقى أو العمل بين القوميتين العربية والكردية عندما يجتمعا فى عمل واحد معا ·
يجب التسليم أن هناك أمثلة متعددة لقيادات من الأقليات تعيش فى بعض الدول العربية، فى السودان ولبنان والجزائر ··، مخلصة لقضيتها القومية بدرجة إخلاصها للقومية العربية، وأنا كنت ولازلت من هؤلاء لسببين، الأول إرضاء ضميري وأنا في موقع العمل الرسمي، والثاني لارتباطي بالقومية العربية التى عاش الشعب الكردي فى كنفها فترات طويلة من الزمن ، سواء نظرت الشقيقة الكبرى ( العربية ) نظرة ود وتآخى ومساواة للشقيقة الصغرى (الكردية ) أو لم تنظر ، أما الشرخ الموجود حاليا فيعود إلى غياب الرؤية من القومية الكبرى الى القوميات الصغرى عموما ، وفى الحالة الكردية دخلت القضية على مدار تاريخها فى مشكلات متباينة مع الأنظمة العراقية المتعاقبة، ومع ذلك هم أفضل حالا من أقرانهم الأكراد الذين يعيشون فى ظل قوميات أخرى مجاورة·
لكن تصورات وطموحات، وربما ممارسات بعض الأقليات تثير الريبة، فتدفع قيادات عربية الى التعامل معها بحدة أو قسوة أحيانا ·
من المعروف أن المطالبة بالحقوق تثير الشكوك عند الحكومات المركزية، نتيجة عدم التفاهم ، وعندما حدث ( التفاهم ) فى أوروبا انصهرت غالبيتها فى نسيج المجتمع أو نالت حقوقها ، والمشكلة عندنا أن هناك عدم توافق بين إرادتين ، إحداهما تريد السيطرة والهيمنة والأخرى تريد التخلص من ذلك ·
أعود الى سؤالى السابق بصورة أكثر تحديدا ، لم يعد خافيا أن الأكراد فى العراق لديهم علاقات مشبوهة مع اسرائيل، وهو ما ساعد على زيادة الفجوة مع العرب، فكيف تفسر هذا التقارب والذى بدأت تجلياته تتصاعد مؤخرا ·
العلاقات المشبوهة غير واردة ، لكن العلاقات كما يلى : أنا محتاج الى المال، أو لقمة خبز أريدها أنا وأسرتى حتى لا أموت جوعا، فاذا لم أحصل عليها من البيت العريق والكبير وعندى حصة فيـه، فلابد من التفتيش عنها فى مكان آخر، واسرائيل أصبحت تضع أنفها فى أماكن ودول عربية كثيرة فحتما تريد أن يكون لها موطئ قدم فى شمال العراق ، وطالما أن هناك عدم استقرار فى هذه المنطقة تنشأ أنواع مختلفة من الصلات ، مباشرة أو غير مباشرة ·
إذن أنت تؤيد تطوير العلاقات بين الأكراد واسرائيل ·
أنا شخصيا لا أحبذ هذه العلاقات ، وأثناء عملى كوزير للعمل العراقى وفى أحد الاجتماعات الدولية التى كانت ممثلة فيها الدولة العبرية عام 1985 ، انفعلت على رئيس وفدها ، عندما قاطعنى ثلاث مرات خلال إلقاء كلمتى ، احتجاجا على هجومى ضد اسرائيل ووصفها بالصهيونية والعنصرية ، وعلى اثر هذه المشادة أصبت بأزمة قلبية وأجريت لى عملية جراحية ·
هل مفردات هذا الخطاب الحماسى لا تزال موجودة فى قاموسك السياسى ·
أجيبك بسؤال آخر ، هل الظروف التى كانت سائدة فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر هى ذاتها الموجودة حاليا فى عهد الرئيس حسنى مبارك ، وهل الانسان المصرى الذى عاش خلال الستينات هو نفسه الذى ذهب الى كامب ديفيد ·
بالتأكيد لا ··لكن هناك ثوابت أساسية غير قابلة للتغيير تحت أى ظروف ، واذا حدث تتحول الى برجماتية لا تتقيد بضوابط ! ·
أنا لست فى موقع السلطة ، لذلك غير معنى بهذا الموضوع ، واذا كنت فى موقع القيادة أوالمسؤولية سوف أفكر بصورة واتجاه آخر ، عما كنت عليه من قبل ، ربما أهون ، ولا أمانع الآن من وجود تفاهمات بين القيادة العربية والدولة الاسرائيلية ، وحتى إذا مانعت شخصيا فليس بامكان أحد أن يمانـع، فالدول العربية المتفرقة أوصلت نفسها الى هذه النتيجة التى لا تحسد عليها ·
هناك تسليم بحق اسرائيل فى الدفاع عن مصالحها وتمديد خيوط اتصالاتها مع الجماعات والأقليات المختلفة ، لكن لماذا يسعى الأكراد إليها فى توقيت بالغ الحساسية ·
لا أريد الخوض فى كافة التفاصيل، لكن أنقل هنا وجهة نظر كثير من الناس من بينهم الأكراد ، فحواها الاعتقاد بأن لهذه الدولة دور عالمى فى الولايات المتحدة وأوروبا ، ودعمها لأى قضية من الممكن أن يكون مفيدا ·
على ضوء تعاطفك مع وحدة العراق فى إطار عروبى ، هل يمكن أن تؤيد (مستقبلا) انفصال شمال العراق ·
أنا أقول لا ، وكذلك الطالباني والبارزاني ، ولمعرفة الرأى الصحيح من الواجب أن تدخل فى أعماق النفس ، مع الأخذ فى الحسبان أن هناك حقائق تحرصها جيوش من الأكاذيب ، وفى تقديرى أن الشعب الكردى على اقتناع بالفيدرالية أو بالكونفيدرالية فى أحسن الأحوال ، وأكثر من ذلك لا ، لاعتبارات تتعلق بالجغرافيا السياسية للمنطقة ، ونحن (الشعب الكردى) فى منتصف الطريق منذ الحرب العالمية الأولى وحتى الآن ، لكن الأكراد فى كل من ايران وتركيا لم تطأ أقادمهم الميل الأول فى الطريق الطويل·
هل الوضع المتميز نسبيا للأكراد فى العراق ، مقارنة بأقارنهم فى ايران وتركيا، يعـود لذكاء الأنظمة المتعاقبة أم طبيعة العلاقة بين القوميتين العربية والكردية ·
إذا تجاوزنا بعض الأحداث الكبيرة مثل ' حلبجة' وغيرها ، يمكن القول أن الأكراد فى العراق كانوا متميزين فى كل العهود الملكية والجمهورية ، وذلك لعلاقة العربى بالكردي من ناحية الدين والتعايش، خاصة أن الكادر الأصلى فى الإسلام هو العربى ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©