السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حفتر يأمر الجيش برد شامل على «الغزو» التركي

حفتر يأمر الجيش برد شامل على «الغزو» التركي
30 يونيو 2019 01:30

حسن الورفلي (بنغازي)

أمر القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر قوات الجيش بضرب المصالح التركية في ليبيا، وذلك رداً على ما وصفه بـ «غزو تركي» للبلاد.
واعترف النظام التركي بتقديم الدعم اللوجستي والسياسي والعسكري إلى قوات حكومة الوفاق الوطني في مدينتي مصراتة وطرابلس. وقال اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم القائد العام للجيش الليبي، إن الأوامر صدرت للقوات الجوية باستهداف السفن والقوارب التركية داخل المياه الإقليمية وللقوات البرية باستهداف كافة الأهداف الاستراتيجية التركية.
واعتبر المسماري الشركات والمقرات التركية وكافة المشروعات التي تؤول للدولة التركية داخل ليبيا أهدافا مشروعة للقوات المسلحة الليبية، وذلك ردا على العدوان التركي، على أن يتم إيقاف جميع الرحلات من وإلى تركيا والقبض على أي تركي داخل الأراضي الليبية. وتسير شركات ليبية رحلات جوية منتظمة إلى تركيا انطلاقا من مطاري معيتيقة في طرابلس ومصراتة غرب البلاد. وأكد المسماري أن تركيا تدعم ميليشيات حكومة الوفاق بشكل مباشر عبر الدفع بجنود أتراك ومعدات عسكرية تركية، لافتاً إلى أن إمدادات الأسلحة والذخيرة التركية تصل إلى ميليشيات الوفاق في طرابلس عبر البحر. وأوضح المسماري أن قرار استهداف المصالح التركية صدر رداً على ما تتعرض له «الأراضي الليبية منذ ليلة البارحة من غزو تركي غاشم، نتجت عنه أعمال تخريبية داخل الأراضي الليبية».
وفي هذا الإطار، استنكر البرلمان الليبي «التدخل التركي السافر، وإعلان أنقرة الحرب على ليبيا وشعبها، عبر المشاركة في عمليات الميليشيات المتطرفة والخارجة عن القانون بالقتال ضد الجيش الوطني، وتقديمها السلاح والدعم اللوجستي، وتسخير كل الإمكانيات لدعم هذه الميليشيات المتطرفة». وذكر البرلمان أن حكومة فايز السراج وتركيا وقطر وفرت للمتطرفين والمطلوبين دولياً «المال والسلاح والغطاء السياسي لقتل الشعب الليبي وحكمه، بالاعتماد على قوى الإرهاب والتطرف والخارجين عن القانون».
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة ليبية عن هويات فريق خبراء عسكريين أتراك بينهم جنرال رفيع المستوى يدعى الفريق «عرفان أوزسيرت» الذي شغل منصب قائد فوج الأكاديمية العسكرية التركية، كما شغل منصب المسؤول عن القطاع العسكري لمنطقة غازي عنتاب وتبوأ مناصب في الاستخبارات العسكرية ويعمل جميعهم في غرفة عمليات بالعاصمة طرابلس لدعم حكومة الوفاق، ويبلغ عددهم 16 شخصًا متعددي المهام. ونقلت الصحيفة عن مصدر استخباراتي ليبي أن من بين هذا الفريق عسكريين مختصين في تسيير الطائرات التركية المسيرة من طراز «بيرقدار» التي شنت غارات مكثفة على تمركزات الجيش الليبي في محيط غريان بمنطقة أبورشادة يوم الأربعاء الماضي.
وكشف المصدر، عن أن الفريق يتخذ من شرق العاصمة طرابلس مقراً لعملياته إضافة لمقر آخر، مؤكداً أن مسؤولي حكومة الوفاق وعلى رأسهم وزير داخليتها فتحي باشاغا وقائد المنطقة العسكرية الغربية أسامة جويلي يترددون باستمرار على المقر. وأكد المصدر، أن الفريق التركي هو من يسير دفة المعارك فعلياً على الأرض عبر توفير معلومات استخباراتية والقيام بمهام استطلاع جوي يواكب تحرك قوات الوفاق، إضافة لتوفير الإسناد الجوي القتالي لصالحها، مشيراً إلى أن من بين هذا الفريق خبراء اتصالات وتنصت وتحديد مواقع الجيش الليبي.
وشنت المقاتلات الحربية التابعة للجيش الليبي، مساء الجمعة، غارات على تمركزات الميليشيات المسلحة المتمركزة في مدينة غريان، وذلك بحسب ما أكد اللواء المنفور قائد غرفة عمليات القوات الجوية التابعة للجيش الليبي لـ«الاتحاد». ووصف المنفور الضربات الجوية التي نفذها سلاح الجو الليبي بالدقيقة على تمركزات الميليشيات المسلحة، مؤكداً أن الضربات لم تستهدف أي موقع مدني داخل مدينة غريان. ويواصل الجيش الليبي حشد قواته العسكرية على تخوم مدينة غريان التي سيطرت عليها الميليشيات المسلحة خلال اليومين الماضيين، وذلك بعد تواطئ بعض أعيان المدينة وعناصر في التشكيلات المسلحة مع حكومة الوفاق.
وفي طرابلس، أكد اللواء فوزي المنصوري قائد محور عين زارة لـ«الاتحاد» تقدم قوات الجيش الليبي في محاور طرابلس، نافياً ما تردده وسائل الإعلام التابعة لحكومة الوفاق حول انسحاب قوات الجيش من عدة محاور في طرابلس. وتركز الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج على الحرب الإعلامية ضد قوات الجيش الليبي، وتبث وسائل الإعلام التابعة للوفاق أخباراً وتقارير صحفية حول الأوضاع في طرابلس تفندها شعبة الإعلام الحربي للجيش الليبي بنشر مقاطع مصورة تفند ما تروج له الميليشيات بتقدمها في محاور طرابلس.
وتوجه القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة برسالة طمأنة إلى أهالي مدينة غريان وضواحيها، مشيداً بدورهم في الوقوف إلى جانب الجيش الليبي وهتفوا لهم بمحض إرادتهم وهي تقطع المسافات الطويلة في مهامها ضد الجماعات الإرهابية داخل ليبيا. وأكد حفتر أن الرد سوف يكون قاسياً من القوات المسلحة الليبية ضد العمل الجبان والخدعة المبيتة ضد من قام بتصفية وهدم بيوت الشرفاء في مدينة غريان. ووجه حفتر رسالة إلى القوات الليبية قائلاً: «لا توثر عليكم أعمال الخونة المندسين في زهق أرواح الأبرياء في مدينة غريان وضواحيها، وإن النصر قريب بعون الله، لأن قتالكم للإرهاب من أجل الشعب حتى تكون بلادكم ذات سيادة برية وبحرية وجوية ضد أي عدوان غاشم».
وأظهر تقرير منسوب لهيئة الطب الشرعي في ليبيا أن جثامين قوات الجيش الليبي وعناصر الأمن المركزي التي تسلموها من مدينة غريان عن طريق الهلال الأحمر الليبي، تمت تصفيهم رمياً بالرصاص مع تعرض بعض منهم لتشويه متعمد في الوجه وبعضهم يحمل آثار دهس بالسيارات. ووفقاً لتقارير ليبية محلية، نقلت قوات الجيش الليبي ما يقرب من 40 جثة ضحايا الميليشيات المسلحة التي سيطرت على غريان ونكلت بعناصر القوات المسلحة الليبية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©