السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السودان في انتظار حديث المبادرات قبل دق طبول الفوضى

السودان في انتظار حديث المبادرات قبل دق طبول الفوضى
28 يونيو 2019 00:45

أسماء الحسيني (القاهرة- الخرطوم)

تتسارع مساع ومبادرات عديدة، داخلية وخارجية، في السودان، من أجل التوصل إلى تفاهمات قبيل 30 يونيو الجاري. وأعلنت قوى الحرية والتغيير أنها استلمت، أمس، مسودة اتفاق مقترح مقدمة من الوساطة الأفريقية الإثيوبية المشتركة للاتفاق مع المجلس العسكري، على أساس إعلان المبادئ. وقالت قوى التغيير: إنها سبق أن وافقت على إعلان المبادئ مع إبداء بعض الملاحظات بشأنه، وإنها تتدارس الآن المقترح المقدم للتقرير بشأنه. وتعالت الأصوات التي تحذر من المشاركة بمظاهرات 30 يونيو. وقال ناشطون وسياسيون سودانيون لـ«الاتحاد»: إن الخروج في هذه المظاهرات لا يخدم مصالح السودان، وسيعطي فرصة للإسلامويين والإرهابيين لارتكاب أعمال عنف تؤدي إلى وقوع ضحايا، لتفجير الوضع برمته لصالحهم.
ويأتي ذلك في وقت، تصاعدت دعوات تجمع المهنيين ومكونات قوى الحرية والتغيير والحراك الشعبي في السودان، لحشد الجماهير للخروج يوم الأحد الذي يوافق 30 يونيو، الذي يتزامن مع الذكرى الثلاثين لانقلاب الجبهة الإسلامية في السودان، ووصول الرئيس المعزول عمر البشير إلى الحكم، والذي تمت الإطاحة به، في 11 أبريل الماضي، في ثورة شعبية عارمة، كما جعله الاتحاد الأفريقي سقفاً زمنياً لوصول المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير إلى اتفاق على نقل السلطة إلى حكم مدني. وقالت مصادر الحرية والتغيير لـ«الاتحاد»: إن المليونية التي دعت إليها الجماهير هي بمثابة رسالة قوية منها للداخل والخارج، بأنها ما تزال تمتلك النسبة الأكبر من صوت الشارع السوداني، إضافةً للتأكيد على مطالب الثورة، وهى تسليم السلطة للمدنيين، والتأكيد على أن الشارع السوداني لن يهدأ دون أن يرى ثمار ثورته.
وفي هذه الأثناء، ثار جدل في الشارع السياسي السوداني حول تصريحات الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي، الذي دعا إلى عدم التصعيد، حيث رأى مؤيدوه أنه لم يرفض مليونية 30 يونيو، وإنما فضل أن يكون التصعيد رداً على رفض المجلس العسكري للمبادرة. بينما رأى منتقدوه في تصريحاته خذلاناً للثورة، وقال الناشط السياسي، عزت المهيري، لـ«الاتحاد»: إن «حديث المهدي يتجاهل التطورات في السودان، طيلة الـ 30 عاماً الماضية، وأن المرحلة القادمة ستكون للقوى الجديدة وتحالفاتها، وأن على المهدي أن يعي أن حزبه لا يقود الثورة الراهنة، فقد سبق أن اعترض على الإضراب والعصيان، ولكنه لم يستطع إيقاف أياً منهما، لأن الثوار تجاوزوا حزب الأمة».
وتساءل الكاتب والقانوني، سيف الدولة حمدنا الله: «ما صيغة الرفض التي ينتظر المهدي سماعها من المجلس العسكري، بعد رفضه للمبادرة الإثيوبية، وتراجعه عن الاتفاق مع قوى التغيير، ووصفها بأنها تفاهمات غير ملزمة، وأن الظروف السياسية قد تجاوزتها؟». ومن جانبه، قال مكين تيراب، القيادي بحزب الأمة لـ«الاتحاد»: «هناك حراك داخلي، والكل في مربعه، والشعب ما بين متحمس للمليونية، ومتحفظ يخاف على مستقبل البلاد، لأنه يرى أن مخاض التصعيد إن لم يفض إلى تسوية مقبولة للأطراف، فقطعاً سيكون حصاد الانزلاق أقرب، وفي الحالين الشعب ينتظر التسوية التي تبعد الشر عن بلادهم، وتحقق الدولة المدنية العادلة التي ينتظرها الجميع».
وفى تطور مهم، جمع الرئيس التشادي، إدريس ديبي، في العاصمة انجامينا، الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، ومنى أركو ميناوي أمين عام نداء السودان ورئيس الجبهة الثورية ورئيس حركة تحرير السودان، أمس، وكان حميدتي قد أعلن توجه المجلس لتحقيق السلام مع الحركات المسلحة في السودان.
وفى القاهرة، بحث الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أمس الخميس، مع السفير دونالد بوث المبعوث الخاص الأميركي إلى السودان، والذي يقوم حالياً بزيارة للقاهرة، سبل مساندة عملية الانتقال السلمي في السودان. وقال محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، في بيان صحفي أمس، إن أبو الغيط استعرض مع المبعوث الأميركي مجمل تطورات المشهد السياسي في السودان في ظل الجهود العربية والإقليمية والدولية المبذولة لمساندة الأشقاء السودانيين من أجل التوصل إلى توافق وطني عريض يخرج البلاد من أزمتها الراهنة.
وأشار المتحدث إلى أن أبو الغيط قام في هذا الصدد بإطلاع المبعوث الأميركي على نتائج الزيارة التي كان قد قام بها إلى الخرطوم يوم 16 يونيو الجاري والتي التقى خلالها رئيس المجلس العسكري الانتقالي وقيادات القوى والحركات السياسية والمدنية لتشجيع الأطراف السودانية على استئناف الحوار والعودة إلى مائدة التفاوض بما يكفل الاتفاق على الترتيبات التوافقية المطلوبة لإتمام عملية الانتقال السلمي للسلطة، والتي شدد أبو الغيط على أنها يجب أن تتم في سياق وطني خالص، وتحترم استقلال وسيادة السودان، وتلبي تطلعات كافة أطياف شعبه.
وأضاف المتحدث أن أبو الغيط تناول أيضاً مع المبعوث الأميركي الجهد الذي تنوي الجامعة الاضطلاع به خلال المرحلة المقبلة في سبيل استعادة جسور الثقة بين الأطراف السودانية وتقريب وجهات النظر بينها ودعوتها إلى تجنب التصعيد، بما يدعم هدف الوصول إلى التوافق الوطني المنشود، وبما في ذلك إيفاد وفد رفيع المستوى من الأمانة العامة سيتوجه مجدداً إلى الخرطوم لمتابعة الاتصالات التي تجريها الجامعة مع المجلس العسكري الانتقالي والقوى السياسية والمدنية. وعبر أبو الغيط للمبعوث الأميركي عن ترحيب الجامعة بتنسيق جهودها ومساعيها الحميدة مع مختلف الدول والمنظمات الدولية والإقليمية الحريصة على أمن واستقرار السودان والمساندة لعملية الانتقال الديمقراطي في البلاد.
وأوضح المتحدث أن المبعوث الأميركي، الذي أنهى لتوه زيارته الثانية للخرطوم، عبر من ناحيته عن حرص الإدارة الأميركية على التشاور مع الجامعة العربية والتعرف على رؤية الأمين العام في ما يخص الوضع الراهن في السودان، وذلك تأسيساً على المصلحة المشتركة التي تجمعهما في دعم السودان وشعبه خلال هذه المرحلة الدقيقة. وأكد المبعوث الأميركي اهتمام بلاده بأن يكون هناك تنسيق بين مختلف الجهود التي تبذلها الدول والمنظمات المعنية لدعم السودانيين من أجل التوصل إلى حل وطني وتوافقي لإتمام الانتقال السلمي للسلطة في البلاد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©