بوش يقرر سحب 8 آلاف جندي أميركي من العراق

أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أمس اعتزامه سحب ثمانية آلاف جندي أميركي من العراق بحلول شهر فبراير المقبل، تاركا لخلفه إدارة الوجود العسكري الكبير هناك، بينما بحث نائب رئيس الجمهورية العراقية عادل عبدالمهدي في طهران بنود الاتفاقية الأمنية مطالبا الإيرانيين بضرورة مساعدة العراقيين على الانتهاء من هذا الموضوع· ونقلت شبكة ''سي·إن·إن'' الأميركية عن بوش قوله في كلمة له أمام جامعة الدفاع الوطني بواشنطن إن ''القوات الأميركية والدولية ساهمت في تحقيق الأهداف في العراق، وإن القوات العراقية أصبحت قادرة على إدارة المسؤوليات الأمنية والمعارك''· وأضاف أن ''سحب تلك القوات يأتي وفق توصيات قائد القوات الأميركية في العراق، الجنرال ديفيد بترايوس''، مشيرا إلى أن تقليص الوجود الأميركي في العراق تدريجياً، يتوافق مع انتهاء ولايته· وذكر البيت الأبيض أمس الأول ان الولايات المتحدة ستكتفي بإعادة نحو 3500 جندي من وحدات المساندة في الاشهر المقبلة وكتيبة من المارينز بحلول نوفمبر ولواء من القوات البرية في فبراير إلى بلادهم· وأشار بوش إلى أن ''ذلك يوازي نحو 8 الاف جندي اضافي سيعودون الى بلادهم دون ان يتم استبدالهم، وفي حال استمر التقدم في العراق فإن الجنرال ديفيد بترايوس (قائد القوات المتعددة الجنســــيات) وقادتنا العسكريين يعتقدون ان تخفيضات جديدة ستكون ممكنة خلال النصف الأول من ·''2009 وجاء قرار بوش كما كان يتوقع اتباعاً لتوصيات مستشاريه العسكريين والمدنيين بدءاً بالجنرال ديفيد بترايوس· واختار في أوج حملة الانتخابات الرئاسية أن يترك لمن سيخلفه في البيت الابيض في يناير 2009 ادارة وجود عسكري اكبر مما كان عليه قبل سنتين· مع ان استطلاعات الرأي تشير الى أن اميركيين اثنين من اصل ثلاثة يعارضان الحرب فيما تؤيد النسبة نفسها وضع جدول زمني للانسحاب· ويبدو أن الحذر في التوصيات التي رفعت الى بوش استوحاها الجنرال بترايوس والمسؤولون الآخرون من هشاشة التحسن في الوضع التي لوحظت في العراق والشكوك الكثيرة بشأن اجراء انتخابات مجالس المحافظات في الاشهر المقبلة وتصرف متمردين سابقين انضموا الى المعركة ضد تنظيم ''القاعدة'' وحتى الاستبدال المرتقب للجنرال بترايوس في 16 سبتمبر الجاري· وتشير الصحف الى أن الجنرال بترايوس يدعو حتى الى إبقاء الألوية الـ15 المنتشرة حالياً حتى يونيو ·2009 ومن المرتقب أن يلفت بوش في خطابه الى أن العنف في العراق بلغ ادنى مستوياته منذ ربيع ،2004 وسيقول ''إن كان التقدم في العراق لا يزال هشاً ومتقلباً فإن الجنرال بترايوس والسفير الاميركي في العراق ريان كروكر يفيدان بأن المكاسب التي حققناها بلغت درجة الاستمرارية''· في المقابل ''لا يزال هناك تحديات هائلة في افغانستان''، فهنـــــــاك نحو 31 الف جندي اميركي في افغانستان وعدد مواز من دول اخرى، بحسب بوش· وفي السياق علمت ''الاتحاد'' من مصادر ايرانية أن نائب رئيس الجمهورية العراقية عادل عبدالمهدي ناقش مع الايرانيين وخاصة وزير الخارجية منوشهر متكي وسعيد جليلي سكرتير مجلس الامن القومي الايراني بنود الاتفاقية الامنية وطالب بضرورة مساعدة الايرانيين للعراقيين لأجل الانتهاء من هذا الموضوع· وذكرت مصادر إيرانية أن ايران لازالت ترفض تلك الاتفاقية وأخبرت عبدالمهدي بعدم وضع مصير العراق رهينة بيد الولايات المتحدة· وأضافت ان زيارة عبدالمهدي لطهران تحمل هدفين الاول تجاري والثاني أمني، حيث ناقش المسؤول العراقي مع الايرانيين ملامح عقد جولة امنية مع أميركا حول العراق اضافة الى أن المسؤول العراقي طلب بضرورة تسريع الاتفاقيات التجارية· من جانبه أكد علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى أن اللقاء الذي جمع عبدالمهدي وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي ومتكي خلال اليومين الماضيين تناول موضوع معارضة المسؤولين العراقيين للاتفاق الأمني الذي تريد اميركا فرضه على الشعب العراقي