الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

40 ألف متخصص لتنفيذ استراتيجية الأمن السيبراني

40 ألف متخصص لتنفيذ استراتيجية الأمن السيبراني
25 يونيو 2019 01:59

حاتم فاروق (أبوظبي)

توقعت الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات بالدولة، مشاركة أكثر من 40 ألف متخصص في تنفيذ مبادرات الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني بالدولة، خلال السنوات الثلاث المقبلة، بهدف خلق بيئة إلكترونية آمنة ومرنة في الدولة تساعد على تمكين المواطنين والمقيمين من تحقيق طموحاتهم وتمكين الشركات من التطور والنمو، فضلاً عن تفادي المخاطر المتزايدة لحوادث الأمن الإلكتروني على المستوي العالمي.
وقال حمد عبيد المنصوري مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات، رداً على «الاتحاد»، خلال مؤتمر صحفي عقد أمس للإعلان عن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني، إن الهيئة تعكف في الوقت الراهن بالتعاون مع المؤسسات العامة، والجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص والجامعات، على تدريب المتخصصين المشاركين في تنفيذ أكثر من 60 مبادرة تتعلق بـ 5 محاور رئيسة تشملها الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني.
وأكد المنصوري أن المشاركين في تنفيذ استراتيجية الإمارات للأمن السيبراني ينقسمون ما بين موظفين في مختلف القطاعات بالدولة، أو طلبة جامعات أو متخصصين في مجال أمن الاتصالات والمعلومات، بالتعاون والتنسيق مع مسؤولي الهيئة العاملين بالفريق الوطني لطوارئ الحاسب الآلي، منوهاً بأن المتغيرات المتسارعة محلياً وعالمياً، تتطلب ضرورة العمل سريعاً لتنفيذ المبادرات الوطنية للأمن الإلكتروني.

لماذا نحتاج إلى استراتيجية وطنية للأمن السيبراني؟!
وأضاف مدير عام الهيئة أن دولة الإمارات تتقدم سريعاً في مسارات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والثورة الصناعية الرابعة، مدفوعة بالزخم القوي الذي تولّد عبر تاريخ حافل بالريادة والإنجازات الكبرى، مشدداً على الحاجة إلى وجود استراتيجية وطنية للأمن السيبراني لتكون عنصراً مركزياً في درء المخاطر والاستعداد للتحديات الأمنية في الفضاء السيبراني.
وقال: «إذا ما أردنا أن نرسم صورة استشرافية للحياة في دولة الإمارات بعد سنوات من الآن، فإننا سنرى ملامح المدينة الذكية التي تتواصل فيها ملايين الأجهزة والمنصات فيما بينها بصورة تلقائية، منتجة كميات هائلة وغير مسبوقة من البيانات التي سيكون الكثير منها عرضة لمخاطر السرقة وانتهاك الخصوصية».
وأوضح المنصوري، أن استراتيجية الأمن السيبراني ترتكز إلى حقيقة يدركها الجميع، وهي أن الفضاء السيبراني بقدر ما يوفر الآفاق الرحبة والفرص اللامتناهية لتحقيق الرفاه والسعادة والتنمية المستدامة، فإنه يشكل أيضاً مرتعاً للعابثين والمتصيدين. ومن البديهي أن المعركة بين الطرفين هي معركة معرفية وتقنية، وهي معركة ذكاء ومواظبة ونفس طويل. وهي في أصولها تجسيد للصراع الأزلي بين الخير والشر.
وأشار إلى أن تطوير الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني جاء تلبية لمتطلبات المرحلة الراهنة التي تشهد تضاعف عدد الحوادث عالمياً، مما تسبب بخسائر كبيرة في الاقتصاد العالمي، حيث شهد العام الماضي زيادة في عدد الاختراقات الأمنية للبيانات المعلن عنها بنسبة 42%، ووصلت التكلفة السنوية للجرائم السيبرانية عالمياً إلى 608 مليارات دولار بين عامي 2014 و2017.

ما هو مدى انتشار استخدام الإنترنت في الدولة؟
قال المنصوري: إن للإنترنت مكانة مركزية في حياتنا المعاصرة عموماً، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص، حيث تبلغ نسبة مستخدمي الإنترنت 99% من السكان. علماً أن النسبة نفسها تنطبق على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، أما نسبة استخدام الهاتف المتحرك فهي 200% من السكان وهي النسبة الأعلى في العالم، آخذين بعين الاعتبار أن 96% من الهواتف المتحركة المستخدمة في الدولة هي هواتف ذكية مرتبطة بالإنترنت.
وأضاف أنه على صعيد السلوكيات الاجتماعية، فيبلغ متوسط الوقت الذي يقضيه الفرد في الإمارات على الإنترنت حوالي 8 ساعات، إذا احتسبنا مجموع الأوقات التي يستخدم فيها كافة الأجهزة والأدوات المرتبطة بالشبكة المعلوماتية، مؤكداً أن هذه الأرقام تشير بوضوح إلى أهمية وجود استراتيجية وطنية للأمن الإلكتروني.

المخاطر الإلكترونية .. تستهدف من؟
ونوه المنصوري إلى أن استراتيجية الأمن الرقمي سوف تكون بمبادراتها العديدة، هي البوصلة والخريطة التي نسير عليها في عملنا خلال السنوات الثلاث المقبلة، وسنحرص على أن تكون استراتيجية مرنة وذكية وقابلة للتكيف مع المستجدات والتطورات، لأننا ندرك أن المخاطر الإلكترونية ليست أمراً جامداً، وإنما متحولة ومتطورة في استهدافها لشرائح المجتمع كافة.
وأشار مدير عام الهيئة إلى أن العابثين على شبكة الإنترنت لا يقتصرون في أنشطتهم على استهداف الشركات والمؤسسات، بل كل شرائح المجتمع، حيث تشير الدراسات إلى أن 47% من التطبيقات الخبيثة التي انتشرت على شبكة الإنترنت في عام 2017 مثلاً هي تطبيقات تستهدف الأنشطة الاجتماعية للأفراد، مثل تطبيقات أسلوب الحياة والموسيقا والكتب وغيرها.

الزرعوني: الاستفادة من تجارب 10 دول رائدة
قال المهندس محمد الزرعوني، مدير إدارة السياسات والبرامج، في الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات: إن الهيئة عكفت على تطوير الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني في دولة الإمارات، بناء على تحليل أكثر من 50 مصدراً من المؤشرات والمنشورات العالمية، والعمل مع فريق من الخبراء العالميين، وإجراء مقارنة معيارية مع 10 دول رائدة في مجال أنظمة الأمن السيبراني.
وأضاف الزرعوني أن الاستراتيجية الجديدة سيكون لها انعكاسات إيجابية على جميع شرائح المجتمع، من خلال تعزيزها لثقة المواطنين والمقيمين في المشاركة بشكل آمن في العالم الرقمي، وتعزيز الابتكار في مجال الأمن السيبراني، وترسيخ ثقافة الاستثمار فيه، مؤكداً أهمية تمكين الشركات الصغيرة من حماية نفسها ضد الهجمات، وحماية المعلومات الحساسة والبنية التحتية للدولة، وبناء كادر بشري على مستوى عالمي في مجال الأمن السيبراني في دولة الإمارات. وأوضح أن الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني الجديدة تعمل على تعزيز المنظومة المتكاملة من خلال تنفيذ 60 مبادرة ضمن 5 محاور.

1.8 مليار درهم قيمة السوق في الدولة
قال المهندس محمد الزرعوني، مدير إدارة السياسات والبرامج، إن الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني تعمل على وضع منظومة متكاملة حيوية، تهدف إلى الاستفادة من هذا السوق في الدولة الذي تصل قيمته إلى 1.8 مليار درهم، والمشاركة بفعالية في هذا السوق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا البالغ قيمتها 18 مليار درهم.
وأضاف أن الاستراتيجية الوطنية تهدف إلى تطوير قدرات أكثر من 40 ألفاً من المتخصصين في الأمن السيبراني، وذلك لتشجيع المهنيين والطلاب على ممارسة مهن في هذا المجال، وبناء قدرات في الأمن السيبراني تلبي تطلعات الدولة، وتعزيز منظومة متكاملة حيوية للتدريب في المجال.
وتتضمن الاستراتيجية مكافأة التميز في مجال الأمن السيبراني من خلال برامج الجوائز الوطنية، حيث خصصت 6 جوائز للمؤسسات، و6 جوائز للأفراد، بما يشجع المؤسسات على إدارة برامج الأمن السيبراني، ويلهم رواد الأعمال للابتكار، ويدعم البحوث المتطورة التي تقوم بها المؤسسات الأكاديمية، ويشجع الطلاب على الانخراط في مجال الأمن السيبراني.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©