الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

"أبوظبي الأول للمخطوطات".. يناقش واقع ومستقبل حفظ التراث العربي

"أبوظبي الأول للمخطوطات".. يناقش واقع ومستقبل حفظ التراث العربي
18 يناير 2019 02:21

أبوظبي (الاتحاد)

اختتمت أمس، فعاليات مؤتمر أبوظبي الأول للمخطوطات الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة ـ أبوظبي في منارة السعديات، تحت عنوان «المخطوطات العربية: واقع وقضايا»، بعد نقاشات غنية عن موضوعات تتعلق بمستقبل حفظ وفهم التراث ونقله للأجيال القادمة.
شهد المؤتمر الذي انعقد على مدى يومين زخماً فكرياً فريداً، حيث جمع تحت سقفه نخبة من الخبراء والباحثين والأكاديميينَ من مختلف أرجاء العالم، تناولوا واقع ومستقبل حفظ التراث والحلول المتبعة لتوثيق المخطوطات وتحقيقها، وذلك من خلال عدد من الجلسات الحوارية التفاعلية. تعليقاً على ذلك، قال عبد الله ماجد آل علي، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع دار الكتب في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي: «إن النجاح الكبير الذي شهده المؤتمر على مدار يومين، ما هو إلا دلالة على تضافر الجهود الساعية إلى حفظ التراث لأجيال المستقبل، وأود أن أتقدم بالشكر إلى جميع المشاركين من أكاديميين ومحققين وعلماء وكتاب وأدباء، الذين أضافوا قيمة معنوية وفكرية كبيرة لجلسات وفعاليات مؤتمر ومعرض أبوظبي الأول للمخطوطات، مساهمين في تعزيز مساعينا الرامية إلى حفظ تراث الأمة وتاريخها الموثّق وعلمها، ودراسة سُبُل الحفاظ عليها وحمايتها من التلف».
وأكد آل علي، أن المؤتمر يعد رسالة راسخة تعكس الهدف الموّحد المتمثل في بناء التاريخ المشترك في المنطقة، وإثراء البحوث الأكاديمية وتشجيع العمل الدولي في هذا المجال.
ولاقى المعرض الذي يقام بالتوازي مع المؤتمر، والذي يستمر حتى 15 فبراير، إقبالاً واسعاً من الزوار، حيث يعرض مجموعة نادرة من المخطوطات وأدوات الكتابة التقليدية، أبرزها مخطوط «الذريعة في مكارم الشريعة» للمؤلف الحسين بن محمد بن مفضل الراغب الأصفهاني، والتي يرجع تاريخ نسخها إلى القرن 6هـ-12م، وديوان المتنبي الذي يرجع تاريخ نسخه إلى القرن 12هـ.
علاوة على ذلك، يقدم المعرض عدداً من ورشات العمل، والتي تهدف إلى تعزيز التفاعل المجتمعي مع الزوار من الشرائح العمرية كافة، ومنها ورشة «حروفيات»، والتي تقدمها الأستاذة مريم الجسمي، وتستهدف الإلمام بماهية الخط العربي وأصوله ومعايير الجمال ومظاهر الإبداع فيه، وورشة «الخط العربي»، والتي يقدمها حسام خورشيد، وتتناول فن الخط بالزخرفة العربية وكيف يستعمل في تحلية المخطوطات والكتب، وخاصة نسخ القرآن الكريم.
وتوجهت أنظار زوار المعرض إلى جدار الهواة، والذي يتيح الفرصة لهواة الخط العربي لعرض لوحاتهم في المعرض لتشجيعهم ودعمهم، وتشرف عليه الفنانة التشكيلية فاطمة الحمادي، والتي تشارك بجدارية حروفية تشكيلية، دمجت من خلالها الحروف العربية، وبرزت أصالتها وجمالياتها الفنية باستخدام ألوان الأكرليك والريشة، لتعبر بها عن رقي الحرف العربي.

فرض الحماية القانونية للمخطوطات العربية أثناء الحروب
شددت التوصيات التي تبناها مؤتمر ومعرض أبوظبي الأول للمخطوطات على ضرورة اتخاذ الإجراءات المحلية والإقليمية والدولية التي من شأنها فرض الحماية القانونية للمخطوطات العربية أثناء الحروب والأزمات، وأن تكون دور الكتب والمخطوطات ذات حصانة دولية تحول دون نهبها أو المساس بها. وقدر البيان الختامي والمجتمعون الجهود التي يقوم بها مركز جمعة الماجد للتراث في دولة الإمارات العربية المتحدة، وما يقدمه من خدمات جليلة في مجال حفظ المخطوطات وفهرستها وترميمها، متطلعين إلى تواصل هذه الجهود بتعاون بناء مع مختلف الجهات المعنية بالمخطوطات في الوطن العربي. وضمت لجنة صياغة التوصيات كلاً من الدكتور بشار عواد من الأردن، الدكتور عبد الله الغنيم من الكويت، الدكتور أحمد بنبين من المغرب، والذين تقدموا في بداية توصياتهم بالشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ولدائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي على إقامة هذا المؤتمرالذي من شأنه حماية التراث الفكري للأمة، وتعميق الصلة بجذورها الحضارية، من خلال المحافظة على التراث ودراسته والإفادة منه الإفادة المأمولة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©