خليفة الرميثي: أغاني «الراب» تحمل رسائل هادفة

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

«بأسلوب الراب يوصل صوتي لأي مكان».. مقطع من أغنية الراب الجديدة «خلنا نوضح الأمور» لمغني الراب الإماراتي خليفة الرميثي، الذي دمج فيها اللهجة الإماراتية باللغة الإنجليزية، للمرة الأولى في مشواره الفني الذي بدأه عام 2010، والتي حاول فيها أن يوضح أن لفن الراب أهدافاً ورسالة سامية يريد أن يوصلها من خلال الأغنيات التي يقدمها، ومنها الأغنية الوطنية «أنا إماراتي» و«خلص وقت الوقوف» و«أبيها»، والتي حققت نسب مشاهدة عالية على موقع الـ«يوتيوب» وتطبيق «أنغامي»، إضافة إلى المتابعات وردود الأفعال الإيجابية عبر مواقع التواصل.

فن هادف
أوضح الرميثي في حواره مع «الاتحاد»، أن الفن بشتى أنواعه من أسهل الطرق لإيصال صوتك إلى الناس، وقال: دخلت مجال الراب بهدف تعليمي وتثقيفي من خلال انتقائي لكلمات الأغنيات التي تحمل إفادة مجتمعية ورسائل حياتية مهمة، خصوصاً أن الراب فن هادف، وليس عبارة عن كلمات تغنى مع إيقاع فقط - كما يعتقد البعض - إنما من المفترض أن يكون لها معنى واضح وتناقش قضية مجتمعية تهم الناس، وهذا ما أكدته في بداية أغنيتي المصورة الجديدة «خلنا نوضح الأمور».
وتابع: فن الراب له تاريخ، حيث بدأ بـ«الدي جي»، ومن ثم «بريك دانس»، وبعدها «أم سي»، وبدايتها الحقيقية كانت عبر الحفلات، وأصحاب هذا الفن في البلاد الغربية كانوا يريدون من خلاله إيصال رسائل مجتمعية تخصهم وتخص حياتهم، ومن هنا انطلق فن الراب في الغرب، وأعني هنا من كلامي أن انطلاقة الراب كانت لها أهداف تتمثل في إيصال رسائل معينة، وهذا أكثر ما أعجبني في هذا الفن.

غياب فني
بدأ الرميثي حياته الفنية في مجال غناء الراب عام 2010 ثم توقف بعدها لسنوات، ويعود أكثر قوة بداية من 2018 وحتى وقتنا هذا، وعن هذا الغياب، أوضح أنه أراد أن يعود أكثر نضجاً وخبرة في هذا المجال، فدرس وتعلم وتابع تجارب الآخرين ممن سبقوه في مجال الراب، ليقدم أعمالاً فنية لها بصمة واضحة في عالم الراب، مثل أغنية «أبيها» التي تتحدث عن الأحلام والطموحات، وأن يسعى الإنسان إلى تحقيق هدفه وتحطيم الصعاب والعقبات، وأغنية «خلص وقت الوقوف» التي تحكي تجربتي، وقلت إنني تعلمت واستفدت وخلص وقت الوقوف.

أغنيات منفردة
وأضح الرميثي أن كل أغنياته من إعداده من ناحية الكلمات والأداء، أما بالنسبة للتوزيع والألحان فتولاها الموزع عامر، مشيراً إلى أنه لا يفكر في الوقت الحالي بتنفيذ ألبوم راب كامل، لأنه يفضل تحضير الأغنيات المنفردة حتى يزيد من قاعدته الجماهيرية، منوهاً إلى أنه في فترة قصيرة حقق نسب متابعة في «أنغامي» وصلت إلى 13 ألف متابع، والمستمعون لهذه الأغاني وصلوا لأكثر من 100 ألف، ومنها 90 ألفاً فقط لأغنية «أبيها»، و3000 مستمع لأغنية «خلنا نوضح الأمور» بشكل يومي منذ إصدارها وحتى الآن.
وكشف الرميثي أنه يحضر حالياً لأغنية جديدة من المقرر أن يصدرها أوائل شهر سبتمبر المقبل، بعنوان «مشكلة الكل»، ويناقش فيها مسألة أن الشخص يجب أن يكون على قدر المسؤولية، مصرحاً في الوقت نفسه أن لديه مشاريع هادفة في مجال الراب الموجهة للأطفال، متمنياً في المستقبل أن يكون هناك تعاون بينه وبين قناة «ماجد» للأطفال أو برنامج «افتح يا سمسم».

فكرة وهدف
وحول ما يميزه عن غيره من مغني الراب من سبقوه في هذا المجال، مثل قصي خضر ودافي وفابراتشي، الذين حققت أغنياتهم نجاحاً وانتشاراً كبيرين، أشار الرميثي إلى أن لكل مؤدي راب أسلوبه وفكره وهدفه الخاص به الذي يميزه عن الآخر، فالفكرة نفسها في أغنية الراب هي الأساس، وهو لا يقدم على تنفيذ أغنية إلا إذا كان لديه فكرة يريد إيصالها، متمنياً في المستقبل أن يقدم عملاً مشتركاً مع أحد منهم.

«توباك»
تحدث الرميثي عن بدايات تعلقه بهذا المجال، وقال إنه كان يستمع إلى أغنيات «بلاك ستريت بويز» و«توباك» و«باف دادي» و«سيسكو»، ورغم أنه كان يحب «باف دادي» و«سيسكو» في البدايات، فإنه عشق فن «توباك»، فكان النقلة النوعية بالنسبة له، خصوصاً أنه لديه أسلوب وكاريزما وصوت مميز إلى جانب تقديمه رسائل مجتمعية من خلال أغنياته، وهذا ما دفعه إلى صقل مهاراته في الراب، خصوصاً بعدما قدم بعض الأغنيات الخاصة التي لم يعرضها إلا على أصدقائه والذين أشادوا بموهبته في هذا المجال، وشجعوه على الاستمرارية.